في دائـرة الضـوء..آردا توران .. «جامع الكرات» الصغير!

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> الكرة تتهادى خارج خط الملعب، وصبي صغير يركض وراءها، في أرجاء استاد (سامي ين) ملعب فريق (جالاطا سراي) التركي، الملقب بالجحيم، ليستحوذ عليها، ويعاود ركلها داخل الملعب لاستكمال المباراة، يقف الصبي، ويشاهد (جورج هاجي) يتلاعب بمدافعي الخصم، ويرسل بالكرة للهداف هاكان شوكور الذي يحرز هدفًا يشعل حماس الصبي فينسى إحضار الكرة، ويتفاعل فرحًا مع الهدف.
لم يكن يعلم الصبي (جامع الكرات) أثناء ركضه لإحضار الكرة وتفاعله وحماسته مع كل هدف ومراوغة لـ(مارادونا البلقان)، أن هناك علاقة ستنشأ بينهما تحمل الكثير من التقلبات، ولم يكن يتصور أيضًا أن كثرة ركضه وراء الكرة ربما خلقت علاقة بينه وبينها جعلتها تحبه، وتطيعه أينما لعب، وجعلت منه أحد أمهر لاعبي العالم، وأوصلته لأبعد مما وصل إليه ملهمه ومثله الأعلى هاجي.
**** الصبي جامع الكرات يجيد إطلاق الرصاص !
هذا الصبي هو آردا توران، التركي لاعب خط وسط أتلتيكو مدريد، صاحب الـ(27) عامًا، وأحد أهم أعمدة الفريق الأسباني والمتألق بشدة هذا الموسم وصاحب هدف رصاصة الرحمة في ملعب (ستامفورد بريدج) في شباك تشيلسي الذي أكد صعود الأتليتي لنهائي لشبونة .
بدأ آردا توران مشواره مع الساحرة المستديرة بانضمامه لأحد الأندية الصغيرة ويسمى Bayrampasa Altintepsispor ، والذي يقبع في إحدى ضواحي العاصمة التركية إسطنبول مسقط رأس اللاعب، وكان حينها لم يبلغ العقد الأول من عمره، وبعد أن قدم مستويات رائعة لمدة (3) سنوات أوصى المدرب التركي الشهير فاتح تريم إدارة جالطا سراي بالتعاقد مع اللاعب الموهوب والذي انتقل بالفعل للنادي العريق ليبدأ مشواره نحو المجد الأوروبي، وتبدأ أولى خطوات العلاقة بينه وبين مثله الأعلى جورج هاجي.
**** هاجي وبـاريس وجلطـة سـراي ..
كان للمدير الفني واللاعب الكبير هاجي الدور الأبرز في اختيار «توران» ليلعب للفريق الأول لجلاطا سراي، وهو في الـ(17) من عمره، حيث اختاره سنة 2004م لينضم لتشكيلة الفريق بعد أن نال إعجابه، وبالفعل أشركه في المُباراة النهائية للدوري المُمتاز (التركي) أمام فريق (دينيزليسبور)، وساهم في إحراز اللقب، وقدّم - آنذاك - موسمًا رائعًا في بطولة الكأس، وكذلك بطولة الدوري الممتاز، ففي المُجمل لعب آردا (6) مُباريات لكنه لم يسجل أي هدف.
وكما كان لهاجي الدور الأبرز في انضمام (آردا) للفريق، كان أيضًا أحد أهم أسباب تركه له، وذلك بعد أن أصر على طرد اللاعب وإعارته لفريق Manisaspor الصاعد للدوري الممتاز من الدرجة الثانية عقابًا له وذلك بعد الفضيحة التي تعرض لها اللاعب الموهوب إثر تصويره في وضع مخل بأحد المنتجعات مع صديقته عارضة الأزياء الشهيرة (باريس هيلتون)، مما أثار استياء هاجي وإدارة النادي.

**** انطلاقة جديدة للقائد الصغير:
قضى آردا موسمًا جيدًا مع فريقه الجديد، ولعب في أكثر من مركز منهم مركز الظهير الأيمن وصانع الألعاب، ثم انضم حينها للمنتخب التركي، وشارك في بطولة أوروبا تحت (19) سنة، وقدم مستويات رائعة عجلت بعودته مرة أخرى لفريقه القديم ليصبح أحد أكثر اللاعبين المؤثرين في تشكيلة النادي التركي، وحمل القميص رقم (10)، وهو القميص الذي كان يرتديه هاجي، كما أصبح أصغر قائد لجالاطا سراي في موسم 2009م – 2010م، وفاز معه بالدوري الممتاز سنة موسم 2007م – 2008م، ثم حصل على أفضل لاعب في تركيا لثلاث سنوات 2008م و2009م و2010م وأفضل ممرر في الدوري التركي سنتي 2008م و2010م، ثم اختاره المدرب فاتح تريم لتشكيلة المنتخب التركي الذي سيخوض نهائيات أوروبا 2008م بسويسرا والنمسا، وقدم بطولة رائعة مع المنتخب التركي الذي كان مفاجأة بكل المقاييس، ورشح كأفضل (100) لاعب صاعد في السنة نفسها حسب مجلة دون بالون الأسبانية.
وعن حبه لـ(مارادونا البلقان) قال آردا توران لصحيفة رومانية محلية: "كنت أراقب هاجي كثيرًا، وكان مثلي الأعلى، كان يفكر فقط بالفوز وقوي جدًا على الكرة ولا يخسرها بسهولة، المباراة عنده (90) دقيقة، وليس قبل ذلك، ويجري خلف الكرة لمسافة طويلة دون أن يلمسها أكثر من مرتين.. إنه رائع".
**** مارادونا البلقان وشهية آردا توران !
في صيف 2011م انتقل آردا لنادي أتلتيكو مدريد الأسباني ليبدأ مرحلة جديدة على طريق المجد الأوروبي ليحمل أيضًا القميص رقم (10)، ويصبح من أعمدة الفريق الذي سيهز إرجاء أوروبا فيما بعد.
وعلق جورج هاجي على انتقال آردا للنادي الأسباني ممتدحًا إياه في تصريحات لصحيفة (إلموندو ديبورتيفو) قائلا: "عام 2005م وجدته، وهو صغير، ووضعت عيني عليه، كان يملك شخصية فريدة منذ صغره مختلفة تمامًا عن زملائه، شخصية جعلته يظهر أكبر منهم».

وتابع: "أتلتيكو نادي ذكي، ويعرف كيف يختار صفقاته، وهذا اللاعب واحد من أفضل صفقاتهم، لأنه لا يفقد الشهية للعب أبدًا، كما أنه موهبة حقيقية".
تألق حفيد العثمانيين في بلاد الأندلس جعل منه عنصرًا مهمًا في طريقة لعب الـ(لا روخي بلانكوس) كما يلقب أتلتيكو مدريد وساهم في الطفرة النوعية التي حدثت لتكتيكات الفريق بقيادة المدير الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني، كما أنه شارك معهم في الفوز ببطولة الدوري الأوروبي موسم 2011م – 2012م، كما انتزعوا بطولة السوبر الأوروبية عام 2012م من أنياب أسود تشيلسي بهزيمة قاسية بـ(4) أهداف، ثم بطولة كأس أسبانيا لعام 2012م – 2013م وأخيرًا البطولة الأغلى، والتي غابت لمدة (18) عامًا عن ملعب (الفيسينتي كالديرون) معقل الفريق المدريدي بطولة الدوري الأسباني لسنة 2013م- 2014م ليصبح أول لاعب تركي يفوز بالليجا.
وعادة ما يكون توران لاعب الكواليس في أتلتيكو من خلال لعبه دورًا أساسيًا في الرسم التكتيكي للمدرب سيميوني الذي يعول عليه كثيرًا في الترفيع والتخفيض في نسق المباراة وتكوين الهجمات، كما يمكن القول: إن فارس الأناضول هو الناطق الرسمي باسم المدرب الأرجنتيني في المستطيل الأخضر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى