مسؤول أمني يحذر من استمرار رفض تسليم جامع الصالح

> صنعاء «الأيام» ذويزن مخشف :

> قال مسؤول أمني كبير لـ«الأيام» أمس الاثنين أن الدولة لا تريد حسم الموقف في جامع الصالح بالقوة حتى الان، حيث تقوم قوات من الحماية الرئاسية بحصاره لليوم الثالث في خطوة هدفها تمكين وزارة الأوقاف والإرشاد من إدارته مباشرة. لكن مسؤولا في جامع الصالح أكد أن الوزارة ليس من حقها إدارة الجامع لأن بناءه تم على نفقة الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأفاد المسؤول الأمني أن قوات الحماية الأمنية مستمرة بفرض حصارها وتطويقها لموقع الجامع في منطقة السبعين وأضاف قائلا: “بإمكان القوات الرئاسية استعادة الجامع والسيطرة عليه بالكامل في غضون 20 دقيقة لكننا نربى بأنفسنا عن سقوط دماء في مكان طاهر هو بيت الله”.
وطالب قوات الحراسة الرئاسية السابقة الإذعان والالتزام للأوامر العسكرية التابعة لها وإلا اعتبارها وحدها عسكرية متمردة وخارجة عن سيطرة وزارة الدفاع رسميا.
وصرح المسؤول أنه تم اتاحة بعض الوقت لوسطاء لم يكشف عن هوياتهم لحل موضوع جامع الصالح بطريقة سلمية وهادئة، حسب قوله.
وفي وقت يشهد محيط جامع الصالح ارسال تعزيزات وانتشار كثيفة لقوات الحماية الرئاسية أعلن مسؤول في هذه الوحدة الخاصة أن الوضع في جامع الصالح ومحيطه مستقر ومسيطَر عليه وأنه لا صحة لما تروج له بعض الوسائل الإعلامية عن توتر قائم في تلك المنطقة.
ونسبت وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) الىمسؤول القول إنه وبعد وصول معلومات عن نية بعض عناصر تخريبية استخدام الجامع للاعتداء على المرافق الحساسة القريبة منه، فقد تم تعزيز الحراسة لضمان أمن الجامع والمنطقة المجاورة له.
وأكد عدم وجود أي حصار للجامع أو منع للمصلين باعتباره واحداً من دور العبادة.. مشيراً إلى أن حماية الجامع المكلفة حالياً يتحملون الحماية الكاملة وكلهم أبناء مؤسسة دفاعية واحدة ويوفرون أجواء طبيعية دون السماح باستغلال الجامع لأي أغراض سياسية أو حزبية.
وقال: “الحماية المكلفة حالياً لن تسمح لأحد باستغلال الجامع من قبل من لا يريدون الخير والأمن والاستقرار للوطن”. لكن مسؤول المخازن في جامع الصالح الذي تحدث لـ«الأيام» لليوم الثاني نفى بالوقت نفسه وجود مخطط يدار من داخل أروقة الجامع يستهدف حياة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية أو تعرضه لأي خطر محدق، في إشارة الى التقارير الإعلامية التي لمحت بذلك.
وقال احمد الشيخ مسؤول المخازن في جامع الصالح عبر الهاتف في تصريح جديد عند سؤال «الأيام» أمس الاثنين حول ما إذا كانت ادارة الجامع والقوات التي تتبعها ترفض تسليمه لقوات الحماية الرئاسية لتعيده الى وزارة الأوقاف رد قائلا إن إدارة جامع الصالح من حق صاحب الشأن وهو الرئيس السابق علي عبدالله صالح ويمكن في المقابل منح الوزارة الإشراف فقط.
وتابع يقول: “صاحب الجامع (الصالح) يرفض تسليمه فكيف نسلمه. هو من قام ببناء الجامع على نفقته الخاصة وهو يؤكد على ذلك”. ويمثل هذا التصريح نفيا علنيا للأخبار الرسمية التي أذيعت عند افتتاح الجامع في نوفمبر عام 2008 وقام الرئيس صالح آنذاك بافتتاحه بتمويل من الدولة بمبلغ قيمته 62 مليون دولار.
ويضم الجامع كلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الاسلامية ومكتبة الصالح الى جانب مصلى للنساء حيث اقيم على مساحة اجمالية (224.9 م 2) شاملة مرافقه وملحقاته ويتسع لـ(45)الف مصل وزين بست منارات شاهقة منهن أربع بارتفاع (100) متر و 2 بارتفاع (80)مترا وتعتبر تلك المنارات أرفع المنارات في الشرق الأوسط. كما يضم الجامع ثلاثا وعشرين قبة ويضم الجامع الذي شيد بأساسات ومواد بناء، وكافة التكوينات له مشتراه من الخارج، عددا من المرافق الخدمية والمسطحات الخضراء،واستمر بناؤه قرابة ثماني سنوات من 2001 الى 2008 بكلفة 62 مليون دولار ويتميز تصميمه كتحفة معمارية اسلامية نادرة اكتست بالذهب والاحجار الفاخرة والثمينة.
وجدد الشيخ التأكيد أنه لا يوجد مانع على اشراف وزارة الاوقاف للجامع وقال: “لا يعني قيام الحكومة بدفع ميزانية الجامع أن لها الحق بالإدارة.. إذا الإشكالية تتعلق بالميزانية فلتوقفها الحكومة وسيقوم الرئيس السابق بدفعها من جيبه الخاص كتمويل لأحد جوامع بيوت الله”.. ويوضح قائلا توجد في بلادنا كثير من الجوامع هي ملك خاص ولا تخضع لسلطة وزارة الأوقاف بحسب تعبيره.
وتبلغ الميزانية التشغيلية لجامع الصالح نحو 36 مليون ريال شهريا بتمويل وزارة المالية والتي تشمل مرتبات واجور للموظفين والحراسة والنفقات التشغيلية.
وحول مزاعم بمخطط يستهدف اغتيال رئيس الجمهورية عبر جامع الصالح بواسطة فريق قناصة يتمركز في مآذن الجامع نفى أمين مخازن الجامع تلك الأنباء وقال إنها محض افتراء وكذب وهي معلومات غير صحيحة إطلاقا. واستطرد: “عن أي مخطط تتحدثون، كلام فارغ وادعاء باطل وكيدي، اتهام من هذا النوع مرفوض جملة وتفصيلا”.
وقال: “لا يوجد سوى جامع للصلاة وملحقاته. كل شيء هنا لخدمة الدين والثقافة الإسلامية. لا نقبل توظيف الجامع في اعمال غير مشروعة او اعمال سياسية او مكايدات حزبية، هدف الجامع معروف وواضح، ليس له أي أهداف أخرى غير خدمة الدين والإسلام والعبادة”.
مسؤول المخازن بجامع الصالح رد على ما نشر بالصحيفة يوم الأحد من تصريحات مسؤول أمني بالإضافة الى تقارير وسائل إعلامية ذكرت أن الجامع يحتوي على مخازن سلاح ويتمركز فيه قناصة لاستهداف الرئيس هادي قوله: “بإمكانكم زيارة الجامع الان والقيام بجولة حرة في داخلة وبأي مكان تريدون رؤيته”.
وأضاف: “أرسلوا الينا أي لجنة تحقيق حكومية لتفتيش الجامع عن كثب لنكتشف معا ما بداخله. لا يوجد مخازن للأسلحة والمتفجرات بالجامع أو أية انفاق سرية تؤدي الى دار الرئاسة.. بل على العكس هو مكان روحاني بيت لله مخصص للعبادة، الجامع له خصوصيته وحرمته فعيب هذه الادعاءات الباطلة”.
ومنذ ظهر يوم السبت ضربت قوات من الحراسة الرئاسية حصارا على الجامع القريب من دار الرئاسة اليمنية الواقع في منطقة السبعين بجنوب العاصمة صنعاء وأغلقت الشوارع المؤدية اليه.
وطوقت حديقة الجامع بعربات مدرعة ومصفحات واليات عسكرية ودبابتين بينما انتشر عدد كبير من الجنود المدججين بالأسلحة المختلفة من حوله وقال شهود عيان لـ«الأيام» إن الموقف مازال كما هو ومساء الأحد حاول مسلحين قبليين الانتشار في عدد من الأحياء المحيطة بمكان الجامع.
وقال مسؤول المخازن: “الحقيقة توجد مصاحف وكتب دينية أما السلاح الموجود هو سلاح شخصي يحمله أفراد الوحدة العسكرية المرتبة لحماية وتأمين هذا الجامع منذ افتتاحه في نوفمبر عام 2008 ”.
في سياق متصل قال مسؤول حكومي من حزب المؤتمر الشعبي لـ«الأيام» إن وساطة من قيادات بحزبه تعمل على تهدئة الموقف بين الرئيس هادي والرئيس السابق اللذين ينتميان الى الحزب، مشيرا الى أنها تضم يحيى الراعي رئيس مجلس النواب ونائب رئيس الوزراء وزير الاتصالات وتقنية المعلومات د. أحمد بن دغر وياسر العواضي واخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى