مرضى السرطان يتساءلون: لماذا لا تمنحنا الدولة العلاج؟!

> استطلاع/ سليم المعمري:

> من وسط معاناة مرضى السرطان ومن بين أناتهم وأوجاعهم ومع زفرات آهاتهم التي بدت على وجوههم الشاحبة وأعينهم التي سرق الألم النوم منها وأجسادهم النحيلة التي أكل السرطان خضرتها
وأخفى بهجتها.. تستعرض «الأيام» في الجزء الثاني من هذا الاستطلاع أوضاع مرضى السرطان في عدن وتفاقم معاناتهم جراء تردي أوضاع الخدمات الطبية المقدمة لهم.
مصاب بالسرطان، إلا أن ألم قلبه أكبر من آلام الداء، الحاج عبده غالب محمد، تحدث عن نفسه موضحاً لـ«الأيام» بأنه منذ إغلاق مركز الأورام السرطانية بمستشفى الجمهورية زاد فوق المرض مرضاً، وقال إن ذلك الإغلاق للمركز حمله عبئا إضافيا تمثل في تكاليف التنقل من وإلى مستشفى الوحدة بالشيخ عثمان ناهيك عن مشقة ذلك على جسد ينهشه السرطان.
يقول الحاج عبده غالب: «معاشي 26 ألف ريال، وأنتظر من الشهر إلى الشهر حتى يصلني لابتاع لنفسي جُرعة المناعة».
وناشد عبر «الأيام» كل الجهات المختصة أن تنظر بعين الرحمة لمرضى السرطان العاجزين، وأن تسعى الدولة إلى تخصيص جزء من ميزانيتها التي تصرف منها أموالا طائلة لشراء الفلل والسيارات الفارهة للمسئولين الحكوميين، وذلك بغرض إنشاء مركز حكومي متخصص ومجهز بكامل الأجهزة الطبية الحديثة لعلاج مرضى السرطان.
* معاناة متفاقمة
عفاف الجنيد إحدى المصابات بداء السرطان تترحم لحال مرضى السرطان بعدن لما يلاقونه من المعاملة غير الإنسانية التي يقابلون بها - حسب تعبيرها - وقالت: «حالة المرضى يرثى لها، أولا مركز الأمل للأورام السرطانية بالصداقة بعيد بالنسبة لمرضى المعلا وكريتر وخور مكسر لأن بعض الحالات مصابة بالسرطان في العمود الفقري ما يسبب لهم متاعب في الوصول إلى المشفى، وكذا مشاكل في الصعود للدور الرابع في المستشفى حيث يوجد قسم أمراض السرطان، فيما كان مركز الأمل في مستشفى الجمهورية يتناسب من حيث قربه مع جميع الحالات«مؤكدة بأن المرضى كل يوم في ازدياد بينما الأسرة قليلة ما يزيد من معاناة المرضى بسبب الانتظار»، وأضافت: «أصبح اللي معه وساطة كبيرة يحصل على سرير بسهولة تامة».
رائد حسن علي أحمد من مرضى السرطان، أوجز حجم معاناته قائلا: “إغلاق مركز وحدة الامل لعلاج الأورام السرطانية بمستشفى الجمهورية لم يكن صائبا، فالمفترض الاستفادة من خدمات هذا المركز إلى جانب المركز الحديث الذي افتتح في مستشفى الوحدة (الصداقة) خاصة في ظل تنامي أعداد المصابين بأمراض السرطان، والذين يقدمون من كافة المحافظات المجاورة إلى محافظة عدن لتلقي العلاج”.
* إبراهيم ومازن طفلان مصابان بالسرطان
المواطن وهيب مكرد، وهو أب لطفلين مصابين بالسرطان، طالب الجهات المعنية في مكتب الصحة العامة بعدن بتوفير الأجهزة والمعدات الطبية التي يحتاجها مرضى السرطان ومنها أجهزة فحص الصفائح غير المتوفر بمحافظة عدن وبالأخص في مركز الاورام السرطانية، وقال: “عندما يأتي المرضى للفحص في المركز فإن الأجهزة اللازمة غير متوفرة مما يضطر المريض للذهاب الى مستشفى خاص وهناك الفحوصات مكلفة للغاية، فكل فحص يكلف تسعة آلاف ريال، وذوو المرضى في معظمهم من المواطنين الغلابى الذين بالكاد يقوون على توفير قوت يومهم”.
مركز الاورام بمستشفى الجمهورية
مركز الاورام بمستشفى الجمهورية
وأضاف: “العلاج مُكلف للغاية فأنا شخصياً اطفالي ابراهيم عمره 17 عاما ومازن عشرة أعوام يحتاجان جرع المناعة لمدى الحياة فكل واحد يعطى له كل 20 يوما خمس إبر قيمة الواحدة منها 25 ألف ريال وهذه المبالغ باهظة جدا علينا لأنه ليس لدي كل هذه الاموال، وكان الأحرى بالدولة أن تقدم الأدوية اللازمة لمرضى السرطان مجانا وعدم تركهم يعانون على فراش المرض حتى في البحث عن كلفة الدواء”.
بدوره يقول المواطن سامح جمال عبده: “نشعر بمعاناة غير عادية يتجرعها مرضى السرطان من خلال عدم اعطاء المريض حقه من الرعاية الطبية المفروضة، وقلة الكادر الطبي والتمريض”.
وواصل قائلا: “خالي توفي الجمعة الماضية في مركز علاج السرطان بسبب أنني لم أجد اي اختصاصي يقدم له العلاج اللازم،وما قبل الوفاة بيوم قام أحد موظفي الخدمات ببيعنا علاجا وهو في الأساس موجود في المخزن لديه”.
مشفى الوحدة التعليمي
مشفى الوحدة التعليمي
* اللهث وراء (الأكسجين)
أما المواطنة هويدا حسن عبدالله فتحدثت عن عدم توفر الاكسجين للمرضى المصابين بسرطان الرئة، والمريض عندما يتم اعطاؤه الجرعة لابد ان يتم اعطاؤه الأكسجين، وهو غير متوفر، ما يجعلنا نبحث في الاقسام الأخرى عن الأكسجين وبعدها يأتي مريض آخر يطالب بأسطوانة الأكسجين، وهكذا، نظل نلهث وراء الاكسجين، اما بالنسبة للفحوصات فكلها تتم خارج العيادة”.
* ممرض لكل عشرين مريضا
د. أنهار محمود عبدالله، تحدثت من جانبها عن العلاجات الخاصة بمرضى السرطان بالقول: “هناك نقص في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان والبعض منها لا يتوفر في المستشفيات العامة وتوجد في صنعاء وفي الصيدليات الخاصة، ما يكبد المرضى تكاليف مالية باهظة، بالإضافة الى ذلك كلفة الجرع الكيميائية مرتفعة جدا ويعجز المريض عن شرائها، فالجرعة الواحدة ب 4000 ريال يومياً”.
مشفى الاورام بالصداقة
مشفى الاورام بالصداقة
وأضافت: “عندما يأتي وقت الجرعة لا تجد طبيبا او مختصا يطلع على اوضاع المريض وخاصة في فترة المساء، ونحن نعاني من عدم توفر الممرضين فكل 20 مريضا يشرف عليهم ممرض واحد، والاشعة المقطعية تُكلف المريض 50 الف ريال لأنه يتم الفحص في مشفى خاص بسبب توقف الاشعة المقطعية في مستشفى الجمهورية الذي أصيب بالعطل والى الان لم يتم اصلاحه مما ضاعف من معاناة المرضى الذين يعانون من حالة مالية صعبة، وفي الاخير نناشد الجهات المختصة بتحسين اوضاع الممرضين والاطباء بالمركز حتى ينعكس ذلك على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، وتوفير الطاقم التمريضي والمختبر وتوفير الادوية اللازمة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى