نهاركم نور .. وكهرباء والعة

> منصور صالح:

> حكومة الجوع والجرع ومؤسسة الكهر والحر ليستا سيئتين بالمطلق، إنهما تحرصان على رعاياهما كحرص الأم على وليدها، فلا تسيؤوا الظن بهما كعادتكم، وقللوا من لعناتكم لهما صباحا ومساء.
أيها الناس في مدن الحر والعذاب الشديد إن كنتم غير مدركين لحقيقة حب حكومتكم لكم فتذكروا حالكم وأنتم تحاولون مواساة أنفسكم في أسوأ لحظات الشعور بالضيق والاختناق واشتداد الحر عند انقطاع الكهرباء، وكيف ترددون بخشوع (لا إله إلا الله، هذا حر الدنيا فكيف حر جهنم)، ولعل بعضكم يهم بالصلاة ومنكم من يقرر التوبة الخالصة والعودة إلى الله بعد فترة من البعد عنه.. أليس في هذا العذاب رحمة وإن بدا في ظاهره العذاب.
أيها الناس لقد ابتعدتم عن الله كثيرا وأخذتكم الدنيا،ولهذا فإن الحكومة ووزارة الكهرباء يعظانكم لكنكم والعياذ بالله لا زلتم قساة القلوب ولم تستوعبوا بعد أن انقطاعات الكهرباء ليست شرا مطلقا، بل هي دروس ومواعظ تدعوكم وتحثكم على التقرب إلى الله، وتذكركم بعذاب القبر ووحشته، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا نت ولا كأس عالم، وحيث لا امتحانات ثانوية ولا أساسية إلا سؤال منكر ونكير.
كان عليكم أنتم يا من رباكم الحزب الاشتراكي على الدلع والبعد عن الله أن تحمدوا الله الذي سخر لكم حزب الإصلاح ليكون وكيلا لله عليكم.. فجاءكم برئيس حكومة رقيق القلب والمشاعر ليحقق رقما قياسيا في استخدام مناديل (الكلينكس) وهو يبكي لأجلكم، ووزير تقي صالح كاسمه يذكركم بالله وبعذاب القبر كل يوم بعد أن غرتكم الحياة بزينتها وانشغلتم مع الصحف الصفراء في الترويج لإشاعات تورطه في قطع التيار الكهربائي ليتمكن نجله من بيع شحنة المواطير التي استوردها من الصين.
يقول لكم باسندوة إنه ما سعى إلى تجويعكم إلا ليعيدكم إلى الله بعد أن بطرتم كثيرا، ووصل بكم الحال أنتم يا أهل عدن إلى أنكم كنتم تقدمون الحليب المجفف للقطط التي كنتم تغذونها إضافة إلى الحليب بـ(مشك باغة طري) من صيرة صباحا ومساء، حتى اشتهرت عدن بكونها صاحبة أسمن (العراري) على مستوى العالم.. ويذكركم باسندوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبيت الليالي بأمعاء خاوية، وكان لشدة جوعه يربط حجرا على بطنه، ومثله يفعل كثيرون من خيرة الصحابة رضي الله عنهم.
فيما يدعوكم (سُميع) إلى أن تنظروا إلى الوجه الإيجابي من فساد وزارته، لتعلموا أنه لا يريد عذابكم ولا شقاءكم، كما لا يهدف إلى قتل مرضاكم في المستشفيات،أو وجعكم وأطفالكم وكبار السن والمرضى منكم في بيوتكم، بقدر ما يسعى صادقا ومبتغيا وجه الله إلى تذكيركم بأن لظى جهنم أشد من حر الدنيا، وأن ظلام القبور أشد من ظلام الشوارع أو البيوت الفاخرة
والقصور.
يتمتم (سُميع) بألم وهو يذرف دموعه الطاهرة: مالكم والدنيا، إنها الفانية، وعليكم التعود على الظلام والاكتواء بالحر الشديد، واعلموا أن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه كان ينزل إلى القبر كل يوم وهو مكبل بالسلاسل، ثم يبكي وينتفض، حتى لا تغره الدنيا ببهرجها وزينتها.. فما لكم لاتكونون مثله؟!!.
أيها الناس.. بطلوا الوسوسة، وكثر الحشوش على حكومة الجوع والظلام، وخذوا الوجه الآخر من كل ما تذيقكم إياه من عذاب لعلكم إن خسرتم الدنيا ستكسبون الآخرة!!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى