> جلال عبده محسن:

في كتب الإعلام ومناهجه بل هو الدرس الأول في الإعلام “إن الصورة لا تكذب” ونقل الصورة كما هي على الواقع من قبل هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك، صحيفة كانت أو قناة فضائية أو موقع إخباري لا يعني بالضرورة يعبر عن رأيها، بل هو مجرد في إطار السياسة الخبرية لتكون في متناول الناس على اعتبار إن وسائل الإعلام ما هي إلا مرآة للمجتمع.
وهو الأمر الذي يعزز من مصداقية هذه الوسيلة، وأن أي تضخيم أو تشويه أو دبلجة أو حتى تجاهل لتلك الصورة بخلاف ما كانت عليه على الواقع هو أمر يضعف من حرية الصحافة بشكل عام ومن مصداقية ومهنية تلك الوسيلة بشكل خاص، ليترك الأمر بعد ذلك للمواطن في التحليل والتعاطي مع الخبر بحسب تفكيره وخلفيته الثقافية والعلمية، ومن الزاوية التي ينظر إليها، وهي الرسالة الأساسية للإعلام في أن يقوم بتأديتها بمهنية خالصة وموضوعية خدمة للحقيقة وحق المواطن في الحصول على الأخبار والمعلومات والإلمام بالأحداث التي تدور من حوله عبر الوسائل الإعلامية المختلفة.
هذا ما هو موجود في نظريات ومناهج الكتب، أما الواقع يقول بأنه ومع إننا نعيش في عصر الديمقراطية وعالم الفضائيات والتكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات ومختلف أنواع التواصل الاجتماعي، فإنه من المؤسف أن الانقسامات الإيديولوجية والسياسية من قبل طرف سياسي معين،أو سلطة معينة تبدو هي الغالبة والمؤثرة على السياسه الخبرية كما يريدها صاحب رأس المال كما لا تريدها الأحداث على الواقع، والمتتبع لقناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين، ليس فقط عن كونهما قناتين رائدتين في العمل الإعلامي،بل وباعتبارهما مدرستان إعلاميتان في الوطن العربي لتعليم وتثقيف الإعلاميين لأصول وأبجديات العمل الإعلامي في تقديم الكلمة الصادقة بمهنية خالصة خدمة للحقيقة، ومع ذلك فالمواطن البسيط يدرك بإمكانياته وخلفيته الثقافية المتواضعة بأن كلا القناتين تتناول الخبر و فقاً للأحداث، ومن الزاوية التي تتفق والتوجهات السياسية لا المهنية لتلك القناة، وعلى سبيل الاستدلال ما يجري من أحداث في الوطن العربي، وإن كلاهما تتفقان بالتجاهل والتعتيم حول القضية الجنوبية وتداعياتها، كما تفعل قناة عدن الفضائية، وهي من تحمل اسم عدن والقريبة من الحدث، ومع ذلك تتجاهل تلك المليونيات في كل الساحات والميادين وفي العاصمة. صورة واقعية وليس بالضرورة أن تعبر عن وجهة نظر القناة الرسمية، بل على العكس فإن تجاهلها لذلك أمر يفقدها مصداقيتها أمام كل من يشاهد الصورة على الواقع ولسان حاله يقول : “الصورة أصدق أنباء من الخبر وفي حدها الحد بين الصدق والكذب”.