عدن.. مدينة كوزموبولتين

> د. أحمد سالم الوحيشي

> الذي لا يحب مدينته وأهلها لن يحب بلده ولا المعمورة.
ومن الحب لمدينتنا عدن أن نبحث عن مناقبها والتي من بينها أن عدن مدينة كوزموبولتين.
والمدينة الكوزموبولتين من ملامحها تنوع الناس الذي يرتادونها من أصول مختلفة، وكذلك أن تكون مدينة لها صلات واسعة بالعالم الخارجي ومند زمن بعيد.
كما أن أهلها يميلون إلى الحضر والمدنية أكثر، من طابع البادية والأرياف.
وصفات المدينة الكوزموبولتين كثيرة، يجتهد المتخصصون في تعددها، وأوجزنا البعض منها، ويمكن أن نظيف أن أهلها يتصفون بالتسامح الديني والثقافي والاجتماعي وغيرها.
ولا يستطيع السكان أن يقرروا أن الصفة الكوزموبولتينية تنطبق على مدينتهم بسهولة، فتلك مسألة تتحقق بفضل ظروف معينة، وتجارب تمر بها تلك المدينة، وبما ينعم الله عليها من صفات بأن تكون كذلك. ومدينة عدن هي كوزموبولتين بامتياز، فقد قدم إليها على مدى قرون وخاصة في القرن الماضية الآسيويون والأفارقة والأروبيون، وتعايشوا فيها ولقوا الترحاب من أهل عدن، فهناك حارة الهنود وحارة الصومال وحارة الطليان وغيرها.
إن ميناء عدن الذي حباه الله بتضاريس طبيعية ملائمة كان في منتصف القرن الماضي الثالث عالميا في حركة الملاحة الدولية و خلق لعدن صلات واسعة مع العالم.
وروح التسامح عند أهل عدن المسلمين تجسدت بتعايشهم مع اتباع الديانات الأخرى، وتشهد على ذلك الكنائس والمعابد لمن هم على ملة أخرى.
والحديث عن عدن أنها كوزموبولتين ليس لأننا نحبها فقط وإنما لأنها حقيقة ماتتميز به هذه المدينة.
كما أن حديثنا ليس للتغني بالماضي وإنما للتأكيد على المقومات التي تمتلكها عدن والتي يمكن أن تساعدها على النهوض نحو الازدهار الاقتصادي والاجتماعي والتقافي وغيرها، وذلك إذا ما استعاد أبناء عدن الثقة بأنفسهم وشحدوا الهمم لإظهار ما تملكه مدينتنا من مقومات لما فيه خير للمدينة ووطننا وشعبنا.
فهل نستطيع أن نستقيد من الصفات التي تتحلى بها عدن؟ آمل ذلك.
والله من وراء القصد

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى