كركر جمل

> عبده حسين أحمد:

> أكثر الناس يتزوجون اليوم بعد قصة حب - وقد تبدأ قصة هذا الحب ربما بنظرة - كما قال شوقي - فسلام فكلام فموعد فلقاء - وقد يتزوج أي شاب اليوم بأية فتاة لأنها من بنات الحافة، شافها فأحبها فتزوجها، وقد تكون هذه الفتاة من بنات الجيران، فالحب الذي يجمع بين الزوجين بعد رؤية ومعرفة وتفاهم وعرض وقبول، وعلى شرع الله وسنة رسوله.
وقد يختلف أسلوب وطريقة الزواج بين عصر وآخر، فالزواج أيام زمان كان عن طريق الأهل (الأم والأخوات)، وأكثره كان عن طريق الخاطبة التي كانت على علم ودراية ومعرفة بالبنات القريبات والبعيدات، وهي التي تصف الفتاة للرجل، وبالمثل تصف الرجل للفتاة، ويتم الزواج على بركة الله وموافقة أهل الرجل والمرأة.
وهناك زواج ثالث وهو الزواج العشوائي الذي لا يعرف عنه أحد من أهل الطرفين، وتكون النتيجة مفاجأة، ثم بالرغم من أن طرفاً واحداً ليس راضٍيا عنه، إلا أنه بحكم الواقع قبله، وهو كاره له، وغاضب عليه، فهل ممكن أن يقتنع به الناس، ويكونوا على رأي واحد حول هذا الزواج العشوائي بالرغم من الفوارق الواضحة التي تم بها هذا الزواج.
والسؤال الآن هل يظل الناس في انتظار النهاية الحتمية لمثل هذا الزواج العشوائي الذي لم يباركه أحد؟ وهل يبقى الناس على فكرة واحدة أو رأي واحد طوال الحياه؟. إن العالم يتغير كل يوم،والشعوب تتفاوت في ثقافتها ومفاهيمها ونظرتها إلى الحياة، فالتغيير هو الذي يطرأ على كل شيء اليوم، والتغيير والأفكار أيضاً قابله للتعديل.
ثم إن هذا الزواج العشوائي كان بين اثنين فقط، وكان المأذون غائباً، والشهود والأهل أيضاً، وكان الزوجان شرعاً فاقدي الأهلية - مركزاً ورتبة وقانوناً - بدون الرجوع والتشاور مع أهل الحل والعقد، فهو أشبه بالزواج بين اثنين من الفنانين، فما أسهل الزواج، وما أسرع الطلاق بينهما،ولذلك كان هذا الزواج كذبة كبيرة، كذبوا على أنفسهم وكذبوا على الناس، وكان الزواج مجرد فرقعة إعلامية وفي ظروف غريبة ونفق مظلم.
ومن المؤكد أنه بعد حياة قاسية،وعذاب مرير للزوجين، حدثت بينهما صراعات عنيفة، وخلافات كبيرة، ما أكد أن هذا الزواج العشوائي كان باطلاً، ولذلك اندلعت حرب غاشمة وفتاوى ظالمة أدت إلى قيام حركات شعبية سلمية، حقوقية، ومطلبية، بعد أن فقدت أعز الناس عليها وضاع عنها كل شيء، بدأت تطالب بفسخ هذا الزواج العشوائي وتطلب حقها في الحياة، حياة حرة وكريمة يسود فيها النظام والقانون والعدل والمساواة بين الجميع.
وكان لا بد من الحكمة والعقل أن يجتمع أهل الحل والعقد للنظر في مثل هذا الزواج العشوائي، وأن يجدوا حلاً عادلاً ومقبولاً، واتفق الكل على أن يعطوا الفرصة للسفينة أن تصل إلى بر الأمان، وأن يسلموا القيادة إلى الربان العاقل، والصالح،والهادئ (عبدربه منصور هادي) الذي استطاع أن يقودها بكل قوة، وكياسة واقتدار.
الرئيس عبدربه منصور هادي،رجل محبوب ومحترم، أعطوه الفرصة فقط ليقود السفينة إلى بر الأمان، ولكم منا عظيم التقدير والاحترام!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى