أخجلتنا ياهشام .. فكيف نبادل الوفاء بالوفاء؟!

> جمال محمد الدوبحي:

> نقولها بكل فخر واعتزاز إننا تعلمنا من استاذنا الكبير هشام محمد باشراحيل الكثير من أبجديات الصحافة وأخلاقيات المهنة، فهو رحمه الله عميق ومهني ضحى بالغالي والنفيس ليخدم قضايا إنسانية كثيرة، فسخر «الأيام» وجعلها حديقة غناء ذات بهجة يتنفس فيها كل مظلوم، ونسيم ثوابتها وقيمها يداعب انين كل مهموم،وعلى سيمفونية السكينة يأتي هشام بثقة ليعانق ارواحهم ويخبرهم بأن كل شيء يسير على ما يرام وأن الدنيا بخير، جعلها شوكة وغصة في حلق كل ظالم، بناؤها مملكة الحرف والكلمة يدحر بها الظلم والعدوان فاحسن البناء وعاهد وأوفى، وعقد نية الخير فشد العزيمة،ونضحت مشاعره من نبل ووفاء وغيره وصفاء من اجل اقامة العدل، ونشر ثقافة الحب والتسامح والتراحم بين الناس.
لم يبخل فقيد الإعلام والصحافة العدنية على (عدن) الحبيبة فهو ابنها البار الذي سهر عليها وقدم لها عطاء متواصلا يترجم أهدافه النبيلة وتطلعاته العظيمة على أرض الواقع، فهو قول وفعل رغم ما همست به أصوات نشاز، وشهد محاولات تشويه واستفزاز، ذلك لأن هشام فضح الكثير ممن كان يتغنى بحب عدن وما كانوا يلهجون به ليل نهار من كلمات يلوكونها، ما هي إلا كذبة تحمل في طياتها العديد من التناقض، مقارنة بسلوكياتهم، وهي غطاء أيضا، لتمرير جشعهم وأطماعهم، ومناورة لكسب الوقت لقضاء مصالحهم، ليس إلا.
هشام صدق ما عاهد الله عليه في محاربة الارهاب والغلو والتطرف وعزز منهج الوسطية والاعتدال، والكثير من المواقف العظيمة التي جسدها المغفور له بإذن الله سيسطرها التاريخ بكلمات من الذهب الخالص، فسجل يا تاريخ، وسطري يا أقلام، واكتب يا مداد بأحرف من نور ووفاء بحق فقيدنا الكبير هشام الذي اخجلنا بافعاله العظام في حب (عدن) وابنائها والجنوب والإنسانية، وآن الأوان أن يبادر الجميع من الشرفاء الاوفياء في رد الجميل والمسارعة في مبادلة الوفاء بالوفاء والمسابقة بالافكار التي تليق بهذه القامة والشخصية العملاقة جزاء ما قدمت من خير.
لَعَمْرُكَ ما الرزِيَّة فَقْدُ مالٍ ولا شاةٌ تموتُ ولا بَعِيرُ ولكنّ الرزِيَّة فَقْدُ شَهْمٍ يموت بموته بَشَرٌ كثيرُ..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى