عام دراسي كامل يتوج بالغش المنظم في الضالع

> رصد/ ناصر الشعيبي:

> عاش طلاب المراحل التعليمية المختلفة في محافظة الضالع طوال العام المنصرم في ضياع وغياب تام عن الدراسة بسبب عدم اهتمام الجهات المختصة بتنفيذ برنامجها التعليمي، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر بسبب الأوضاع الأمنية المتردية واستمرار القصف على مناطق الضالع المختلفة من قبل قوات اللواء 33 مدرع التي أدّت إلى توقف الطلاب عن الدراسة وإغلاق أغلب المدارس خوفا من تعرضهم للقتل، وهو الأمر الذي أدّى إلى تفشي وتوسع ظاهرة الغش المنظم وغير المسبوق في الضالع.
ظاهرة الغش في المدارس والتي جعلت الناس جميعا يتساءلون ويتحدثون عن هذه الظاهرة الغريبة على المجتمع الجنوبي، وعن المسببات التي أوصلتهم إلى هذه الدرجة المتطورة والمتقدمة في أسلوب الغش الذي لم تصل إليه أي دولة أو مجتمع آخر في العالم كما هو موجود اليوم في الجنوب خاصة، واليمن بشكل عام.. في سياق التقرير التالي.
شاهدنا ما كان غائبا عن العين ومن أجل أن تكون الصورة واضحة قمنا بالتقاط بعض المشاهد والغرض من ذلك هو نقل الواقع المفجع الذي يستهدف تدمير الأجيال والشعوب، وليس بغرض تشويه صورة المركز أو المنطقة أو الإساءة للمعلم أو الطالب، لكن من أجل حث الجهات المعنية للبحث عن حلول ومعالجات لمكافحة هذه الظاهرة حرصا على خلق جيل متسلح بالعلوم والمعارف، وقادر على بناء مستقبل مشرق بالطموحات الكبيرة.
* طلاب لا يجيدون القراءة
مؤسف أن تشاهد طلاب في مرحلة الثانوية العامة لا يجيدون القراءة والكتابة بشكلها ولغتها الصحيحة، على الرغم من الجهود التي توليها بعض المدارس في الضالع مثل مدرسة الفقيد عبد الله حمود السنمي الحود، وهي من المدارس النموذجية في المحافظة.
طلاب من خارج مدارس الضالع دخلوا قاعات الامتحان دون حسيب أو رقيب
طلاب من خارج مدارس الضالع دخلوا قاعات الامتحان دون حسيب أو رقيب
وبالعودة إلى موضوع الغش، فإن الناس هنا يتساءلون: من المستفيد من هذا الوضع؟ ومن يتحمل المسؤولية الكبيرة حول تفشي ظاهرة الغش؟َ!، وما هي سبل ووسائل معالجته لضمان مستقبل الجيل والمجتمع معاً؟.
استمعنا في مديرية الضالع إلى تلك التساؤلات والصعوبات التي رافقت الطلاب طوال العام الدراسي المنصرم والذين انقطعوا عن الدراسة بسبب عدم التزام المعلمين، وبسبب أيضاً عدم التزام إدارات التربية في كل مدارس المديريات بالمحافظة في متابعة وتنفيذ البرامج والخطط التعليمية التي كان يفترض أن تنفذ على مدى الفصلين الدراسيين، لكن الأمر متعلق - كما يبدو- بتنفيذ سياسة التجهيل.
* صعوبات الطلاب في الضالع
الصعوبات التي مازالت تواجه الطلاب في الضالع استمرار الحصار والقصف المستمر الذي طال حتى المدارس والمعاهد والكليات؛ ما أدّى إلى إغلاق المدارس وتوقف الطلاب عن الدراسة.
كما أن انقطاع التيار الكهربائي أحد العوامل التي ساعدت على تفشي ظاهرة الغش هذا العام، وأيضا انعدام الأمن وغياب بعض الكوادر التربوية والمشرفين، يضاف إلى ذلك صعوبة الامتحانات المتمثلة بإعداد ووضع قائمة الأسئلة التي لا تتم بحسب المنهج.
تكدس الأهالي أمام المراكز الامتحانية
تكدس الأهالي أمام المراكز الامتحانية
هناك أيضا مبالغ مالية يتم دفعها للمراقبين في كل يوم، وفي كل فصل قبل تسليم أوراق الامتحانات، والتي تم رصدها وهي تسرب إلى خارج الفصول وفي ساحات المدارس، كما تم رصد مجاميع يقومون بحل أسئلة الامتحانات خارج أسوار المدارس وفي أماكن بعيدة منها، لكن تظل أكثر المشاهد التي استرعت انتباهنا ببعض مراكز وفصول الامتحانات، حين وجدنا عملية غش جماعية للطلاب كما لو أنهم كانوا (على وليمة غداء).
* مظاهر فرض الغش بالقوة
خلال زيارتنا رصدنا طلابا يؤدون امتحاناتهم دون وجود مراقبين، ولفت انتباهنا بعض المظاهر المسلحة بوجود أشخاص يهددون المراقبين بالسلاح لفرض حالة الغش بالقوة.
وشاهدنا أيضا شبابا وطلابا يحلون أسئلة الامتحان بدلا عن طلاب آخرين دون أن توجد لديهم بطائق وأرقام جلوس، وهناك طلاب يقدمون الامتحانات في مدارس الضالع وهم لم يدرسوا فيها، بعضهم من مناطق بعيدة وتتبع مديريات أخرى.
وثمة أشياء وجدناها مثل وجود تجمعات ومظاهر كبيرة وطوابير طويلة لسيارات وحافلات ودراجات نارية وجماهيرية تتجمع في ساحات وباحات المدارس التي تتوفر بداخلها مراكز الامتحان، كما لو ان هذه الساحات أصبحت عبارة عن فرزات أو مواقع لإقامة الفعاليات.
وهناك طلاب يرفضون الذهاب لأداء الامتحانات نتيجة أن آباءهم لم يعطوهم المبلغ المقرر عليهم دفعه للمراقبين، والكثير من أولياء الأمور ظروفهم المالية لا تسمح فهم لا يملكون أي مال يعطونه أولادهم.
الكثير والكثير شاهدناه يحدث في الضالع ورصدناه عبر صور تعكس مرارة الواقع الذي أضحى شاهد إثبات على مخاطر باتت تحوم حول مستقبل أجيالنا.. وعلى الخطر الذي بات يحدق بالمجتمع والوطن بأسره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى