بأي ذنب قتلت !

> محمد بالفخر:

> عقود عاشها أجدادنا وأبائنا، وجئنا من بعدهم لم نكن نسمع بحوادث القتل تحت أي مبرر إلّا في حالات ربما لا تصل لعدد أصابع اليد الواحدة.
كانت الناس تهاب إزهاق الأرواح قد تحصل اختلافات، ويحدث خلاف على أمور كثيرة، لكنها لم تكن تؤدي إلى رفع سلاح أحد على أخيه.
والآن وبعد دخول الناس الألفية الثالثة، ومزيدا من التعليم والتنوير الفكري رجع الناس بتصرفاتهم إلى الوراء، بدلا أن يسوقهم الفهم والتفكير وما أتيح لهم من وسائل معرفة إلى مزيدا من التحضر، واحترام النفس البشرية بل ساقتهم أنفسهم المريضة، وعقولهم الصدئة إلى استباحة كل شي من عرض أو مال أو نفس، وصرنا نسمع من يقتل أخا له أو جار أو صديق لأجل متاع متنازع عليه!!.
كيف وصل بنا الحال أن يقتل أبناء المنطقة أو الأسرة الواحدة أحدا بسبب قطعة أرض، أو مال، أو غيره أي ثقافة أوصلتنا لما نحن فيه؟.
ومن أين جاءت هذه القسوة لتغطي قلوب الناس ويقتل أحدهم الآخر بدم بارد، حتى لو كان مسالما أو بريئا؟.
حوادث كثيرة سمعنا عنها من حوادث القتل العمد التي حدثت في حضرموت، والتي كان آخرها مقتل الأخ الكريم الفاضل مبروك باتيس في مدينة القطن، والذي عرفته منذ 20عاما تقريبا يعمل في تجارة العسل الحضرمي، وكان أمينا في عمله صادقا في تعامله، وما عرفته إلا رجل خير، فخرج يوم الخميس قبل الماضي وهو صائم، وكان أعزلا من السلاح، يحاول إيقاف شيول يعمل في أرضيته التي اعتدى عليها، فما كان من المعتدين إلا الرصاص المباشر الذي أرداه قتيلا - رحمة الله عليه- وكم غيره من الأبرياء والناس الأتقياء -نحسبهم كذلك- واجهوا رصاصات غدر لم يخطر لهم ببال أنها ستنال منهم، يطلقها إخوانهم وبني جلدتهم؟!
أمن أجل قطعة أرض أو بقايا بناء يقتل الرجل مسلما مسالما، ييتم أبناءه، وتثكل والدته، وترمل زوجته، ويفقده أهله؟.
هل صار حب التراب لدينا غالب على حرمة النفس؟
أين دين المرء وعقله حين يرفع سلاحه ليقتل نفسا أراد لها الله تعالى الحياة، وينهي قصة حياة فرد بطلقات رصاص بكل سهولة دون شعور بالخوف من الله، أو الحزن والترقب لما ستئول إليه الأمور؟.
إن كان من يقدم على جريمة بشعة كهذه قد فقد العقل أو تحلل من عرى الدين التي تحرم قتل النفس، ولم يعد يأبه للدم المسفوك فهذا شأنه، لكن لو قامت الدولة بواجبها في الردع وإقامة حدود الله فالقاتل يقتل- خاصة القتل العمد- ويجب تطبيق أمر الله عليه دون تسويف، أو تطويل للقضايا، حتى لاتضيع الدماء وينتشر الثأر بين الناس.
ظاهرة القتل بدأت تستشري وتظهر بقوة في حضرموت السلام، والوداعة، وأسبابها في الغالب أمران، إما السرقة، أو مشاكل الأراضي، هناك طبعا أسباب كثيرة، لكن هذين الأمرين هما الأكثر تكرارا، وهنا يجدر بنا أن نشير أن مشاكل الأراضي لم تكن موجودة أصلا، فكل يعرف ما يملك وحدود أرضه، إلا من بعد انتشار ثقافة الفيد، وبعد أن وزعت القطع الكبيرة، بل والمساحات الهائلة من الأرض لأصحاب النفوذ، وشاهد الناس هنا كيف يمكن بقوة سلاحك أن تحصل على ما تشاء، فصارت البلطجة والاستقواء بالقبيلة، أو المنصب، أو بشراء مجاميع عاطلة تمارس القرصنة والبلطجة على الناس .
يجب على الدولة أن تعيد الحق لأصحابه، وعليها أن تحاسب من يتعدى على حقوق الآخرين ويعتدي على ممتلكاتهم بأقسى أنواع العقاب، بل هو محرابة الناس، وإفزاعهم، يجب الوقوف له والتصدي لمن ينشرون الفساد في الأرض، وما أوصلنا إلى ما نحن فيه إلا تسيب الأمن وشراء الذمم ممن يفترض بهم أنهم حماة الاستقرار والأمن العام .
أما أولئك الذين غرتهم قوتهم وزين لهم الشيطان أفعالهم فنقول لهم: " إن قوة الله أكبر وانتقامه أشد، فما فائدة قليل من التراب تبيعون به أخراكم، فهل سترحل معكم قطعة أرض أهدرتم لأجلها دم مسلم؟؟".
لا والله ستندمون وحيث لا ينفع الندم .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى