> تعتريني الدهشة، ويصيبني الاندهال عندما أدت تلك السيول البشرية الجارفة التي تدفقت من كل حدب وصوب من جنوبنا الحبيب، للمشاركة في المليونيات التي شهدتها مدينة عدن، وإيضاً مليونية الضالع ومليونية المكلا، وأنا أقف بين تلك الحشود الضخمة أشعر وكأنني في الخيال، وأتساءل ما هذا؟ أيعقل حقاً ما أرى؟ لا لا أظنه فوتوشوب.
كم أنت عظيم أيها الشعب الجنوبي !!! بمجرد سماع هذا الشعب عن إقامة مليونية يهبُّ صوب العاصمة عدن تلبية لنداء الواجب غير عابئ بمشقة السفر ومكابدة الحر، وتكاليف المشاركة تواق إلى تحقيق مصيره واستعادة حريته، لا يعرف طريقا للسأم والملل، غير آبهٍ بالمؤامرة التي تحاك ضد قضيته، وشعاره:
إما فتحنا ثغرة للنور، أو متنا على ظهر الجدار، لا يأس تدركه معاولنا، ولا ملل إنكسار
لسان حاله يقول: يا موطني إني أعاهدك الوفاء عهداً له في كل درب مشهد
عهداً أسجله بأحرف من دمي ما دام لي نبض وقلب يشهد
شعبٌ ليس له مثيل في شعوب المعمورة بلغ ذروة المجد في نضالاته ووفائه لموطنه وشهدائه، شعب موقعه الاستراتيجي وخيراته الوفيرة هي سبب بلائه وشقائه وجعله محط أنظار الطامعين، لكنه لم يعرف عن هذا الشعب أنه خضع أواستسلم للأمر الواقع لأي طامع كان وعلى مدى الأزمان، فقد عُرف عنه البسالة والتضحية وبذل النفس الغالية رخيصة في سبيل التخلص من الظلم والتبعية.
فلكم الفخر يا أبناء الجنوب بانتماءكم إلى هذه البقعة من الأرض المتفردة بمزايا كثيرة.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أقبل رأس كل من شارك في مليونيات الكرامة ونيل الحرية.. وتحية للشهداء.
حسام جمال الليثي/ عدن