يا تمام بالله خابر هل عادهم في ذكر حداد ؟

> علي سالم اليزيدي:

> كل واحد منا ينشد الأخبار الجميلة التي تطغى على ما يحدث من أخبار لا تسر النفس، نحن نبحث هنا عن الخبر اليقين ما بين فلان وعلان وليس ما نتلقفه أو نصطدم به على قارعة الطرق أو نجده مرميا في كيس لا ندري كيف جاء أو من أتى به.
الخبر اليقين عند تمام الأستاذ الصحفي والصديق والمكافح في صحيفة «الأيام» الغراء التي أسقطت دولة الظلم والاستبداد ونزعت غطاء الرأس عن الفساد والفكر الفاشي النامي الذي عبث بالبلاد سنوات طويلة وحولت الإنسان إلى ما يشبه ظاهرة الإقنان والتابعين التي سادت في روسيا ما قبل الثورة الروسية وجعل من هذه الثقافة هي السائدة لا يعلو عليها كلام أو خبر أو قلم مثقف أو صوت سياسي، كل له سقف وحدود في دائرة الحاكم الزعيم، و يا لسخرية الأقدار!! فمثلما تدور (التناطيح) طاح الزعيم القديم وكانت «الأيام» هي الركن الأبرز والحلقة الأولى التي تحملت هذه الضيم والظلم ودار الزمن وكانت بداية النهاية التي نشاهدها إلى اليوم.
بالله خابر يا تمام (هل عاد حد من بعد حد ؟ هل عادهم في ذكر حداد؟) هذا ما قاله شاعر الدان العبقري الراحل حداد بن حسن الكاف في سيئون الهادئة حفظها الله من كل شر.
وبعدما شاهدنا تلك الصورة في عمان عاصمة الأردن ظلت قلوبنا المعلقة ما بين عمان وعدن وسيئون وبيحان وبين هذا وذاك، ومثلما تحملت صحيفة «الأيام» الغراء قضية الجنوب ونقلتها إلى أبعد الحدود ولازالت تقوم بدورها الكبير في ما بيننا نحن الجنوبيين، ورفع المعنوية والأمل والحق، إذ لا يحتاج الأمر إلى ما يثار من لغط لربما نحن نحتاج أن ندخل من أبواب متفرقة وبآراء متنوعة، ولكنها تقف على قاعدة الحق الجنوبي وتنتصر لأبناء عدن ورأس العارة والمهرة، وإن تطاير الكثير من الأقاويل وربما هذا من واقع الحدث ومن الضرورة أن يحدث هذا فهو يضع الفكر السياسي لدى قادة الجنوب والقوى الشعبية الجنوبية وكل المنظمات المدنية في مواجهة جديدة وانتقال جديد لا يضعف الحق ولا الجنوب ولا أهله الشرفاء بقدر ما يدفع بالأمر خطوات أكثر جدية لا تقبل الرجوع إلى الخلف أبدا.
نعم هات الخبر يا تمام، يوم قالها شاعر الشحر صلاح جابر النوبي عندما أبدى رأيه في حادثة سياسية عام 1937م في سيئون صاح بالصوت:
عجبه في الصموار
عجبه عجب مافار
يا طابخين (التيي) مكسور البخاري
كيف الخبر ثم كيف ؟
عند تمام ما يتم، وعليه الكلام يقام ولنا الحق في نبش المخبى لأننا في حالة استنفار، كل آمالنا محلقة فوق السحاب ونحمل معها التضحيات والآلام وما قدمه شعب الجنوب وهي في مقدمة الأهداف داخل الجنوب وخارجها، وكما قال المثل الشعبي (وحقنا ما بايفوت يا مول تالي كوت) ومن هذه المفردات كان لابد من تبيان الأمور ولو بالقدر الذي يتساءل فيه رجل الشارع والمواطن المتطلع إلى أمل من واقع التضحيات والنضال الطويل للجنوب الذي كان ولازال لصحيفة «الأيام» الصحيفة العدنية الدور البارز الواضح، بل هي المفتاح والخيط الذي فرفر بحبات المسبحة كلها وسقطت الادعاءات والزعامات والافتعالات المزيفة وكل من امتلأ عقله بالطغيان واستصغار الآخرين، مع أن النار تأتي من مستصغر الشرر.. إنها «الأيام» ومفكريها ومثقفيها وكل مناصريها هي التي قطبت بحدة كل أركان الحكم الطاغي الباغي والذي اعتقده البعض بأنه الشديد الغليظ وأطاعه في الصباح والمساء (هات الخبر يا صاحبي والصديق) لأن «الأيام» مازالت تمثل عيوننا في الجنوب وبها تقرب المسافات ومنها ندخل إلى الخبر اليقين وهو ما قاله الشاعر حداد (با أسالك يا عاشور عن حال البلد بالله خابر هل عاد حد من بعد حد هل عادهم في ذكر حداد ؟) منين يأتي الكلام يا أستاذ تمام لأننا بغينا كلام (بانطرحه في قصعة عسل)، فنحن حاليا في نطاق الإحساس الكبير بعمق الجنوب، نحن شركاء جميعا في الشارع أو في النادي وكل من يقف معنا نحو الحق العام الذي لا ينام ولا يسقط وبالسياسة نحن ندخل قليلا بتلطيف الأجواء من خلال ما نراه يعزز حقوقنا ولا يبعد كثيرا عن آمالنا وتطلعاتنا ومستقبل أبنائنا في الجنوب، قالها شاعر الدان الحضرمي الفذ أبو حامد حداد بن حسن :
يسقونك الا طائفي * قطرة قفا قطرة
مولاك متعزز بحث لك داخل الهلاس
وأطرحك في قصعة عسل
والله لا يمسك يا ذا الغصن شي طين
وهذا ما يعني أن طين الجنوب غالٍ علينا وبانطرحه في دفوف العين وقصاع العسل وإن طال السفر والتعب والانتظار، وهات يا تمام شي خبر واحتكم للكلام وفنونه والباقي يفهمه أستاذنا نجيب الحبيب .. والله من وراء القصد.
---------------------------------
* طائفي : أفخر انواع ماء الورد .
* الهلاس : مشتل خاص ثمين .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى