اشجار الشقاق بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا

> ناكابومبي«الأيام» البير كامبال:

> قال ضابط كونغولي "الامر يتكرر كل مرة، ينتشر الروانديون وكأنهم يستعدون للهجوم ويتقدمون حتى يصلون الى بعضة امتار من مواقعنا ثم يقولون لنا ان هذه الشجرة ملكهم ويجب علينا ان نقطعها طوعا او قسرا".
وما زالت شجرة الكينا منتصبة لكن الحادث يتكرر مرتين او ثلاث في الاسبوع وفق هذا اللفتنانت في الجيش الكونغولي المنتشر منذ اربعة اشهر عند الحدود بين جمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا.
ويحسم الامر بحوار وفق الضابط الذي يعرب عن اسفه من "استفزازات" و"تهديدات" الجنود الروانديين المستمرة.
واضاف الضابط المتحدر من كينشاسا "يتهموننا باننا لسنا كونغوليين بل من القوات الديموقراطية لتحرير رواندا"، المليشيا الهوتو الرواندية المنتشرة في الكونغو والمتهمة بالتورط في عملية ابادة التوتسي في بلادهم في 1994.
وقد حفر رجال كتيبة المظليين رقم 391 في ناكابومبي، على بعد ثلاثين كلم من شمال شرق غوما، كبرى مدن ولاية شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، خندقا وراء خط اشجار الكينا التي قالوا انها تشكل الحدود.
وعلى مسافة كل ثلاثين مترا يتمركز حارس يحمل بندقية رشاشة او كلاشنيكوف، يراقب ما يجري على الطرف الاخر، وفي كل موقع حراسة اقيم مأوى صغير باغصان الاشجار حيث يمكن للجندي ان يقضي ليلته.
ويفصل الجنود حقل ذرة صفراء عن البناية التي تأوي الجنود الروانديين ومنازل القرية المقابلة على مسافة 300 متر.
ويقول اللفتنانت ان الروانديين يطالبون ايضا بثلاثة اشجار اخرى تقع على مسافة قصيرة من خط الاشجار الاولى، واضاف مبتسما "أنهم في يوم من الايام ارسلوا جنرالا".
وشهدت الحدود الكونغولية الرواندية توترا على مسافة قصيرة من هناك الاربعاء والخميس، ونشبت معارك سقط خلالها خمسة عسكريين كونغوليين لكن عاد الهدوء بعدها.
ويتذكر سكان ناكابومبي ومعظمهم من الهوتو، بمرارة تدخل القوات الرواندية خلال حربي الكونغو (1996-1997 و1998-2003) وما واكبهما من مجازر وانتهاكات يومية تحت اشراف المليشيات الكونغولية المتمردة واغلبية عناصرها من التوتسي المدعومة من رواندا والتي توافدت على المنطقة مرارا حتى سقوط اخرها حركة 23 مارس (ام23) في نوفمبر 2013.
وقال ديو ماكومبي رئيس مجموعة بوهومبا التي تتبعها ناكابومبي ان "روانديين اتوا وغرسوا تلك الاشجار الثلاث في الكونغو في عهد التجمع الكونغولي من اجل الديمقراطية، ويقولون الان انهم يريدون قطعها".
وقد اشرفت مليشيا التجمع الكونغولي من اجل الديمقراطية التي تتصرف فيه كيغالي بشكل غير مباشر، على ادارة هذه المنطقة خلال حرب الكونغو الثانية.
وبعد انتصاره على حركة ام23، انتشر الجيش الكونغولي في ناكابومبي على مسافة مئة متر من الحدود.
لكن قرويا يتهم الجنود الروانديين بانهم "يرسلون مدنيين (من الطرف المقابل) بمواشيهم لترعى هنا".
فقدم رجال "الكتيبة الاميركية" -لانهم تدربوا في الولايات المتحدة- مواقعهم حتى المكان الحالي.
وقال المزارع مويز رامي (53سنة) ان خلال سنوات تعود سكان قرية رواندية مجاورة على عادات سيئة "يأتون لقطع الاشجار كما يشاؤون ويسخرون منا" واحيانا يأتون بمواشيهم "للقضاء على المحاصيل الزراعية".
واضاف ان "جيشنا يساعدنا كثيرا، والان توقفت عمليات التسلل".
واستغربت مجموعة صغيرة من الجنود الروانديين على الطرف الاخر من الحدود تجمع الفضوليين من حول مراسلي فرانس برس فاقتربوا من خط الحدود فقال لهم الكابتن المرافق الصحافيين بلغة السواحيلي "كيف الحال اليوم؟" فرد عليهم احدهم برفع ابهامه في اشارة الى "جيد".
لكن لم يسمح الضابط للصحافيين بعبور الحدود للاستماع لما سيقول الطرف الاخر وقال ان "ذلك خطير على امنكم".
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى