سنه ثانية حضوراً

> نعمان الحكيم:

> حلت الذكرى العظيمة أمس الأول، وكان الحدث قبلها موزعا بين (الرزمت) دار «الأيام»، دار العائلة المثقفة، المكلومة بفقدان الكوكب الدوري الذي يشع نوره وصدى صوته يملأ الأسماع ويلهب العواطف مخترقاً ألأحياء السكنية والشوارع الحية التي شهدت صولات وجولات للرجل الهمام حتى (القطيع) المقبرة المقدسة التي تضم الأسرة العظيمة.. أسره الارث التنويري الثقافي الذي ملأ الآفاق، وما يزال ورغم الكوارث التي لم تفت في عزم الاقوياء المؤمنين، لكنه عز وجل الذي يمنحهم القوة لمواجهة الظلم والظالمين.. وها هم اليوم يبدؤون مشوار التواصل.. لكنه تواصل دفع ثمنه من أغلى الرجال. من (الرزمت) حتى القطيع، تبدأ سيمفونية الخلود التي عرفها الأوفياء بدءاً من مطار عدن الدولي حتى دار العائلة، ثم إلى الدار الخالدة بجانب الوالدين العزيزين، رحمة الله عليهم جميعاً.. ليوارى الجسد الطاهر عصر يوم الأحد 17 / 6/ 2012 م، وسط حضور منقطع النظير.. مودعاً عدن محمولاً على الأكتاف والرؤوس، في مشهد يذكرنا بجنازه،للشهيد عبود التي كانت قد اخترقت شوارع كريتر بزخم الوفاء.. وبتغطية مميزة من صحيفة «الأيام» معززة بالصور مع مشهد الوفاة الذي لم تكن يومها أي صحيفة عدنية بمستواها.
من هنا يجب علينا أن نعد (16 يونيو) يوما تخليديا للغالي.. ويوم (17 يونيو) يوم وضع جثمانه الطاهر في مقبرة القطيع .. وفي هذين اليومين لابد أن نكرس احتفالات ومهرجانات لائقة بـ(هشام محمد علي باشراحيل) وبعطائه وتاريخه وبإرثه الذي خلفه لنا لنصنع منه مآثر خالدة تليق بمكانته وتاريخه، مهما حاول (الصغار) إثبات غير ما نسعى لإظهاره في مسيرة وسيرة هذا البطل الخالد إلى أبد الآبدين.
لقد نوهنا بضروره أن تتحمل مكونات الحراك ومجالس الثورة، وغيرها من المكونات، مسئولياتها التاريخية لتقدم لحظات وفاء لم تقدمها من قبل.. فهذا هو الحل، وهذا هو الميدان الذي خسرنا فيه وفاءنا لـ(هشام) البطل.. ولا بد من إصلاح الخطأ، في حين أن في القلوب ما هو غير قابل للإصلاح!.
وعلى مثقفي ومحبي هشام وأسرة «الأيام» وآل باشراحيل الاحتشاد في مثل هذين اليومين حول مبنى دار «الأيام» و (مقبرة القطيع) لتأكيد الحب والوفاء لرجل عظيم ضحى بنفسه في سبيلنا.
نحن محبي العلم والمعلم هشام باشراحيل قررنا أن نكرس فعالية الاثنين في (منتدى باصرة الثقافي) للحديث عن عطائه ومآثره، وسيرته العطرة، بقدر معرفتنا به، وهو الوفاء لهشام باشراحيل الذي غادرنا قبل عامين.. (رحمة الله عليه)، وكم يحز في النفس أن يترك نضال و عطاء هذا الرجل لوطنه وتضحياته، بدون تخليد.. ولكن هي النفوس الميتة التي أخزاها الله.. ومن يرد العلو وهو واطي السلوك والسيرة، فلن يفلح، لأن الوفاء والعلو لأولئك الذين ضحوا وماتوا وهم مع الوعد .. والله المستعان.
الخلود لهشام باشراحيل، والعهد له بالوفاء ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، والعزاء لأسرته الكريمة: شقيقه وأنجاله وأفراد الأسرة والمحبين لعدن كلها.
وإذا كنا نحتفي اليوم بمرور عامين على الرحيل، فإنما نكرس ذلك كله لحضور الغالي الخالد، الذي ما زال فكره وعطاؤه وسيرته العطرة بيننا، ولن يكون إلا كالهواء الذي نتنفسه (الأوكسجين) النقي ما حيينا.. عليه الرحمة والخلود الأبدي!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى