مشي حالك.. الوطن مستعجل!

> عامر علي سلام:

>
ربما هذا لسان حال العديد ممن حملوا حقائب وزارية، وقعدوا في مجلس يضمهم في اجتماعات أسبوعية، حال أعضاء الحكومة وحديث لسان ضمائرهم في فترة انتقالية محدودة، يجلسون فيها على كراسي الوزارة وهم موقنون أنهم على تركها قادمون، تتعدد عليهم المسئوليات، وتتوارد إليهم الملفات كلا في مجال موقعه، فلا تجد منهم إلا الحلول الترقيعية وكأنهم بالفعل (حكومة تسيير أعمال) طال بها الزمن أو قصر، لنكتشف من بعد ذلك سوءا فظيعا لاستخدام السلطة، سوءا مجحفا في تصريف موارد وإيرادات لا تصل إلى خزينة الدولة.. الدولة المتراكية على أعواد هشة في فترة غابت عنها اقتصادياتها ولو بأقل تقدير يذكر، وجل ما عليها القول أن يقال عنها: (فترة انتقالية في الحكم ) و( انتقامية في استخدام السلطة) و(تراكمية بالفعل الدستوري)!
والاعتراف بوجود فساد ظاهر متمكن فاعل لا يستحي أبدا.. حيث يحكى أنه في اجتماع ما من الاجتماعات الدورية لمجلس وزراء اليمن، والذي يترأسه دولة الاستاذ محمد سالم باسندوه وأثناء فترة استراحة خاصة كان هناك وزيرين يجلسان في قاعة التشريفات خارج المجلس يتحدثان لبعضهما وقد تعارفا منذ زمن بعيد (يعني أصحاب من زمان) ولكن لم تأت إليهما الكراسي الوزارية إلا من وقت قريب، فقال أحدهما للآخر: كيف ماشي العمل في وزارتك؟ وكيف تتصرف بالأمور الخاصة بالموازنة الوزارية الفصلية والسنوية؟ أجاب الثاني وبكل ثقة: الحمد لله صنعت لنفسي ياحبيبي مجموعة ممن يعملون معي أثق فيهم وهم مش مقصرين أبدا، استفهم الآخر وقال: يعني كيف مش مقصّرين أبدا؟ هذه ميزانية وأنت الوزير المعّين لازم كل شيء يكون تحت يدك ومسؤوليتك، رد عليه الوزير الفتك: لا لا أنت ما افتهم لك، أقصد يشتغلوا ويبوبوا الميزانية بالحسابات والمقارنات والصرفيات والمستحقات وما إلى ذلك، وأطلع عليها وأوقع فقط في نهاية الأمر، وهم لعلمك أدرى مني بذلك ولهم باع طويل في الصرف والتصريف والنقل والتبويب دون حتى مراجعة مني.. فقال له زميله الوزير: آه افتهم لي، لكن للأسف أنا لم أجد بجانبي مثلك ممن أثق بهم، بل العكس في وزارتنا ومن عهد الوزير السابق محاسبين ومراجعين الواحد عيونه مثل الفنجان يحملق في كل فاتورة، والوزير صرف.. الوزير أعطى.. الوزير يلعب.. الوزير أكل الوزارة وأكل حقوق الناس، وهات لك من سب وشتم ولا يتعبون، فضحك الوزير الفتك في وجه صاحبه وقال له بهدوء وبصوت خافت: ياعزيزي ياوزيري مشّي حالك الوطن مستعجل!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى