> تشرفت كثيراً في الثامنة من مساء السبت، 21 يونيو، 2014م باتصال القاضي فهيم عبدالله محسن الحضرمي العدني، رئيساً محكمة استئناف عدن رئيس منظمة (تجديد للتمنية والديمقراطية)ووجه لي الدعوة للشاركة في ندوة (تجديد) التي تقرر تنظيمها صباح الخميس 26 يونيو 2014 م بمقر نادي رجال المال والأعمال بخورمكسر (عدن) وعنوانها (قطاع المال والأعمال شركاء في صناعة القرار) بذلك يجد القاضي فهيم شرعية (جماعة الضغط) Paessure Groups وهي منظمات المجتمع المدني،ولا خير فيها إن لم تكن جماعة ضغط.
تعود بنا (تجديد) إلى فجر الحضارة الإنسانية لأن (السياسة) جذورها إغريقية لاتينية فالأصل Polis وتعني (المدينة) في إشارة واضحة إلى دولة المدينة (عند الإغريق ودخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوسع الأبواب عند دخوله يثرب) وسماها (المدينة) وأقام بها (دولة المدينة) بالوثيقة السياسية الشهيرة، وتندرج في إطار الحقوق والواجبات وكل الاصطلاحات اللاتينية لمفردة (السياسة) وتدور في فلك السياسة والدولة المدنية وأدواتها ومخرجاتها (الدستور/ الحكومة / الدولة / السيادة .. الخ).
والسياسة في الإسلام من (ساس) و(يسوس)، أي القيام بأمور الناس وتدبير أمور الناس بما يصلحهم، والذي يقوم بالمهمة يسمى (سائس) وتجمع على (ساسة) وهناك من رجال الدين الذين يجاهدون ليس في سبيل الله وإنما في سبيل الحكام في قصورهم وإرهاب الرعية بطاعة ولي الأمر في حين أن الشرع ألزم المسلمين “... فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول...” (النساء: 59) وورد في صحيح السنة “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
منظمة (تجديد للتنمية والديمقراطية) تعلن وبالفم المليان عن الحاجة الماسة لشراكة حقيقة مدونة مع القطاع الخاص في صناعة القرار في الشأن الاقتصادي، والقطاع الخاص يمثل شريحة كبيرة من المجتمع تمثل النجارين والصناعيين والخدميين والسياحيين الذين يعملون ...من خلال مؤسساتهم بمختلف معاييرها: مؤسسات كبيرة / مؤسسات متوسطة/ مؤسسات صغيرة/ مؤسسات متناهية الصغر (Micro enterprises ) والأخيرة تمثل وعاء كبيراً للشباب في ظل عدم توفر فرص العمل لهم مع الدولة ومحدودية الفرص مع القطاع الخاص المكبل بالقيود حتى لا ينطلق، وهي غاية أعداء النجاح من داخل السلطة (الذين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب).
(تجديد) تريد ان تقول لم إشراك الساسة، حيث تستحوذ الأحزاب (حاكمة أو ائتلاف أو في اختلاف) على كل الموارد وخلق مسارب لها تحت مسميات عديدة ومتنوعة هدفها هدر الموارد وهدر الوقت وهدر المورد البشري الذي قامت عليه تجارب عملاقة في شرق آسيا (اليابان، تايوان، كوريا الجنوبية، فيتنام وماليزيا وسنغافورة وغيرها).
(تجديد) تعود بنا إلى فجر الحضارة الإنسانية بقيام دولة المدينة. وأصول كلمة (سياسة) تخدم (تجديد) كثيراً ولذلك نحتت لنفسها كلمة (تجديد) بدلاً أو بديلاً من (تقليد) وتعود بنا (تجديد) إلى عدن المدينة أو المدينة الدولة “ CITY STATE ” تعود بنا (تجديد) إلى أيام دولة النظام والقانون.. دولة الدوام المكتبي الذي كان يبدأ من الصباح الباكر حيث كانت المتاجر تفتح أبوابها قبل الشروق بأكثر من ساعة (والدنيا غدرة)، (تجديد) ممثلة برمزها القاضي فهيم عبد الله محسن الحضرمي العدني تعيدنا إلى رمز القانونيين الشيخ محمد عبدالله المحامي ومحمود لقمان وبابو هنده وإلى زمن التجار باشنفر وباعبيد وبازرعة وشماخ وباجرش والعمودي وغيرهم الذين كنا نراهم في عصريات الجمعة في حديقة الكمسري في الشيخ عثمان مع أولادهم وهم يجلسون القرفصاء وعلى رؤوسهم كوافي بيضاء، وهم متحلقون حول السماور الحضرمي والأكواب الصغيرة. تعيدنا (تجديد) إلى زمن الإبداع عند قانونيين أمثال محمود لقمان (رجل الصحافة والشعر وخاصة المنولوجات)وإلى الشيخ محمد عبد الله (والد طارق) كما روى لي شيخ الصحفيين الأستاذ سعيد البريك (أطال الله عمره ومتعه بالصحة) بأنهم كطلاب فقراء غير قادرين على دفع الرسوم المدرسية “كنا نقف أمام مكتب الشيخ محمد عبد الله ويدفع لنا جميع الرسوم ويخرج بعد ذلك يسأل: خلاص ما عاد باقي طلبة فقراء؟”.
خروج (تجديد) لتكريم عمال البيئة وإعادة العمل بنظام الكاميرات لرصد السيارات المسرعة وتحمل أحد رجال البر والإحسان كلفة البطاريات لأن وزارة الداخلية (وزارة الترب) فقيرة ولا تستطيع إلى ذلك سبيلاً.. فأقيموا على هؤلاء القوم مأتماً وعويلا، وآخر خروج لها من أجل إشراك القطاع الخاص في بناء القرار.
أهلاً بـ(تجديد) خلفاً للسلف الصالح من رجال القانون وأهل البر والإحسان في عدن إلى جانب كل الخيرين في مختلف المجالات، وسنجد (تجديد) أن قاعدتها الاجتماعية تتسع يوماً عن يوم.
أهلاً بـ(تجديد).. أهلاً بالقاضي فهيم.. أهلاً بكل جديد.