حرب مقدسة وحالة هلوسة!

> آزال مجاهــد:

> ما يجري هناك في محافظة عمران شأنه شأن الحرب التي كانت رحَى أحداثها دائرة، ولا تزال مستمرة بالدوران في بعض المحافظات الجنوبية - إن لم يكن معظمها - التي باتت هي الأخرى ضحية وزارة داخلية لا (دخل) لها من قريب أو بعيد، بمسماها الذي خُلق من أجله كرسي (وزير) مستمر منذ توليه لمهامه بإيقاف عدد لا بأس به من ضباط أقسام الشرطة في بعض
مديريات محافظات هذا الوطن، مع استمرار تذمره هو نفسه مما أسماه (غياب) أجهزة الاتصالات، للتواصل بين المعنيين الأمنيين حال وقوع الجرائم التي قدمت وما زالت تقدم في محافظة عدن (المترهلة) أمنيًا وحدها،العديد من المنتمين لما بات يُطلق عليهم (قتلة مجهولي الهوية)!! حاجة مثل (المسدسات كاتمة الصوت) في زمن مضى .. تلك التي ظلت لغزًا محيرًا -
آنذاك - حالها حال حالات الموت المجاني الذي يتسبب به المجهولون في اليمن!.
هناك بعض من لا يزال يعتقد أن الحرب الدائرة في عمران على مرمى حجر من عاصمة ثورة الشباب الشابع دماء، والغارق في الظلام دونما ماء،أو كهرباء، (مقدسة) في ظل حالة (الهلوسة) الوطنية التي نعيشها جميعًا،ولا نجد لها حلاً شافيًا نوقف معه جريان الدم اليمني المهدور دونما توقف للسنة الرابعة بعد العشرين، ذلك إن لم يكن بعد (الخمسين) منذ ثورات ما قبل
مواسم الربيع العربية!.
الحرب المقدسة (السابعة) تسير نحو وجهتها هناك في عمران على طريقة سابقاتها (الست) مع الكثير من الشواهد التي تبرهن على حقيقة أن تلك الحرب تمامًا كما هو حال كل تلك الحروب المفتعلة، ليست سوى جولات أخرى يتم من خلالها جر هذه الدولة للتشرذم أكثر فأكثر، قبل التحول أخيرًا إلى مجموعة (دويلات)، بعد استنزاف كل الجهود الرامية إلى تدارك ما بات بالإمكان أن يتداركه الرئيس هادي المُنهك - كما يبدو، وإن أظهر عكس ذلك أمام مرآته هناك في شارع الستين - جراء اجترار
بعض القوى لأزمات الماضي، محاولة معها خلق واقع جديد بصورة (كربونية) لزمن قد مضى، مخلفًا وراءه ستة حروب كاملة الدم دونما (دسم) يُشبع، أو يغني،أو يسمن سوى بعض الشخصيات التي تتكاثر، ويتعاظم نفوذها كالبكتيريا تمامًا، وهي تتغذى كما جاء في علم الأحياء على غذاء غيرها! بيدَ أن أولئك الذين يهللون اليوم لما يبدو بأنها (الحرب السابعة) يعلمون أنهم أشد فتكًا بهذا الشعب من كل تلك الأمراض، التي قد تتسبب بها البكتيريا نفسها، كونهم لا يقتاتون إلا على (لحومنا) بأزماتهم وبأزلامهم، الباحثون عن المزيد من الدماء بدلاً عن الماء، يزيدون بها ذلك (الطين) الوطني المبلول بللاً، كما بات يجري الآن في محافظة عمران !.
على الرئيس هادي أن يعي في ظل انفراط عقد (وضعنا الأمني) الثمين مغبة ذهابه إلى أبعد من مجرد فرض هيبة الدولة - الغائبة إلا في شارع الستين - هناك في عمران، ذلك أن الشارع الذي يقضي فيه الرئيس لياليه غير الهانئة بات هو المتفائل الوحيد بنجاح هذه الدولة (المنكمشة) بالتمدد نحو ما تبقى لنا كمواطنين من مساحات في هذا الوطن بمحافظاته، ومدنه وشوارعه، دونما المزيد من الدماء التي أنهكتنا جميعًا بلا استثناء .. أجزم هنا أن (هادي) يفكر بهذا الأمر كثيرًا في هذه اللحظات تحديدًا .. ولا ينام إلا بحبات مهدئة !.
ليست الحرب المثالية بكل تأكيد في ظل حالة (الخبيط) الوطني الحامي وطيسه حتى على عتبات أبواب بيوت الحارات، التي باتت هي الأخرى تقدم عند كل صباح ومساء (شهداء) لا يعرفون حتى اللحظة لماذا، ومن أجل ماذا أُهدِرتْ دماؤهم، وأزُهِقتْ أرواحهم هباء ؟!.
كما وأنه ليس الوقت المناسب إطلاقًا،لاستعادة بعض القوى، التي لطالما ظلت تقليدية - وإن أخفت وجهها القبيح وراء وجه الدولة البائس كما جرت العادة - لماء وجهها الذي (تمرغ) بوحل أفعالها هي نفسها حينما تخلت عن المدنية منذ فجر ليلها الأول، عن طريق استخدامها لنفوذها داخل معسكرات الجيش الذي عاش بالأمس القريب، وما زال يعيش أسوأ مراحله على الإطلاق، مُنهكاً بسببها وحدها، ومن قبله استخدامها لبعض جسور العبور داخل تلك القصور المهجورة إلا من (جنرالات) الحروب
والنار.
لقد خاب من استشار!!، وكذلك من أدار بظهره لكل ذلك الدمار، حتمًا إن جرى فعليًا جر هذا الجيش مجددًا، ومعه هذا الوطن بمواطنيه إلى حرب سابعة لن تُبقي، ولن تَذر هذه المرة، كونها ستكون حَربًا )ختامية( لمشاهد وطن لم يتسنَ له امتلاك مشهد فرح، واعتزاز واحد، لم ينتهِ نهاية مأساوية بائسة.
[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى