كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

>
لا أحد يستطيع أن يرضي كل الناس.. أو يرضى عنه الناس جميعاً.. ولذلك قالوا: إن إرضاء الناس غاية لا تدرك.. ولا أحد يستطيع أن يفعل كل شيء في أي شيء.. فلا بد أن يكون هناك جزء ولو صغير جداً ناقص جداً في عمله.. فالكمال وحده لله تعالى وحده.. وهذا دليل على عظمة الله.
• والصداقة هي علاقة بين اثنين أو أكثر من الناس.. وكثير من هذه العلاقات تحكمها المصلحة.. وقد تكون هذه المصلحة خاصة أو عامة.. أي تنفع الشخص وحده.. أو قد ينفع بها أشخاص آخرون يختفون وراءه.. وقد تكون خالصة ومجردة من أيه مصلحة خاصة أو منفعة عامة.. إنما هي علاقة ربطت بين واحد من الناس بآخر.. أو بعض الناس ببعض.. وكانت نابعة من عاطفة سامية.. وحب أرقى وأجمل.. حب الوطن.
• وعندما تزوجت الأميرة (ماريا أنطوانيت) وهي من النمسا بالملك لويس السادس عشر الفرنسي.. كانت الملكة لا تعرف شيئا عن الملك.. ولا الملك يعرف عنها أفضل.. وكانت الملكة (ماريا انطوانيت) تلوم أمها (ماريا تريزا) أنها لم تقل لها شيئاً ولا وصفت لها زوجها الملك الذي كان مغرماً وعاشقاً للأكل أكثر من عشقه لزوجته.. ولذلك لا كان هو ينفع شعبه.. ولا هي كانت تنفعه.. فثأر عليهما الشعب.. وأعدمتها الثورة الفرنسية.
• أما إذا كنت لا تعرف شيئاً عن الملكة (ماريا أنطوانيت) وأمها (ماريا تريزا) فأنا أقول لك سريعاً.. إن هذه الملكة هي التي رأت في شرفة قصرها الشعب الفرنسي يصرخ من الجوع ويطلب الخبز فقالت لوصيفاتها وهي تشير إلى جموع الشعب:( إذا كانوا لا يجدون الخبز فليأكلوا الجاتوه) أي الكيك.. أما أمها (ماريا تريزا) كانت ملكة النمسا.. وهي التي رسمت صورتها على الريال النمساوي الذي كان العملة الوحيدة في اليمن سابقاً.
• تذكرت هذه الحكاية عندما سمعت بعض الأخبار التي تقول بأن وزير الخارجية المصري (نبيل فهمي) أثناء زيارته الأخيرة إلى أمريكا.. وصف علاقة مصر بأمريكا أنها زواج كثلوكي.. أي أنه زواج دائم لا يعرف الطلاق.. وقد قامت الدنيا ولم تقعد في مصر.. وكذلك فعلت الصحف والمجلات المصرية والإعلام المصري المنظور والمسموع.. وكلها تنتقذ وزير الخارجية المصري على وصف العلاقة بين مصر وأمريكا بالزواج الكثلوكي الذي لا طلاق فيه.
• ثم تذكرت أيضاً هذه الحروب والفتن القاتلة في البلاد العربية.. في سوريا والعراق وليبيا.. وهي حروب بين الرجال فقط.. وليس للمرأة ضلع في أسبابها من قريب أو بعيد.. وإنما (المرأة وأطفالها) أصبحوا وقوداً للحروب والضياع والتهجير والشتات خارج بلادهم.. مع أن الرجال هم الذين أشعلوا هذه الحروب التي تأكلهم.. وتركوا النساء أرامل والأطفال يتامى.. وهذه من صنع الآخرين.. أن يذهب الرجل وأن تبقى المرأة تبكي زوجها الذي رحل.. وتبكي حظها العاثر وأطفالها المنكوبين.
• والغريب في الأمر أن دول أوروبا وأمريكا ظلت تراقب هذا المشهد المؤلم في بلاد العرب.. كيف يقتل الرجل أخاه؟.. وكيف يقتل المسلم مسلماً ؟.. وكيف يكتب مصير بلاده وهلاك أهله بيده؟.. هل هو الجنون؟ أم هل هو الغرور؟.. وهل كان هتلر مجنوناً أم مغروراً؟.. أم هي غريزة البقاء .. والشعور بأن البقاء للأصلح؟
• وهكذا انتحر هتلر في ألمانيا.. وظهر أكثر من هتلر في بعض البلدان العربية.. وهذا هو التغيير العظيم عند العرب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى