> تواصل معي عدد من الأعزاء من أبناء عدن المقيمين في صنعاء بأن استطلاع (عدن مكبات المواليد) الذي أجرته «الأيام» في العدد (5738) الصادر يوم الثلاثاء 3 يونيو 2014 أثار استفزاز أبناء عدن في صنعاء، وأن الاستطلاع أبرز صورة مشوهة لعدن.. فقلت لهم: قراءتي للموضوع غير هذا وذلك بقراءة هادئة للموضوع وخلفياته للوصول إلى النتائج السلمية بوضع الحقائق نصب أعيننا في ظل الواقع المشوه الذي عشناه ولانزال نعيشه، وفي تلك الحقائق:
إن عدن في الجغرافيا والتاريخ مساحتها 75 ميلاً مربعاً (أي لاتزيد عن 132 كيلو متر مربع).
إن عدن هي سيدة موانئ الجزيرة والخليج من حيث مدنيتها ومنظمات المجتمع المدني فيها والحس القومي والإسلامي الرفيعان فيها.. خذ مثلاً (الاستقبال الشعبي العارم للمجاهدين الفلسطينيين عام 1936 واستقبال الزعيم العريف المغربي عبد الكريم الخطابي عام 1945م والذي ذكره القمندان في قصيدته "البدرية" (ذل في الريف لها عبد الكريم أمرها هيهات) وتنظيم الحفلات الغنائية وقدم ريعها لثورة الجزائر، والفضل في ذلك للرابطة وملهمها محمد علي الجفري.. والفن في خدمة الثورة كان الشعار الذي فعله عبد الله هادي سبيت ليخلق بذلك توأمة عدن ولحج باعتبارهما حاضرتين مدنيتين.
إن محمد علي باشراحيل صاحب "الرقيب" التي أصدرها في العام 1955م (نصفها الأيمن بالعربية ونصفها الأيسر بالإنجليزية) وانفصل الجزء العربي في 7 أغسطس 1958م وحلت محله "الأيام"، فيما انفصل الجزء الإنجليزي وحلت محله صحيفة الـ "ريكوردر"، ومنذ ذلك التاريخ (والأرشيف موجود)، وعلى مدى (60) عاماً لم يصدر استطلاع بعنوان (عدن مكبات المواليد) إلا في 3 يونيو 2014، في ظل قوم يأجوج ومأجوج، قاتلهم الله.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن حيتان صنعاء ترسل أولادها وبناتها إلى عدن للجلوس للامتحانات لتيسر لهم الغش.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن هناك قوائم في أبناء حاشد بن همدان وبكيل بن همدان يذهبون للدراسة الجامعية في دول الغرب الأوروبي والأمريكي على أنهم من أبناء عدن.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن هناك مخطط إجرامي يستهدف متنفسات ومعالم وآثار عدن ومنظمات المجتمع المدني في عدن تحاول جاهدة الوقوف في وجه ذلك المخطط، وسينصرم الله، وكأنهم قوم بدر الفئة القليلة التي هزمت الفئة الباغية.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن هناك مراقص ليلية بعدن أصحابها معروف من أين أتوا، ومعروف من الذي يحميهم، ولاداعي للمراهنة.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن حبوب الهلوسة والمخدرات يستوردها ضباط من شمال الشمال عبر منافذ بحرية في عدن منها "ميناء أو منفذ عبد العزيز" ويروجها لهم بلاطجة من أبناء عدن يرعاهم زبانية وعرابدة حاشد وسنحان في عدن.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن سكان عدن يتجاوز المليون ونصف المليون نسمة، أي أن هناك أكثر من (600) ألف نسمة وافدون على عدن من الجنوب والشمال وشمال الشمال، ولكم أن تتصوروا تبعات هذا التدفق وهي في جلها سلبية وسلبية قاتلة.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن أبناء هذه المدينة أصبحوا غرباء منذ 30 نوفمبر 1967م، وكانت الحياة مقبولة في حدها الأدنى، ولكن أصبحوا منبوذين ومقصيين منذ 7 يوليو 1994 السيئ الذكر، وأصبحت المحافظة "دار دعارة" ولامؤاخذة في السنوات الثلاث الأخيرة وشمال الشمال لايزال قويا في عدن.
يا أبناء عدن أنتم سادة العارفين أن الحوامل سفاحا من كل المحافظات الشمالية يفدن إلى عدن للاستفادة من مكبات المواليد فيها.
ثقوا يا أبناء عدن أن وراء ذلك الجنبية والعسيب وحاشاه صاحب الرقيب.. عدن مكبات نفايات زناويهم وهكذا أفهموها.