ارحموا عدن يرحمكم الله !

> محمد فارع الشيباني:

> لقد كانت عدن أول مدينة في الجزيرة العربية تضاء بالكهرباء، كما كانت أول مدينة تستحق لقب مدينة، وأفنى تاريخها الطويل الممتد عبر هذا التاريخ الطويل النهب والتدمير والسقوط تحت أياد متخلفة، قضت على ازدهارها وعلى جمالها، ولكن بعد كل كبوة كانت عدن تعود للازدهار من جديد، وقد تمنى السلطان قابوس سلطان عمان أن يرى يوما ما عاصمة بلاده (مسقط) تشبه مدينة عدن.
ودارت الأيام ودارت عجلة الزمان فإذا هناك ازدهار في الخليج والجزيرة العربية، وإذا بهم يبنون مدنا وعمارات شاهقة وأبراجا عالية، ولكن رغم كل ذلك بقيت روحهم بدوية فمازالوا حتى الآن يزينون رقاب جمالهم الممتازة بقلادات من الذهب.. ما علينا.
لقد كان الزعيم الهندي غاندي يمشي على رجليه ويلبس مئزرا نسجه بيديه،وهو يقود شعب الهند ضد الاستعمار البريطاني، وأصبحت الهند الآن دولة شبه صناعية وتسعى لغزو الفضاء،أما نحن فماذا عملنا وعمل زعماؤنا، لقد عملنا مؤتمرا للحوار الوطني وصرفنا فيه ملايين من العملة الصعبة، وفي نهايته اتخذنا توصيات وقرارات مهمة لا ندري ما هي وإلى ماذا تستند، حتى لو جمعنا عفاريت النبي الملك سليمان (عليه السلام) لما عرفوا ما هي التوصية والقرارات بعيداً عن أن يقدروا على تنفيذها، ألم يكن من الأفضل أن تشترى بتلك الملايين من الدولارات التي صرفناها على مؤتمر الحوار مولدات كهربائية تقينا الحر؟!.
إن وزراءنا يطوفون العالم يحضرون مؤتمرات وندوات لا تفيدنا في شيء ولا نعرف ماذا فعلوا لخير البلاد، وفي داخل البلاد يركبون السيارات الفارهة وبعضها مصفحة كلفت الملايين من الدولارات، ولا نعرف ماذا يفعلون بالضبط، ألم يكن من الافضل أن نشتري للشعب مولدات كهرباء تقيه الحر بدلاً من تلك السيارات؟! لأنهم خلال عامين ونصف لم يعملوا لهذا الشعب المطحون شيئا.
وأخيراً، لقد أفسدنا هيئة محاربة الفساد بشراء سيارات فخمة لأعضائها، كأنهم لن يتمكنوا من محاربة الفساد إلا وهم يركبون سيارات فخمة كلفت الملايين.. ألم يكن الأفضل شراء مولدات كهرباء بتلك المبالغ لأبناء هذا الشعب المسكين.
أريد أن أقول إننا نفذنا العقد الاجتماعي في جانبنا بأن وافقنا على أن تحكمونا، فاعملوا أنتم على توفير احتياجاتنا من كهرباء وماء ووظائف لنا ومدارس لأولادنا، وفروا لنا ضرورات الحياة الكريمة والشريفة. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.. اللهم احفظ عدن، آمين يا رب العالمين!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى