الرئيس ومخاطر الإصلاح

> أنور أحمد صالح:

> لأول مرة في تاريخ الإرث السياسي الرئيس ومخاطر الإصلاح يترأس اليمن شخص من أصل جنوبي ومن خارج قبيلة حاشد الزيدية الكبرى وهو الأخ هادي، الرئيس التوافقي والمدعوم أقليمياً ودولياً بعد سقوط النظام السابق،ويدير عملية الانتقال السياسي وفق ما جاء في المبادرة الخليجية وبحماية قرار مجلس الأمن تحت الفصل أو البند السابع، وهذا يعني التدخل الدولي المباشر.
وعليه يتأمل الأخيار أن يتمكن الأخ الرئيس من تحمل مسؤولية الرئاسة الفعلية، وليس الرئاسة الإلكترونية المبرمجة في إدارة شؤون البلاد بحكمة وحنكة وبقدرات وإمكانات القائد السياسي المدني وليس العسكري لأن بناء الدولة العصرية الحُرة بحاجة إلى العقلية والنفسية المدنية المواكبة للتطورات والمتغيرات والمتطلبات الإقليمية والدولية من أجل إقامة دولة النظام والقانون، وبالتأكيد فإن عملية الإصلاح والتغيير معقدة وخطرة في ظل الوضعية السيئة لليمن والتحديات الجسام الداخلية والخارجية مما يتطلب ودون شك التضحيات، بما فيها حياة الزعماء، وكما أثبت هذه الحقيقة المقولة الشهيرة والحكيمة للأخ علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي الأسبق التي أطلقها في إحدى لقاءاته مع التربويين بعد الوحدة حيث قال وبالنص الصريح: “نحن في اليمن أي رئيس يفكر في إصلاح البلاد يقرح رأسه”، وهذه المقولة الواقعية أثبتتها الدلائل التاريخية بصور الدورات الدموية المتتابعة لأنظمة الحكم في اليمن شمالاً وجنوبًا وسقوط رؤوس الحكم.
ولذا فإن ما تواجهه رئاسة الحكم من مخاطر الإصلاح وتداعياته المخيفة يستلزم الوقاية والحماية من مؤامرات كمحاولة الفساد ال يّرسة والعلنية والبحث عن مكان آمن ومستقر مثل مدينة عدن الحضن الدافئ والمأمون والمكان الوحيد المناسب للتواجد الرئاسي، فهي العاصمة الجنوبية سابقاً ولاحقاً، ولا بد من الأخذ بنصيحة (أبو جمال) رفيق الدرب... (ورمضان كريم)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى