> أوسان عبده علي يوسف العامري

وجدت نفسي في جزيرة اليأس خاوية على عروشها.. عشعش الظلام على أطرافها حتى أشعة الأمل لم تستطع اختراقه،هواؤها ممزوج بالإحباط والأسى، وماؤها تخالطه الدموع.
كنت أعيش أيامي فيها يوما أمرّ من الآخر، لكن كان هناك بارق أمل في قلبي مازال يضيء الطريق التي حاولت أن اسلكه، تمسكت بذلك النور رغم أنه ضئيل عسى أن أجد مخرجا أرى فيه أشعه الأمل، شربت ماء الإصرار و تنفست هواء اليقين ..صرخت بأعلى صوتي:
لن أعيش طول عمري فيك أيتها الجزيرة، سأرحل بعيدا عنك، وما زال التحدي يجري في دمي أضاء لي إصراري، واخترق الظلام الدامس، وتوارى الظلام بعيدا، دفعني يقيني و إيماني بالله إلى الأمام، وأصبح كالسيف في يدي أضرب به كل ما علق بقدماي من قيود تمنعني من السير، خرجت من جزيرة اليأس أول مرة أرى فيها شمس أملي بالله.. كم هي زاهية تلك الأشعة، هب من حولي نسيم الانتصار وتنفسته عميقا، أطلقت يداي وأصبحت حرة دون قيود، رأيت بحر المعالي.. داعبت شواطئه قدماي، وقفت عاجزة كيف أبحر وأنا لا أمتلك قاربا، احترت فلم أدري ماذا أفعل.
ناداني طموحي بعد أن صار قاربا جميلا يقول لي: هيا اركبي فأنا من سوف يطوف بك.. اركبي فلن يستطيع أحد أن يبحر دون قارب الطموح كي يصل إلى بحر المعالي.
قلت: صدقت فكيف للمرء أن يبحر دون قارب.. أبحر يا طموحي فكم انتظرت هذه اللحظة.. أبحر وابتعد عن جزيرة اليأس التي حبستني وأضاعت من عمري سنين، أبحر وأسرع لعلي أدرك أياما هي أسرع مني.. هيا يا طموحي فلم أعد أخاف أمواج الشكوك في قدراتي، ولا رياح الإحباط، ولم تعد تخيفني عواصف التفكير في الماضي، هيا نبحر سويا لنصل إلى شاطىء الإنجاز والإبداع، أسرع يا طموحي فإن غداً لناظره قريب.

أوسان عبده علي يوسف العامري
صبر - لحج