تقارب مؤتمري إصلاحي يهدد بانفراط عقد المشترك

> صنعاء «الأيام» خاص:

> أعلن حزب المؤتمر الشعبي وتكتل احزاب اللقاء المشترك في تصريحات لـ«الأيام» أمس الثلاثاء موقفهما بشكل شبه رسمي مؤيدا دعوات قيادات بحزب الإصلاح طالبت باستئناف العلاقات السياسية مرة اخرى مع خصمهم اللدود(حزب المؤتمر الشعبي العام) ورئيسه علي عبدالله صالح لكن في الوقت نفسه أكدوا إن تلك المساعي مطالبة بأن تكون على طريق مصالحة وطنية شاملة ليست على حساب أي طرف.
كان حزب الإصلاح تقدم احزاب المعارضة اليمنية التي خرجت الى الشارع مطالبة بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح عام 2011 على طريق الاحتجاجات التي عصفت ببلدان عربية ومنها اليمن تحت ما يسمى" بثورات الربيع العربي" و اطاحت بزعماء عرب بينما دفعت بالرئيس صالح الى التخلي عن الحكم بعد 33 عاما في انتخابات رئاسية مبكرة توافقيه ترشح لها وحيدا نائبه عبدربه منصور هادي وانتخب رئيسا جديدا لليمن.
وأوضح لـ«الأيام» عبده الجندي الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي العام موقف حزب المؤتمر من تحركات حزب الإصلاح الأخيرة قائلا إنها دعوات لا تختلف عن دعوات تبناه المؤتمر سابقا في طريق المصالحة الوطنية إلا أن الجندي تمنى أن لا تكون دعوات الاصلاح هذه اصطفاف طرف ما ضد طرف اخر.
وقال: "سبق المؤتمر الشعبي الإصلاح بالدعوة الى المصالحة الوطنية الشاملة برعاية رئيس الجمهورية الاخ عبدربه منصور هادي على طريق المصالحة الكاملة لأنهاء الأزمة السياسية بين الاطراف والقوى المتواجدة في الساحة".
وفيما لم يخفي الجندي شكه في مصداقية دعوة الإصلاح قال: "نأمل أن لا تكون دعوة الإصلاح هذه موجهة ضد أحد ولا تكون ايضا دعوة لاصطفاف احد ضد أحد، لأن اليمن لم يعد يتحمل مثل هذه الصراعات والحروب والمشاكل التي سيتضرر منها الجميع".
وأعرب الناطق الرسمي للمؤتمر الشعبي عن أمله في أن تكون دعوة الاصلاح نابعة عن صدق المشاعر وليس ردود فعل انفعالية آنية عابرة اثر نتائج مخيبة او غير محمودة وقع فيها حزب الإصلاح مؤخرا. وقال الجندي: "المؤتمر يتطلع لأن تكون دعوة الإصلاح معبرة عن قناعات حقيقية تؤكد على أهمية الشراكة السياسية فالوطن يتسع للجميع والدولة تتسع كذلك للجميع وعلينا النظر الى المستقبل وترك الماضي وراءنا".
ويعتقد كثيرا من المحللين إن خطوة الإصلاح جاءت نتيجة هزيمة أنصار الله الحوثيين له في عمران وهي أهم معقل قبلي للإصلاح عقب حرب طاحنة طيلة شهرين وانتهت الاسبوع الماضي. ورأى المحللون من جانبهم دعوة الإصلاح بأنها محاولات سياسية تهدف لإعادة تحالفات الاعداء او كما اطلقوا عليها "ضرب الخصم بالخصوم" بعدما وجد حزب الإصلاح الاسلامي نفسه وحيدا بالساحة نتيجة الأحداث التي فرضتها حرب عمران مع الحوثيين رغم تصدر حزب الاصلاح لحكومة الوفاق كأكبر احزاب تجمع الأحزاب السياسية في البلاد التي دخلت مع المؤتمر في أتون أزمة سياسية وصلت الى حد المواجهة والقتال بينهم في شوارع صنعاء منذ الفترة بين فبراير – ديسمبر 2011..من جانبه أكد حسن زيد الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك معلقا لـ"الأيام" عن الموضوع نفسه على ان التقارب مطلوب من الجميع في هذه المرحلة لكن دعوة الإصلاح لا ينبغي لها ان تكون على حساب المشترك.
وقال: "المشترك فصيل وطني له اهميته ومن الصعب على أي طرف من الاطراف تجاهل هذا التكتل وتدمير قواه التي اجمعت على اهمية استمراره في الساحة السياسية اليمنية".
ونفى زيد أن تأثر دعوة الاصلاح باتجاه اعادة تطبيع العلاقات مع المؤتمر على تحالف مع احزاب اللقاء المشترك مشيرا إن الاصلاح حريص على استمرار هذا التجمع ووحدته. وقال: "قادة اللقاء المشترك بصدد تقييم تجربة هذا التجمع ومن جهة ثانية لديها مساعي لتوسيع العلاقات مع بقية القوى السياسية لأثبات النجاح الذي حققه كتجربة وطنية فريدة وأيضا لتبيث الامن والاستقرار في البلد".
وبسؤاله عما اذا كان لحرب عمران اثر لدعوة حزب الإصلاح نتيجة خسارته لها قال الرئيس الدوري لتجمع احزاب (اللقاء المشترك) حسن زيد إن الدعوة طبيعية وإن كانت لبعض الظروف لها اثرها الطبيعي على التحولات ولكن نحن نتحدث على ضرورة المصالحة الوطنية لأنها مطلوبة من الجميع بهذا الوقت.
وجدد حسن زيد التأكيد على إن تطبيع العلاقات من جديد بين حزب الإصلاح والمؤتمر لن يكون لها تأثير على قوة اللقاء المشترك وتماسكها او تؤدي الى تقسيمه معتبرا إن الدعوة اساسا لن تكون على حسابات المشترك الوطنية.
تلك التصريحات سبقها رد قيادي بالحزب الاشتراكي اليمني نشرته «الأيام» في عددها أمس الثلاثاء والذي ابدى الاشتراكي ترحيبه بدعوات الاصلاحية مؤكدا أن من حق حزب الإصلاح صياغة تحالفاتهم بالشكل الذي يحقق أهدافهم السياسية لكن هذا بالطبع سيتوقف على طبيعة هذه الأهداف. وقال إن على حزب الإصلاح ألا يرتهن لخطاب الموتورين في الحزب أصحاب الاصوات المتطرفة ممن هم دعاة حروب لانهم بذلك يسعون لتوسعة رقعة خصومة الاصلاح نفسه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى