«الأيام الرياضي»..إحرازنا للبرونز لم يكن إنجازًا إلا لهذا السبب! وهُنـاك ما هو أهم من المال في نادي التلال

> التقاه/ آزال مجاهد

> هو أحد أبناء حارة حسين وحي الطويلة، وعاشق إلى حد الثمالة لحقات وشواطئ صيرة وقلعتها التي كانت كما يقول خير مُلهمٍ لعشاق العميد التاريخي، وأفضل عونٍ له في حله وترحاله طوال تلك المسيرة التي امتدت لقرن من الزمان ونيف من السنوات.
"الأيام الرياضي" زارت العقيد عارف أحمد يريمي رئيس اللجنة الإدارية المؤقتة لنادي التلال الرياضي الثقافي بعد نهاية موسم استثنائي قدمه لاعبو الفريق الكروي الأول الشاب واختتموه بين الثلاثة الكبار في المركز الثالث وخرجت معه باللقاء الآتي:
* نُرحب بك أستاذ عارف ضيفًا عزيزًا على صحيفة "الأيام الرياضي".
- أهلاً وسهلاً بكم وبـ "الأيام الرياضي" العزيزة على قلوبنا في نادي التلال الرياضي.
* نبارك لكم الإنجاز بتحقيق فريق الكرة برونز دوري النخبة؟ كيف تنظرون إلى ذلك؟
- الله يبارك فيكم.. كان موسماً مرهقاً بكل معنى الكلمة لنا جميعاً كتلاليين إدارة وجماهير وعلى المستطيل الأخضر بالنسبة للاعبين وجهازهم الفني القدير الذين كانوا عند مستوى الثقة وطموح الجماهير التلالية التي كانت تأمل تجاوز عثرات الفريق في المواسم الثلاثة الماضية.
* صف لنا شعوركم؟
- الحمد لله على ما تحقق وهو ما يشعرنا بالارتياح في نادي التلال حتى وإن لم يكن إنجازًا بمعنى كلمة الإنجاز كون التلال والبطولة اعتادا أن يكونا صنوان لا يفترقان، لكنها الظروف العاصفة التي مر بها النادي على مدار السنوات الثلاث الماضية التي قدمت التلال بتلك الصورة البائسة وجعلته لا يراوح مكانه في مراكز المؤخرة مدافعًا عن حقه في البقاء بين أندية النخبة إلى آخر جولة من جولات منافسات الدوري العام، وهو الأمر الذي آلمنا كثيرًا، ونحن نرى نادينا يصل إلى تلك الحالة، ومن هنا كان لوجودنا بين الثلاثة الكبار هذا الموسم أثرًا بالغًا على نفوس كل التلاليين الذين يعرفون الظروف التي قدمنا للعمل فيها تماماً.
* هل اختلفت الظروف التي قدمتم للعمل فيها عن تلك التي رافقت النادي طوال الأعوام الثلاثة الماضية؟ وإلى أية درجة أثر ذلك على عملكم؟
- بالطبع اختلفت على الأقل من الناحية الإدارية المستقرة التي ألقت بظلالها على النادي ككل، وعلى أنشطته، بل وحتى على جماهيره التي شعرت بالاطمئنان على ناديها، وأن كل شيء بات يسير في اتجاه انتشال النادي من واقعه السابق، والعمل يدًا واحدة من أجل النادي دونما خلافات من شأنها أن تعكر مزاج التلال والتلاليين إجمالاً، كما كان يجري في السنوات القليلة الماضية، وهو الأمر الذي جعل الجميع يقدم كل ما لديه خدمة للتلال فقط، وليس لجهات أو لشخصيات بعينها، فانعكس ذلك على أداء مختلف الفرق الرياضية بالنادي بدءً بلاعبي الفريق الكروي الأول الشباب غالبًا، ومرورًا بلاعبي كرة السلة، وليس آخرًا لاعبي ألعاب القوى .. كل ذلك كان مرده لحالة الاستقرار الإداري، وعزل لاعبي النادي عن أي مؤثرات تعمل على التثبيط من جهودهم.
* على ماذا كان اعتمادكم طوال مدة تواجدكم لتحقيق الاستقرار الإداري بالنادي مع استمرار المعاناة المالية، أو غياب الدعم المستقر والثابت، وهو الأمر الذي يعرفه القريبون من النادي، ومن لجنتكم المؤقتة؟
- مع عدم إغفال ما ذكرت بخصوص معاناتنا في الجانب المالي وأهميته وتأثيره على عملنا منذ وصولنا إلى النادي مع بداية شهر ديسمبر من العام الماضي أود الحديث عمَّا أراه من وجهة نظري مهمًا أكثر من المال بحكم التجربة في نادي التلال، وهو العمل بروح المسئولية في فريق عمل واحد، وهو ما جعلنا نتجاوز شحة الموارد المالية، وعدة منغصات أخرى وهناك أمثلة كثيرة لأندية امتلكت المال لربما أكثر من التلال كأندية (شعب صنعاء، 22 مايو)، وهي الأندية التي تمتلك بنية تحتية في غاية الروعة، كما شاهدنا ولمسنا ذلك، إلا أن أمور كهذه لم تشفع للناديين المذكورين بالبقاء بين أندية النخبة، حيث يشهدان التأرجح الدائم بين الدرجتين الأولى والثانية.
* إذاً ما الذي كان ينقص التلاليين طوال المواسم الماضية حتى يظهر التلال بالصورة التي ظهر عليها هذا الموسم؟
- كان ينقصهم الألفة والانسجام وقربهم من النادي، وهو ما يحدث الفرق - دائمًا - وانعكس لدينا بصورة مميزة على التلال، وعلى أي نادٍ يبحث عن الاستقرار الإداري والفني في آن معًا .. صدقني المال وحده لا يشكل الفارق، وإن حضر الجميع ومعهم المال وغابت المقومات المذكورة آنفًا فلن تجد الفارق.
* كيف جرت الأمور فيما يتعلق بالداعمين طوال الموسم المنصرم الذي ما زال بحاجة للتفاعل من قبلكم كونكم تنافسون في دور الثمانية من منافسات كأس رئيس الجمهورية؟
- بمنتهى الصراحة لعبت العديد من الأسماء بتواجدها إلى جانبنا دورًا مؤثرًا لا يمكننا تجاوزه كتلاليين في ظل الخذلان الذي تعرضنا له من قبل الكثيرين، ولا ننسى في نادي التلال دعم البنك الأهلي اليمني لنا، وهو دعمٌ لا يمكننا تجاوزه إلا بعد تقديم أسمى آيات الشكر والتقدير لإدارة البنك المحترمة فعلاً وقولاً، وكذا مواقف محافظ محافظة عدن المهندس وحيد علي رشيد الذي مد لنا يد عونه في ظل ظروف أقل ما توصف بأنها ظروف عصيبة؛ آنذاك كنا في أمس الحاجة إلى وقفة حقيقية بجانب النادي لضمان مسيرته هذا الموسم، وهو ما لم يتأخر عنه المحافظ، كل ذلك جرى مع تواجد الرجل التلالي النبيل رشاد هائل الذي لا يعلم الكثيرون من جماهير نادي التلال أن دعمه للنادي كان موجودًا ولم يتوقف منذ كان رئيسًا للتلال وإلى لحظة إجراء هذه المقابلة، وهو يمثل مصدر دعم شهري ثابت لم ينقطع عَنَّا قط، وإن كان للوفاء مع التلال عنوان فوفاء رشاد هائل خير مثال لذلك وهو تلالي من نوع خاص، وبالطبع لا يمكنني نسيان صاحب الحضور الدائم الشيخ علي جلب الذي جرت العادة أن نجده إلى جانب التلال في مواعيد أقل ما يقال عنها أنها مواعيد تجبرك على رفع القبعة لهذا الرجل، وذات الأمر ينطبق مع التلالي المحب المهندس عدنان الكاف ومدير شركة مصافي عدن نجيب العوج هؤلاء ساعدوا التلال في ظل انتظاره لقنوات الدعم الحكومية والخاصة التي وعدت ولم تفِ بوعودها مع عميد الأندية اليمنية حتى اللحظة مع كثير من الأسف، ونحن على عتبات دور الأربعة من مسابقة كأس الرئيس.
* هل يمكننا تسمية تلك الجهات التي لم تفِ بوعودها مع التلال حتى اللحظة؟
- كان هناك توجيه من قبل رئيس الجمهورية بصرف دعم استثنائي للتلال تقديرًا لمكانته بواقع مليون ريال شهريًا لم نستلم منها إلا أول شهر فقط، وما زلنا ننتظر منذ خمسة أشهر، وأكثر ما وجه الرئيس بصرفة دونما طائل، ودون أن نجد من يعلمنا أين تكمن المشكلة .. ضف إلى ذلك الدعم الذي وجه بصرفه وزير الشباب والرياضة للتلال والمقدر بخمسة ملايين ريال ولم يُصرف إلى الآن حاله حال حصة نادي التلال من النقل التلفزيوني والمقدر بمليوني ريال لم نستلمه من القناة الناقلة للدوري اليمني في ظل حاجتنا الدائمة للإيفاء بالتزاماتنا العديدة.
* كم تبلغ التزامات اللجنة الإدارية المؤقتة المالية المقيدة على النادي إلى الآن؟
- كل التزاماتنا المالية لا تكاد تصل إلى نصف ما لنا من أموال متأخرة تسد كل تلك الديون، ويظل الباقي في خزينة النادي .. لنا أكثر من (12) مليون ريال دعم متجمد نتابعها بجهد حثيث لنسد بها التزاماتنا، ونرفد مسيرة الفريق فيما تبقى من منافسات الموسم المتمثلة ببطولة كأس رئيس الجمهورية.
* لحظات لن تنساها؟
- مسيرتي مع التلال هذا الموسم كرئيس نادٍ لطالما حلمت وتمنيت أن أقدم له كل غالٍ ونفيس حتى أراه في مكانه المناسب، وحالته التي أعتدت ومعي الكثيرين من أبناء جيلي أن يروه فيها بطلاً متوجًا وعلمًا رياضيًا تفخر به جماهيره العظيمة العاشقة أيما فخر، وهذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه.
* أمر تتمناه؟
- أن أرى التلال - دائمًا - في حالة يقدم نفسه من خلالها بطلاً متوجًا في كل المجالات، ومختلف الأنشطة مجسدًا لعراقته وريادته ومعه أبناؤه المنتمون له.
* أمر تهديه إلى جماهير نادي التلال الرياضي؟
- أهديها برونز المركز الثالث، والمستوى الذي أظهره لاعبو الفريق الشباب، والذي أعلم أن كل الجماهير التلالية والعدنية شاكرة لهم صنيعهم لعلمها بظروفهم، وظروف ناديهم الذي مر بها قبل وصولنا إلى النادي كلجنة مؤقتة تسعى لإتمام ما تبقى لها من وقت قبل مغادرتها للنادي كلاً نحو قواعده بعد إتمام مهمتنا التي قدمنا من أجلها، كما لا أنسى وأن أشيد بأبطال النادي في كل الألعاب الجماعية والفردية الذين حققوا نتائج متميزة في مدة تواجدنا بالنادي وأسعدونا جميعًا.
* ختامًا ماذا تقول لكل القراء الأعزاء من هنا؟
- في البداية أسمح لي بأن أهنئ ناديي الشعلة ووحدة عدن على تأهلهما بجدارة واستحقاق وعودتهما إلى مصاف أندية النخبة، وهو موقعهما الطبيعي .. آملاً أن تعود الكرة العدنية إلى سابق عهدها من خلال استمرارية تواجدها مع التلال إلى جانبهم في المواسم القادم، وكذا عودة شمسان والميناء من الدرجتين الثانية والثالثة، ولا أنسى هنا أن أشكر كل من تعاون معنا طوال المدة الماضية وفي مقدمتهم جماهير التلال الوفية لناديها على مر العصور التي كانت وستظل الرقم الصعب في كل مراحل هذا النادي التاريخية، وجميع من تواجد إلى جانب عارف يريمي في اللجنة المؤقتة، وكان خير مكملٍ لجهوده ووجوده، وقراء صحيفة "الأيام الرياضي" العزيزة على قلوبنا جميعًا كرياضيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى