حيوش جدتي للإيجار

> عياش علي محمد:

> فكرت كثيراً كي أتخلص من (حيوش) جدتي التي أهدتني إياها قبل وفاتها، لعل لـ(حيوش) جدتي فائده قصوى، خاصة وقد مضى على وجودها معي قرابة خمسين سنة،لم يأت عليها الدهر، ولم تتأثر بعوامل أخرى،فاحتفظت بها بعد أن مرت أمامي أحداث كانت البطولة فيها للـ(حيوش) في مختلف دول العالم، فقدت هزَّت هذه الحيوش أركان الدول العظمى، عندما سددت سهامها إلى رئيس أكبر دولة عظمى في العالم، وكذا وزير خارجيتها،ثم في قاعة البرلمانات، وكانت (الحيوش) تتصدر مواقف نواب الشعب، وعندما تواجه الدول أزمات اقتصادية او أجتماعية أو ارتفاع معدلات التضخم والبطالة فتكون (الحيوش) هي الموجة الأساسي للأحداث، وهي التي تجعل المسئول ينطبق بالمسئولية، لأنه سيواجه بعقوبة القذف .. ليس القذف الكلامي بل القذف (بالصرماية).. مجلس النواب اليمني وهو يعيش أحداث انقطاع الكهرباء لم يقل شيئاً يعدَّل من سياسة المؤسسة العامة للكهرباء، ولم يؤثر في كل الأحداث التي تطال أمن واستقرار المجتمع اليمني، لهذا أنصح البرلمان باستعارة (حيوش) جدتي لعلها تحرك شيئاً وتدفع بالأمور نحو تحمل المسئولية في استقراء الناس من عبث الأيادي التي تلعب بحياتهم،وبرلماننا الحبيب رغم أن أعضاءه مسلحون بالجنابي والمسدسات ولديهم حماة مسلحون يجوبون أروقة البرلمان، لكن مناقشة الأمور الخاصة بحياة المواطنين تجري بسلاسة بالغة، ولم يلمس أحد منهم حتى رأس جبينه كتهديد على فعل شيء إيجابي، أو وقف شيء سلبي يراه صاحب الجنبية البرلماني أنها تحتاج إلى شدة وقوة وعنفوان لصالح المجتمع المنكوب، ومن أجل أن تسير الأمور نحو الأفضل، وخاصة أمور خدمات الكهرباء، فالحاجة تتطلب استئجار (حيوش) جدتي التي ستجعل من يتعامل مع قوة الشعب وراحته باستهتار، يفكر مرتين قبل أن يتمادى في قطع الكهرباء عن الناس، حيث تقول بعض الإحصائيات أن أكثر من 80 % من مستخدمي الكهرباء يعيشون حالات مزرية، وأمراضاً واكتئاباً بسبب انقطاعات الكهرباء في شهر حزيران اللاهب للجسد والذهن وحرارته التي وصلت درجة فوران الماء، وأعتقد أن أكبر مشكلة تواجه البلاد هي مشكلة عدم وجود طاقة كهربائية كافية، لعدم وجود خطط تتماشى مع حجم السكان ونموهم السنوي،وأن الترقيعات الجارية، وصعوبة المد المتواصل للطاقه لعامة الناس، وعدم وجود أعمال الصيانة وتجديد الشبكات أدى إلى هذه الحالة البائسة، ولن تعالج أمور النقص في الكهرباء إلا إذا تم اعتماد الخطط الكفيلة للتغلب على هذه المشكلة من خلال وجود طاقة بديلة تشتغل فيها درجات الحرارة الصيفية وأمواج البحر والرياح وحتى من النفايات يمكن استخراج الطاقة ما لم فإن (حيوش) جدتي ستمدهم بالطاقة المحركة لنشاطهم، وإذا لم يتم التغلب على هذه المشكلة التي استمرت منذ أكثر من عشرين عاماً، فإن الحل الوحيد هو استخدام (الصرماية) من خلال استئجار (حيوش) جدتي، وأعلنها صراحة عن نيتي تأجير (حيوش) جدتي فهي مكرسة للإيجار، والتأديب والتشهير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى