إلغاء الامتحانات الوزارية واجب وطني وديني

> لم تعد الامتحانات الوزارية مقياساً حقيقياً لمستوى الطالب بقدر ماهي اليوم نوعاً من العبث وذلك لإدراك الجميع أنها تقليدية وليست جدية والدليل يؤكده الواقع العملي من غياب للطلاب الذين أيقنوا أن حضورهم إلى الفصول الدراسية لايسمن ولايغني من جوع مادامت الإجابة عن أسئلة الامتحانات ليست من واجبهم ولا من صلب مهامهم، بل تقع على عاتق القائم على مكتب التربية أكان مديراً عاماً، أو المكتب في المديريه أو الثانوية ويليهم الأهالي والأصدقاء.
ومما لاشك فيه أن الامتحانات الوزارية هضمت الطالب المتفوق وقتلت فيه روح الاجتهاد والبحث والمثابرة وعلمته الإهمال وغرست في النفوس القناعة التامة أن الامتحانات هي إهداءات وامتيازات للنوام والكسالى ولكل من اعتادوا الترقيع في سنوات المراحل السابقة للنقل توجّت اليوم بهذه الخطوة التكميلية التي هي بمثابة سفينة نوح؛ كونها السبيل الأمثل والأيسر للنجاة، ولولاها لحدث الفرق الأكيد وهاهي اليوم قد توجت أيضا بمهازل وتسريبات وماخفي كان أعظم.
وزير التربية اجتهد لطرح أكثر من نموذج للأمثلة ظناً منه أن هذه الخطوة ستكبح الجماح، وعززها بضرورة إلزام الطالب بالدوام ولو الفصلي وللتشجيع اعتمدت 20 %، لكن للأسف هذه الجهود ذهبت هباءً منثوراً، فالأمور ظلت على حالها، بل وبدأ جدياً أن هناك تنافساً ملحوظاً بين مدراء العموم في المحافظات، ومدراء المكاتب في المديريات ومدراء المدارس والثانويات، والأهالي لتقديم كل التسهيلات من يدالعون، بل ذهبت إلى درجة تجاوزت تقديم الحلول والإجابات الجاهزة إلى الطالب وهو مستريح في فصله وعلى كرسيه، بل وصل إلى الحد الذي جلس فيه ولاة الأمور للقيام بهذه المهمة وترك المجال لتبادل الزيارات والخبرات بين المدارس والثانويات للتحقق من الإجابات في بعض المحافظات إن لم يكن جميعها وصرنا نسمع عن حظوظ المدرسة الفلانية أو الثانويه لأن بها ابن فلان وعلان من شخصيات هامة او من ذوي الدفع المسبق لتأمين النجاح المحقق وشخصياً أعربت لبعض المشرفين عن رغبتي في كتابة موضوع بعنوان (إلغاء الامتحانات الوزارية واجب وطني ومتطلب مهني وديني) فوجدت المباركة الشديدة منهم. إن كان الوزير الحالي حريصا على مايخدم الصالح العام، فالدراسة النظامية حتى إتمام الثانوية العامة سيعزز ثقة المجتهد بنفسة وسيجبر الآخر على القراءة والاجتهاد وستكون المخرجات أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.
عفاف سالم/ عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى