قمر الزمان وعتيقة

> إنها البداية الحاضرة للفتي الذي أطلق عليه قمر الزمان، الذي كان يراود هواجس أفكار أحلامه الخيالية، ليصف تلك الفتاة بصفات نادرة ومتميزة، وهي من صفة ذاته، التي قادته إلى أحلامه الخيالية عن (زهرة الحياة)، وبالأوصاف التي رافقة أحلامه منذ إشراقة شمس الضحى حتى الغروب.
فلدينا زهرة الحياة ربيع حدائق، ونفسي المحبة ناظرة منها الجواب، وفي صمت الليل وهمسات سكونة، اعتاد بالذهاب إلى الغابة ليخلو بنفسه المحبة الحالمة، وبأحلامه الرومانسية عن تلك الفتاة المجهولة الأوطان، حتى وجدها في عالم الأحلام المنامية، واستمر اللقاء بينهما سبع سنوات، وهو يحاول إخراجها من هذا العالم إلى العالم الذي يعيش فيه، بعد أن عرف بإنها من أبناء الملوك تجيد فروسية القتال، ومن أنسابات في عهد الأجداد، وبناء عمه في الحاضر للجيل الرابع، ولكنها أبت الخروج معه.
وفي الليلة الأخيرة من السبع السنين جاء إليها على جواده الأبيض، ودخل إلى حديقة بستان القصر، وأقبلت هي من بوابة الحديقة على جواد أدهم، وهي تناديه وتتوسل إلية بالذهاب من الجهة اليمنى فأدرك بأن خروجها في الغد فعاد من حيث أتى، وينشد قائلا:
كم بهجة بيا السنين مسفرة على جواد أبيض أسرع من الشهب
فذهب في الصباح فوجد رسالتها إليه، واستمر اللقاء بينهم بالرسائل، وتعترف له بكل شيء وبأنها عتيقة، وهو قمر الزمان، ليصبح الخيال حلم ثم حقيقة، ولكن الفتاة طلبت من الفتى أن يؤجل الزواج إلى الوقت المناسب، وهي ستبحث عنه وهو في الانتظار إلّا أنها اختفت، ويكشفها مرة ثانية في علوم الأخبار، فتطلب منه أن لا يبيح حبهما، فهو من الحب الذي لا يباح به، لينشد قائلاً:
يالحب إذا أباح المحبين به قتل الحب ظلم والحبيب وحبيبة
فلتمضي هذه القصة عبر الزمن، كتلك الفتاة التي تقي نفسها من السحر برقية سحرية، وبنظرتها الأدبية، لتختص مثل هذه القصص، لتبقى أدبيات الأدب غائبة عن حاضر الأدب.
عبده محمد عبدالله
القبيطة - لحج

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى