ستمضي برسالتها ولن تسكتوها

> سليمان حنش:

>
يعتبر يوم 10 مايو 2014م ، لحظة زمنية لها قيمتها وأهميتها سيدونها سجل تاريخنا المعاصر .. هي لحظة عميقة الدلالة تكشف عن سر العلاقة الحميمة بين "الأيام" الصحيفة من جهة وبين مدينة البحر والجبل، فاتنة المدن والموانئ، بوابة الوطن إلى العالم، المدينة الحاضنة لكل الألوان ومختلف الأجناس، المدينة الحية عدن من جهة أخرى.
من هذه المدينة الحية عدن، التي كانت ومازالت تنفخ فينا من روحها، وتغرس في قلوبنا بذور الإنسانية والمحبة والسلام والتعايش مع الآخرين، وتمنحنا العنفوان لنمضي قدما نحو إزالة كل ما يعلق بنا وبها من شوائب وأدران.
من هذه المدينة التي يحتضنها البحر من كل الجهات ، انطلقت "الأيام" الصحيفة وصدر أول عدد لها في خمسينيات القرن الماضي، على يد مؤسسها وعميدها المرحوم محمد علي باشراحيل، حيث جعل من "الأيام" صحيفة لكل الناس ومنبرا لمن لا منبرله ، لذلك استوعبت كل الأقلام والرؤى والأفكار من مختلف الألوان والمشارب والاتجاهات والتوجهات، كما أنها في تناولاتها وأنشطتها الصحفية والإعلامية، قد جسدت بحق المهنية العالية والحيادية، فلم تجعل من نفسها ومحتوى صفحاتها حكرا على أوضاع وقضايا وهموم المدينة عدن وناسها فقط، بل تخطت ذلك إلى ما هو أبعد، لتتسع وتشمل كل الوطن شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وكذا مستجدات وتطورات الأحداث على الصعيد العربي والإسلامي والعالمي.
وبمثل هذا النهج القائم على المهنية والمصداقية، واصلت "الأيام" رسالتها ومسيراتها، فغدت الأكثر جماهيرية والأوسع انتشارا وتوزيعا، وذلك أمر رغم واقعيته انزعج منه البعض، فاندفعوا إلى البحث عن أتفه الأسباب والحجج لتأزيم "الأيام" ولجم صوتها وإيقافها.
ومن يطالع تاريخ صحيفة "الأيام" سيكتشف أن السلوك المتسم بالحقد والعداء وافتعال المشكلات ووضع العراقيل أمامه لإسكاتها وإجبارها على التوقف، وعدم مواصلة طريقها في بلاط صاحبة الجلالة، لم يكن قبل السنوات الخمس الأخيرة، بل بدأ في الفترة التي كان مؤسسها وعميدها حي يرزق، وتحديدا أواخر عام 67م، حيث أوقفت "الأيام" قسرا وبرغبة من أمزجة يسكنها التوحش ونفوس مريضة أمَّارة بالسوء، لا همَّ لها سوى حرق المراحل، حتى ولو كان على حساب طمس صفحات من تاريخ الصحافة في عدن والوطن عموما.
إن ذلك السلوك الخبيث الذي نتج عنه التوقف الأول لـ "الأيام" تكرر أيضا بعد مايو 90م وفي زمن التعددية وحرية الرأي، وهي الفترة التي عاودت فيها الصحيفة الصدور بقيادة الناشرين هشام وتمام باشراحيل، لكنها لم تسلم من شرور أمزجة التوحش والنفوس الأمَّارة بالسوء، حيث تعرضت الصحيفة وناشريها وأسرة تحريرها لأفعال تتنافى مع مفاهيم حرية الصحافة والإعلام وحقوق الإنسان، وتكاد تكون أقرب إلى الجرائم، لا لشيء وإنما لكسر أقلام الناشرين وأسرة التحرير وبالتالي إجبار الصحيفة على التوقف قسرا.
واليوم ومع الصدور الثاني لـ "الأيام" تحت قيادة الزميل تمام باشراحيل، وإلى جانبه أبناء الراحل هشام باشراحيل ــ باشا وهاني ومحمد ــ إنما يؤكدون أن الصحيفة وأسرة تحريرها لايمكن أن يطيلوا الانتظار على قارعة القلق، أو أن يظلوا مكبلين بقيود الماضي بما فيه من أوجاع وآلام، ولن ينشغلوا بمرحلة خلط الأوراق، بل سيمضون نحو أداء مهمتهم الصحفية، كي تظل "الأيام" محطة ومرفأ مهنيا لكل الأعمال الخلاقة التي تهتم بالتنمية والإنسان وتلبي احتياجاته، ولكي تمضي الصحيفة بقوة وصبر نحو أداء رسالتها التي تقدس الوطن وتحترم عقول القراء ومهنة الصحافة وزملاء المهنة مهما كانت التحديات والصعوبات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى