«الأيام»..ترصد أصداء تداعيات الوضع في عمران ..أجواء قلق وتوتر وموجات نزوح إلى صنعاء

> عدن «الأيام» متابعات:

> تعيش العاصمة اليمنية صنعاء أجواء قلق ومخاوف وإجراءات أمنية متزايدة، إثر تداعيات الأحداث التي شهدتها محافظة عمران (50 كيلومتر شمال صنعاء)، وتدفق موجات من النازحين إليها منذ اندلاع المعارك وسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على المدينة.
ووفقا لإحصائيات الهلال الأحمر فإن قرابة 10 آلاف أسرة نزحت من محافظة عمران، وأن نصف العدد عالقون، وأطلقت نداء استغاثة عاجل لتقديم مساعدات إنسانية للمتضررين جراء الأحداث.
وعبر ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو عن بالغ قلقه إزاء التصعيد الأخير للنزاع في محافظة عمران.. حاثا كافة الأطراف على احترام اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سلمي لمظالمهم، والسماح بإيصال المساعدات إلى جميع المحتاجين من السكان.
وقال كلاو في بلاغ صحفي وزعه أمس على وسائل الإعلام من نيويورك: "لقد تسبب العنف خلال الأيام القليلة الماضية في نزوح آلاف الأسر، وأضرّ بالكثير من الأسر الأخرى.. في حين أفادت تقارير عن مقتل أكثر من 200 شخص مدني، بينهم نساء وأطفال، وأن آلاف الأشخاص أصبحوا محاصرين داخل مناطق النزاع وغير قادرين على الفرار من القتال الدائر في مدينة عمران".
وندد المسؤول الدولي بما شهدته عمران من استيلاء على الأصول الإنسانية، واستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات، وقال: "لقد أزعجتنا تلك الممارسات للغاية، ولا يُقبل أي عذر عن الهجمات المباشرة التي تستهدف البنية التحتية المدنية أو الأصول الإنسانية".
وأضاف: "هناك قيود على حركة المساعدات الإنسانية بسبب القتال الدائر والحواجز وغير ذلك من المعوقات"، موجها الدعوة إلى جميع الأطراف إلى "تسهيل وصول وكالات الإغاثة إلى المدنيين، وحماية واحترام الأعمال والممتلكات الإنسانية وموظفي الإغاثة في جميع الأوقات لضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الضعفاء الذين هم في أمس الحاجة إلى تلقي المساعدات الإنسانية".
وشن الطيران الحربي اليمني فجر أمس الأربعاء غارات كثيفة على مواقع سيطر عليها مسلحون أمس الأول الثلاثاء في مدينة عمران، واستهدفت الغارات تجمعات مسلحة في عدة مبانٍ حكومية ومواقع جبلية عسكرية، وأسلحة ثقيلة كانت في طريقها باتجاه منطقة ريده شمالا، وفقا لي (بي بي سي).
وسقط أمس الأول الثلاثاء اللواء 310 مدرع وقتل قائده العميد حميد القشيبي، وفقا لمصادر مختلفة بينها الموقع الرسمي لجماعة (أنصار الله)، فيما لم تعلن المصادر الرسمية مصيره، ووفقا لمصادر غير رسمية فإن اللواء يضم ترسانة عسكرية هائلة تشمل قرابة 45 دبابة و 15 قاعدة كاتيوشا و60 مدرعة والكثير من المخازن، ونحو 100 طقم.
وعقد أمس بصنعاء اجتماع للمنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في اليمن برئاسة وكيلي وزارة التخطيط والتعاون الدولي لقطاع الدراسات والتوقعات الاقتصادية الدكتور محمد الحاوري والتعاون الدولي عمر عبد العزيز عبد الغني.
شدد الاجتماع على تضافر الجهود الإنسانية ودعم ومساندة جهود الحكومة للتخفيف من معاناة النازحين من عمران جراء الأوضاع الإنسانية الصعبة التي خلفتها المواجهات المسلحة.
وتباينت المواقف عقب سيطرة جماعة (أنصار الله) على المدنية.. ونفى اللواء محمد صالح شملان محافظ محافظة عمران أنباء تناقلتها وسائل إعلامية اتهمته بالتفاوض مع جماعة (أنصار الله) لتسليمهم عمران دون مواجهات مسلحة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن المحافظ شملان نفيه، موضحا أنه وصل إلى محافظة عمران قبل 13 يوما والحرب قائمة في المحافظة.
وقال الكاتب منير الماوري إن خطة أعدت منذ أشهر لتمكين جماعة (أنصار الله) من الدخول إلى صنعاء في يوم 7 يوليو، وهو اليوم الذي يصادف ذكرى الحرب على الجنوب ودخول قوات الجيش إلى عدن.
وقال الماوري: "وصلتني معلومات من ضباط وطنيين في وزارة الدفاع كشفوا عدة أسرار خطيرة وخطة معدة منذ شهور كانت تقتضي دخول الحوثي إلى صنعاء في 7 يوليو، انتقاما لعدن التي تم اقتحامها في التاريخ ذاته، وجرى تعديل الخطة وإرجائها إلى يوم 17 يوليو ذكرى صعود الرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الحكم في العام 1978م".
واتهم الماوري أحد الضباط برتبة عميد، لم يذكر اسمه، وقال إنه يتحفظ على اسمه بالتنسيق مع الخطة بين قيادات حوثية ومسؤولين في وزارة الدفاع، حسب زعمه.
وأشار إلى إيصال ضباط ينتمون إلى الحرس الثوري وحزب الله من مطار صنعاء بسيارته الحكومية رأسا إلى مواقع (أنصار الله) في عمران.
ودعا رئيس كتلة الإصلاح في مجلس النواب زيد الشامي حزبه إلى الانسحاب من الحكومة عقب الأحداث التي شهدتها محافظة عمران، وانتهت بسيطرة جماعة (أنصار الله) الحوثيين على المدينة ومقر اللواء 310 واستشهاد قائده.
وقال الشامي: "نظراً لتخاذل الدولة عن القيام بواجباتها في حماية جنودها ومواطنيها، واستباحة دماء وأعراض وأموال الشعب اليمني من بعد مؤتمر الحوار الوطني وحتى الآن بحجة أن الإصلاح مشارك في الحكومة وهو المتضرر من انهيار الدولة، فإني أوجه دعوة عاجلة لقيادة الإصلاح إلى الانسحاب من الحكومة".
وطالب حزبه ـ في منشور في موقع التواصل الاجتماعي ـ بتحميل الرئيس عبدربه منصور هادي والأحزاب السياسية ورعاة المبادرة الخليجية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر كامل المسؤولية، داعيا إياهم إلى إيقاف سفك دماء اليمنيين وصيانة أعراضهم والمحافظة على أموالهم وحرياتهم وحقوقهم.
وقال: "إنه لا يشرف الإصلاح أن يُتخذ ذريعة لإشاعة الفتنة وتقويض الدولة.. وسيظل داعماً لكل جهد يبني دولة النظام والقانون ويحقق العدالة والمساواة، ويوقف نزيف الدم اليمني المسلم والغالي".
واستحضر الناطق الإعلامي لجماعة (أنصار الله) علي البخيتي ذكرى حرب 94 التي جاءت متزامنة مع سقوط عمران، وقال: "إن عشرين عاما بالتمام والكمال كانت كافية لتدور عجلة التاريخ دورتها الكاملة على حلفاء 7 / 7 الذين دخلوا الجنوب بدباباتهم، وتسقط منطقتهم التقليدية التي انطلقوا منها وعبرها للسيطرة على الشمال ومن ثم الجنوب".
وقال القيادي في الجماعة: "قبل عشرين عاماً تحالف الرئيس السابق صالح مع الإخوان المسلمين والجهاديين العرب وانقلبوا على اتفاقية دولة الوحدة، لم يكن هذا الانقلاب وليد لحظته، أو نتيجة ظرف طارئ أو انفجار حرب بين جيش الشمال والجنوب، بل كان مخططاً له منذ اليوم الأول لإعلان دولة الوحدة، فبحسب مذكرات رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح - حزب الإخوان المسلمين في اليمن - الشيخ عبدالله الأحمر نفسه فإن النية كانت مبيتة للانقلاب على الوحدة منذ يومها الأول".
واستطرد في قائلا: "يتذكر الكثيرون مشاهد دخول الدبابات والمجاهدين والجهاديين العائدين من أفغانستان المدن الجنوبية واقتحامهم لعدن في 7 / 7 / 1994م، وكيف استبيح الجنوب بعد هذا التاريخ أرضاً وإنساناً، بعد أن استبيح الشمال قبله لعقدين من الزمن، ولم تمر إلا 3 أعوام من انطلاق الثورة الشبابية إلا ووصلت الثورة إلى عقر المربع الجغرافي التقليدي، فسقطت أغلب مناطق حاشد في يد قوة "أنصار الله" الحوثيين، مستغلين الظلم الذي لحق بأبناء حاشد، فتحالفوا مع أبناء القبائل وأسقطوا أمبراطورية الخمري، وكان الدخان المتصاعد من منزل الشيخ الأحمر إعلان عن زمن جديد ليمن جديد".
وقال: "يبدو أن التاريخ أبى إلا أن يبعث برسالة معنوية أيضاً، فتاريخ سقوط عمران هو نفسه تاريخ سقوط عدن، والفارق عشرون عاماً بالتمام والكمال، وكأن عدن الجريحة منذ تلك اللحظة أرادت أن تقول لمن أفتى بجواز قتل نسائها وأطفالها واقتحمها في عام 94م: لا تأمن من مكر التاريخ، فنهاية الظالم قريبة".
إلى ذلك رصدت "الأيام" مواقف متعددة محلية وإقليمية ودولية حول الأحداث التي شهدتها محافظة عمران، وأصدرت اللجنة الأمنية العليا بيانا أشارت فيه إلى تطورات الأوضاع.. مشيرة إلى قيام جماعة (أنصار الله) بالمهاجمة والاستيلاء على المصالح والمرافق الحكومية والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة ومنها إدارة أمن المحافظة وإدارة شرطة السير وفرع قوات الأمن الخاصة وغيرها من المصالح والمؤسسات والمرافق التابعة للدولة، ونهب محتوياتها ومعداتها والسيطرة على معسكر اللواء (310) مدرع.
واتهم البيان جماعة (أنصار الله) بنقض اتفاق مبرم قبل أن يجف مداده وقامت باقتحام معسكر اللواء (310) مدرع ونهب الأسلحة والمعدات والآليات الموجودة في المعسكر وقتل أعداد من الجنود والأفراد والضباط.. وفقا للبيان.
وطالبت اللجنة الأمنية العليا جماعة (أنصار الله) بإخلاء المرافق والمصالح الحكومية والمقرات الأمنية والعسكرية والخاصة التي تم احتلالها وخروج كافة العناصر المسلحة من مدينة عمران ممن هم من غير أبناء المحافظة، وإعادة كل المنهوبات التي تم نهبها من مقرات الدولة ومعسكراتها بالمحافظة والحفاظ على حياة القادة العسكريين والجنود الذين أسرتهم الجماعة.
وحمل بيان اللجنة جماعة (أنصار الله) الحوثيين وقيادتها المسؤولية عن سلامة قائد اللواء 310 وجميع الضباط والصف والأفراد والمواطنين وممتلكاتهم.
كما حملت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في محافظة عمران والمناطق المحيطة بها جماعة (أنصار الله) الحوثيين كامل المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة، وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن.
وأشارت إلى اتفاق أبرم مع قيادات في جماعة (أنصار الله) نص على أن تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310، فيما تنسحب جماعة (أنصار الله) من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة مقابل الخروج الآمن للواء وقيادته.. واتهمت (أنصار الله) بنكث الاتفاق وعدم التزامهم به وقيامهم بمهاجمة معسكر اللواء 310 وارتكابهم أعمالا مروعة زادت من تأجيج التوتر والاقتتال وترويع المدنيين.
وأعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هيو روبرتسون ـ في بيان أصدرته الخارجية البريطانية أمس ـ عن مشاطرته للمخاوف التي أبداها المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن جراء استمرار أعمال العنف في عمران.
وقال: "إنني قلق للغاية من تقرير منسق الشؤون الإنسانية في اليمن .. ونعبر عن تعاطفنا مع سكان مدينة عمران وأسر الضحايا الذين عانوا جراء هذه الهجمات".
وأضاف الوزير البريطاني قائلا: "وإذ تؤكد الحكومة البريطانية دعمها الكامل للحكومة اليمنية وتحث كافة الأطراف على سرعة وقف الأعمال العدائية والالتزام بالاتفاقيات المبرمة فإننا نذكر بأن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 واضح في مسألة دعم المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن، وكذلك في مسألة اتخاذ إجراءات ضرورية ضد أولئك الذين يرغبون في إعاقة مستقبل اليمن".
واعتبر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني ـ في بيان أصدرته الأمانة العامة لمجلس التعاون أمس ـ أن جماعة (أنصار الله) الحوثيين تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في مدينة عمران، وما يتعرض له مسار التسوية السلمية في اليمن من تعطيل يهدد مسيرة الانتقال السياسي السلمي، والتي بذل الشعب اليمني بكافة قواه والمجتمع الدولي الكثير في سبيل إنجاحها، بهدف الوصول باليمن إلى بر الأمان.
وطالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي المجتمع الدولي بالوقوف مع اليمن شعبا وحكومة في هذه الظروف الأمنية الصعبة التي يواجهها، خصوصا أن اليمن يتعرض لحرب معلنة يقف وراءها فكر متطرف وقوى تسعى لزعزعة أمنه واستقراره، وإفشال مسيرة الانتقال السياسي السلمية.. مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون مع أشقائها في اليمن في كل ما يحقق أمن اليمن واستقراره ووحدته.
كما تلقى رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي فجر أمس اتصالا هاتفيا من أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، أبلغه فيه إدانة مجلس التعاون الخليجي لعدوان جماعة (أنصار الله) الحوثيين على محافظة عمران، وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية إلى التهدئة ووقف إطلاق النار، وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية.
وشدد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية على ضرورة عودة جماعة (أنصار الله) الحوثيين إلى محافظة صعدة وتجنب التحدي والغرور، باعتبار ذلك مرفوضا من اليمن والمجتمع الدولي.. وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية سبأ.
كما تلقى الأخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اتصالا هاتفيا من مجلس الأمن الدولي كلف به مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بنعمر، أكد فيه إدانة مجلس الأمن لما قامت به جماعة (أنصار الله) الحوثيين من مهاجمة مدينة عمران والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة، بالإضافة إلى ترويع المواطنين الآمنين وعدم الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار والتهدئة.
وأوضح بنعمر أن مجلس الأمن يعتبر أن ذلك العدوان "يمثل خروجا سافرا على مخرجات الحوار الوطني الشامل، ويتناقض ذلك مع الاتفاقات المبرمة من خلال اللجنة الرئاسية، والمساعي الحميدة والوطنية التي يبذلها الرئيس عبدربه منصور هادي من أجل تجنيب البلاد ويلات التعصب المناطقي أو المذهبي أو الجهوي، وحقن الدماء البريئة".
وبين بنعمر أن "مجلس الأمن يحمل جماعة (أنصار الله) الحوثيين المسؤولية الكاملة عن ما يترتب على ذلك، وضمان الممتلكات الحكومية العامة والخاصة، وإعادة جميع المعدات والأسلحة، وعدم العبث بمقدرات الوطن الأرض والإنسان .. كما يحملهم المسؤولية كاملة عن أي تعارض لذلك، وستكون جماعة (أنصار الله) الحوثيين هي المسؤولة عن كل ما جرى، وستحاسب على كل ما ارتكبته".
وأكد على "ضرورة عودة جماعة (أنصار الله) الحوثيين الذين هم من خارج المحافظة إلى محافظة صعدة مع ترك الأسلحة والمعدات وكافة الممتلكات العامة والخاصة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى