يا داخلنْ اليمن لا تَعْجَبَنْ .. وحكمة الأمام أحمد بن يحيى حميد الدَّين

> علي محمد زين الجفري:

> عزيزي القارئ لا تتعجل بإصدار حكمك، وملاحظاتك على كيفية، وهوية العنوان، هذه حكاية حقيقية دَّونها بعض المهتمين بأدبيات التاريخ في عدن، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وبعد أن غادر الأتراك صنعاء، وما أصعب تلك المواقف التي تُهزم فيها الدول، أو الرموز الحاكمة التي تتأجج أحلامها، وأفكارها بمعتقدات، ومقاصد ربما تكون صائبة، أو قد لا تلبي تيار تاريخ الأمم ومعطيات المراحل الجارفة، أرسلت تركيا بعثة صحفية إلى صنعاء تضم ثلاثة أفراد، مهمتهم مزودجة، تقصي الحقائق ومعرفة ما طرأ من مستجدات على الساحة اليمنية، وتفقد أحوال الأتراك المقيمين في اليمن، والتجسس على ما يمكن الاستفادة منه، فكان الخطأ الأكبر وقُصر النظر في هذا التخطيط عدم إجادة أفراد البعثة للغة العربية.
فما أن وطأت أقدامهم صنعاء سرعان ما أنكشف أمرهم، وتم إيداعهم السجن، أبلغ الإمام أحمد بن يحيى بذلك، وأمر بحبسهم، على أن يوافوه بنتائج التحقيق، مرت ليال وأيام مع بضع سنين، حتى أيقن هؤلاء الأتراك بأن مصيرهم مجهول، إذ لابد لهم من تعلَّم اللغة العربية من خلال اختلاطهم بالسجناء والسجانين، من هنا على ما اعتقد أمتزجتا الحكمتان، اليمانية والعثمانية في قالب واحد خنق الحريات، وفي ظل غياهب السجول المظلمة التي تتجاوز طبيعة وطاقة البشر، ومن خلال واقع هذه الحياة الاستثنائية، استطاع أحدهم أن يدَّون مذكراته الشخصية، وآخر عرَّجت به نفسه إلى عالم الشعر والأدب، ولكن ثقافته أقتصرت على محيط وضوابط اللهجة الصنعانية، إذ كانت القصيدة كما أوردناها نصاً وروحاً، كتابة ونُطقاً، وكما تداولها كثيرون حتى يومنا هذا في عدن، وفي التاريخ ما دُون واندثر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى