إلى الرئيس هادي.. برنامج «ماليزيا واحدة» يعزز وحدتهم الوطنية

> جمال محمد الدوبحي:

> نشرت لي صحيفة الشرق الأوسط اللندنية تعقيبا على مقال الكاتب عثمان ميرغني «هل نحن عنصريون؟»، بتاريخ 5 يوليو 2010 العدد 11542 ، قلت فيه في ماليزيا، هذا البلد الآسيوي الرائع، ثلاثة أعراق: المالايو، وهم السكان الأصليون،والصينيون، ثم الهنود، بالإضافة إلى لفيف من الأقليات الأخرى. وهذا يعني وجود عادات وتقاليد وثقافات مختلفة، بل إسلام وبوذية وهندوسية ومعتقدات أخرى.
ومع ذلك يعيشون جميعا في بوتقة واحدة، لا مجال للعنصرية والتفرقة بينهم، وتحرص الحكومة الماليزية على الاستفادة من هذا التنوع العرقي والديني، وتسخيره في خدمة بلادها وتطورها.
وقلت أيضا إلى أن هذا العدد ممن تمارس ضدهم العنصرية، وجدوا في ماليزيا، البلد الذي يحترم الإنسانية، ما لم يجدوه في
أماكن أخرى.
البروفيسورالسوداني إبراهيم زين عميد المعهد العالمي للفكر الإسلامي والحضارة بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا الأسبق هو واحد ممن مورست ضده العنصرية من قبل الرجل الأمريكي الأبيض أثناء تواجده بينهم في رحلته البحثية، وقال لي في حديث جمعني به في مكتبه وهو يقارن وضعه في الولايات المتحدة الأميركية بأن السود والعرب لا يعاملون معاملة طيبة على حد قوله بينما هنا في ماليزيا تدرج في المناصب وأدار مؤسسات بحثية ماليزية وشارك في تأسيسها.
زين ونظراؤه من المفكرين العرب الذين اختاروا ماليزيا مهجرا وجدوا فيها المعني الحقيقي (للوحدة) والتلاحم والصف الواحد وشاهدوا كيف تجسد الحكومة الماليزية أقوالها وشعاراتها في الواقع من خلال برامج تحافظ على النسيج الوحدوي الماليزي من أن تعصف به رياح العنصرية أو الطائفية أو غيرها فبرنامج (ماليزيا واحدة) الذي أطلقه رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبدالرزاق شكل الحصن الحصين لماليزيا من الانقسام أو الانفصال، فهؤلاء القادة يعلمون أن الجسد الواحد للشعب بكافة أطيافه هو سر قوتهم فلا عجب أن تعلن الحكومة الماليزية استنفار أجهزتها وكأنها في حالة طوارئ عندما أجبرت مدرسة ماليزية طلابها غير المسلمين على الأكل فى الحمامات فى نهار رمضان فقامت الدنيا ولم تقعد بعد انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لطلاب يتناولون غداءهم فى ما بدا أنه حمام أحد المدارس الابتدائية القريبة من العاصمة كوالالمبور، ولاحتواء هذه الأزمة قام مسؤولون في إدارة التربية مع مدير المدرسة وعدد من الأساتذة المسلمين بتناول إفطارهم في رمضان مع موعد أذان المغرب في نفس المكان الذي تناول فيه الطلاب غير المسلمين طعام غدائهم والتقطت لهم الصور التذكارية حتى لا تتحول القضية إلى قضية رأي تهز المجتمع الماليزي وتهدد أمنه.
ولدينا الكثير من المواقف التي تشهد للحكومة الماليزية حرصها على تعزيز الوحدة الوطنية التي يغيب مفهومها عند كثير من الحكومات في بلدان العالم النامي الذي تسمع من قاداته جعجعة ولاترى طحيناً.
كما أننا ونحن نستعرض هذه الصورة على عجل من هذه التجربة الناجحة فإن ذلك ليس من باب التقديس أو تحفة نقعد نناظر فيها لكن أردنا أن نقدمها بطبق من ذهب وبسهولة ويسر لكل من يهمه الأمر،ولاسيما قائدنا الرئيس عبدربه منصور هادي الذي حقق إنجازات كبيرة لا ينكرها إلا جاحد حاقد، ستكون له زيارة إلى ماليزيا ستفتح آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، وذلك حسب تصريحات مسؤولين زاروا كوالالمبور العام الماضي، فالأمل معقود على فخامته في تبني بلدنا للنموذج الأمثل والأكمل والأفضل والأجمل في التنمية وفي كل شيء.
* المشرف العام لصحيفة الشروق الماليزية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى