عند توقفت «الأيام» تأرملت الصحافة

> إن «الأيام» هي القبس الذي يشع منه على الصحافة أمثلة الحياد والمصداقية، ترى في كل خبر على أوراقها حدث تعيشه بحقيقته، ومواضيع في الصميم بطرحها، وتنوعها، وكل ذالك يؤكد أن «الأيام» تمثل الصحافة في أسمى صورها.
«الأيام» لم تكن صحيفة فحسب بل كانت مدرسة ثقافية متكاملة، تعلمت على يديها أبجديات الأدب، والبلاغة، وفنون التعبير، والخطابة.
نشأت وترعرعت بين صفحاتها، رغم المكان المعزول، والقرية النائية التي كانت نشأتي فيها.
أتذكر تماما كيف كنت أنتظر قدوم أبي من المدينة القريبة وقت الغروب، وعلى مشارف قريتي الجميلة ترتسم على محيا والدي العزيز إبتسامة توحي بوجود مبتغاي لديه، تكملها إبتسامتي العريضة منتشية بفرحة وصول «الأيام».
أتذكر أيضا عندما كنا صغارا كيف كنا نقابل والدي العائد من عمله من مدينة عتق البعيدة، يهرول إخواني وأبناء عمومتي فرحين بهدية الغندور، والبسكوت، والنعناع ، بينما أنا أهرول فرحا بهدية «الأيام» ووجهة أبي يغمره اﻷمان، والإطمنان، وسعادة تتغلغل في أعماقي فرحا بمتانة علاقتي مع «الأيام»".
كنت ذلك الفتى الصغير الذي لايعي معاني الكثير من الكلمات، والمصطلحات آنذاك، ولكنه حريص على قراءة كل حروف معشوقته.
كبرت وكبر معي حب «الأيام» ، فكم كانت الفجيعة، والصدمة القوية التي تلقيتها في مايو 2009، شعر ذلك الفتى ذو الرابعة عشر ربيعا بالاختناق، كيف لا، و«الأيام» كانت أكسجينه وهواءه، كان توقف «الأيام» بالنسبة للصحافة كموت الزوج عن زوجته.
هاهي «الأيام» تعود، ويعود تنفسي معها، ها هي شمس «الأيام» تعود لتعلن عن إشراقة جديدة بعد كسوف تعسفي همجي دام لأعوام، فمرحبا بجوهرة الصحف، ولؤلؤة الصحافة.
برهان باسردة
عتق - شبوة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى