الجامعة الرمضانية

> إعداد:ماجد علي

> عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم -صبيحة عاشوراء- إلى قرى الأنصار ( من كان أصبح صائما فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه ) فكنا نصومه بعد ذلك، ونصوم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه، حتى يكون عند الإفطار. مختصر صحيح مسلم (615)
بهذه القصة التي نقلت لنا عن تربية الأولاد على هذه الطاعة يتبين لنا شيئا عظيما، وهي تربية الأولاد على الأصول الصحيحة في التعلق بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. فإن الآباء والأمهات يقومون على تربية أولادهم بكل الطرق الممكنة حتى يكونوا صالحين، فهم تلك الثمرة التي كانت بعد الزواج، وهم المطلب الغرائزي للمحافظة على النوع. والناتج الطبيعي لتلك العلاقة الموثقة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولذلك يفتح الطفل عينيه وذهنه على تلك القوتين العظيمتين الأم والأب من التوجيه والتعليم والتربية، وعندما يحاولان منعه من شيء فيكون التلويح بالعقاب المادي كالضرب، والمعنوي كالحرمان من المصروف اليومي أو ما يحب، والنفسي بالتوبيخ، والتقليل من وضعه وعقله.
ولكن المسألة في رمضان تختلف، فهما يمنعانه من الطعام والشراب خلال النهار إلى غروب شمسه وهما بالأمس يعتريهما الغضب والاستنكار لعدم إقباله على الطعام والشراب، ولا بد من مبرر لذلك فيسمع منهما لفظ الجلالة بكل خوف وخشوع: الله أمرنا بذلك، ويرى مكان ذلك الغضب تودد ولعب وحمس حتى يشعر الطفل بقرب والديه منه أكثر من كل وقت، فيستشعر الولد بتلك القوة التي هي أقوى من الآباء والأمهات، فيشعر أن أبطال الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم، فيهم الرقة والعذوبة، ثم تتجلى له أسمى صور الاتحاد بين الآباء والأمهات في كلمة واحدة وهي أمره بالصيام طاعة للرحمن عز وجل بعد أن كانت الأمهات تخالف رأي الآباء، وترى اجتهادهم في الأوامر التي يطلقونها خطأ، ويستنكر الآباء قرار الأمهات فيقومون بكسره لأنهم لا يروا فيه قوام التربية إلا في هذا الشهر الكريم الذي تتحد فيه الكلمة على عبادة رب العالمين من الطرفين، ويستشعر بتلك الفطرة الربانية القيمة الحقيقية التي وصل إليها مع والديه لتكون تلك الكلمة لفظ الجلالة "الله" وبيان رسالتي رسوله صلى الله عليه وسلم أول ما يشاهد فيه الأطفال ضعف السلطة الأبوية والاتحاد في التربية فيعلم أن الله فوق الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى