معادلة التخلف

> أحمد ناصر حميدان:

> الغضب الجماهيري اليوم له ما يبرره، فالمواطن معاناته أثقلت كاهله، وجروحه تعمقت ولم يعد يحتمل المزيد، والمآسي أفقدته القدرة على الصمود.. لا كهرباء ولا ماء، والمشتقات النفطية اليوم تزيد حياته تأزما، وهناك من يستخدم آلامه وجروحه وهو صانعها ،واليوم يذرف دموع التماسيح عليها، و قذاراته وروائحه الكريهة أزكمت الأنوف ،فصرخت الحناجر لطرده وتطهير الوطن من نجس من يتذرعون بالإرهاب وهو إرهابهم ولم نعرفه نحن سوى من خلالهم مع إشراقة (وحدتنا المباركة) يوم أن استخدموه ضد الجنوب والحزب الإشتراكي، ويوم ما قالوا زورا وبهتانا أن الجنوب لا يعرف أرحم الراحمين، وأنهم له فاتحون، وبالتطرف اكتسحوه ناهبين، وحرضوا ضده وهو إلى شعبيته هرب ومن بطشهم وجبروتهم إلى أرضه التجأ، فقالوا انفصالي، وهذا ما كانوا عنه يبحثون ولحربهم يبررون، ولها بالاسم ينطقون، إنفصالي وهم بسلوكهم وسياستهم الإنفصالية يعززون نصرهم الزائف.
صار التطرف شريكهم، وفي عهدهم تربى وترعرع، وفي معسكراتهم تدرب وتشبع بالقوة والجاه، وفي عهدهم صار التطرف ثقافة وسلوك... هم دعاته لأنهم مصدر الفساد والجهل والتخلف والفقر فقد كان الوطن وهذه الآفات هي من صنعهم وأدواتهم للسيطرة والهيمنة على الوطن ومقدراته .
المهم إن الهجمة الشرسة التي أداروها بتأمرهم على الوطن والقوى الحديثة، وعلى دعاة الحب والتسامح وبناء الدولة هي هجمة نجد أن البعض إلى هذا اليوم يعتبرها حق ورافض الاعتراف بضلالتها وعبثيتها. إن ما يثلج الصدر ومانرحب به جميعا رغم تحفظ البعض الذي لازال التطرف في عقولهم ونفوسهم يعشش، ولكننا جميعا مع محاربة هذه الآفة الضارة والبذرة الشيطانية التي نخرت جسد الوطن سنوات عجاف،ولا يمكن أن نستأصل التطرف دون استئصال الفساد والجهل والتخلف وهذا سيتحقق إذا توفرت الإرادة لمحاربة الفساد والتطرف،لأن الفساد ينخر في مؤسسات الدولة ويجعلها هشة وسهلة الاختراق وهذا ما يحلو للمتطرفين الذين لم يهدد بعد الفساد عروشهم، بل يغذيها ويوسعها وهو أحد السبل لتناميهم داخل المجتمع فكيف يحاربوه؟
الفساد سوطهم لجلد الضعفاء والجماهير الغفيرة، وإعلان الحرب ضده معناه الحرب عليهم، ولهذا تجدهم يدافعون عن الفاسدين ويعيقون إجتثاثهم، بل يتكاثرون ويضعفون إرادة محاربته .
الفساد هو من يصنع غول الاستبداد ويسلحه بأدوات الهيمنة والسيطرة كالمال والإعلام والسلطة الزائفة، ويصنع منهم زعماء مفرغين من كل القيم وتنفيذ أعمال تتنافى مع كل الأخلاق، وهم من نهبوا ثروات الوطن واغتالوا أحلامه وهاهي الحقائق تتكشف والفضائح، تظهر، وروائحهم النتنة تزكم الأنوف وتفسد سماء الوطن وقذاراتهم طفحت على السطح، وعرف الجميع حقيقتهم، وهم واهمين باستعادة المجد، يعيشون أحلام اليقظة ويستخدمون التطرف لصراعاتهم، وهم أنفسهم من أعاقونا بالأمس، ويعيقونا اليوم والشعب يعرفهم جيدا.. هم من نهبوا، ثروته واستباحوا خيراته وأرضه، هم من قطعوا أوصاله، واستحوذوا على سلطته،وهم من حكموه بالحديد والنار، وبالجيش والأمن عززوا أمنهم وأضعفوا أمننا،وهم من جعلوا الوطن منهار و منهوب ومن خيراته مسلوب والمواطن مغلوب وفي حياته مكروب، وعلى أرضة مشتت ومعذب ومحروم، والوطن مفخخ بالبؤر وممزق الأوصال... وطن كالأدغال؛ فظهر الفارس الشجاع ليعالج الوطن من الأوجاع، ويضمد الجروح، ويشفي النفوس، ويفكك بؤر التفخيخ، ويحول الصراع إلى وفاق واتفاق، لكنهم يقاومون قراراته، ويعيقون مسار التحول وبناء الدولة الاتحادية المدنية التي لا يطيقونها؛ لأن نورها سيضيء طريق المظلومين والمضطهدين والمحرومين وستظهر خفاياهم وجرائمهم، وهذا ما يرجف فرائصهم، فهم للظلام يعشقون، ومن خلاله بالوطن يعبثون ، كان الله بعون القيادة وعلى رأسهم المناضل البطل قائد التغيير- عبد ربه منصور هادي -الذي يسعى لاجتثاث كل رموز الفساد من مؤسسات الدولة فالنداء بثورة ضد الفساد ورموزه من الجامعات والمدارس والمستشفيات والمصانع، من المؤسسات الخدمية العامة ومنظمات المجتمع المدني من نقابات واتحادات.
تعبنا يا سيادة الرئيس.. بالله عليكم لا تجعلوا التدوير الوظيفي يعيد لنا الفاسدين والمفسدين.. اقتلعوهم بجذورهم ليطهر الوطن من نجسهم... هل تعلمون أن إصلاحا إدريا واقتصاديا يُغنينا عن جرعة تثقل كاهل المواطن الضعيف حتى يعيش المواطن في خير وسلام وعافية؟ لن يغضبنا هذا إذا كنتم صادقين في بناء الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى