مصارحات رمضانية

> إعداد:ماجد علي

> (همسات في أذن مصلية)
أخي الصائم ..
من خصوصيات شهر رمضان المبارك أنه يتيح المجال أمام المرأة المسلمة أن تصلي كل ليلة في المسجد مع جماعة الرجال في المكان المخصص لمثلها وهو ما كان يحدث في كل الشهور والأوقات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحضور السنوي يمثل للمرأة في مجتمعنا فرصة ثمينة تجتمع فيها عدد من الفوائد والمصالح، فإلى جانب المصالح الشرعية حيث تجد جوا ملائما للعبادة بعيدا عن صخب الأطفال ومشاغل الدار التي لا تنتهي، وتستمع المرأة إلى التلاوة الصحيحة لكتاب الله، وتجد الفرصة لتسأل عما يصلح دينها ودنياها، وتستمع إلى الدروس النافعة فإنها تكسب مصالح اجتماعية، حين تتعرف على نساء الحي الذي تعيش فيه، ولا سيما في هذا الزمن الذي قلت فيه الصلات بين الجيران بحيث لا يكاد يعرف بعضهم بعضا إلا قليلا.
والتعارف مطلب شرعي واجتماعي “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” الحجرات: 13 ، ينبني عليه تلاحم المجتمع وتكافله وشيوع روح التعاون بين أفراده حينما تمتد هذه الصلات بعد رمضان، وتحقق أهدافها النبيلة.
أختي الصائمة.. إن حسن نيتك في الحضور إلى المسجد لا يخفي الواقع المشهود، والذي ينضح بعدد من السلوكيات والمخالفات التي تقع فيها بعض النساء في قدومهن إلى المسجد، فهناك من تأتي وقد كشفت وجه ابنتها بحجة أنها صغيرة في نظرها وقد تجاوزت العاشرة من عمرها، وهي تتمتع بما يلفت إليها نظر الرجال وهم يدخلون المسجد بالقرب منها، أو أحيانا تسمح بذلك لخادمتها متساهلة بذلك ومنهن من يلبس النقاب دون غطاء فيقعن في فتنة الرجال وهناك من تأتي وقد بالغت في زينتها ولباسها وأصباغ الوجه وكأنها قادمة على عرس تختال فيه بين النساء بجمالياتها وهناك من تأتي ورائحة العطور تفوح منها بحجة محاولة إطفاء رائحة المطبخ في جسدها وملابسها حتى لا تؤذي المصليات معها وهي نية حسنة فالحضور برائحة الطعام إلى المسجد خطأ ولا شك يقع فيه بعض النسوة فيؤذين المصلين والمصليات والملائكة الذين يتأذون مما يتأذى منه ابن آدم ولكن لا ينبغي أن يعالج بخطأ آخر فالمرأة إذا تطيبت وشم الرجال طيبها فهي زانية كما في الحديث الشريف , والحل الذي يمكن أن تفعله هو أن تغتسل جيدا وتبدل ملابسها فخير الطيب الغسل كما ورد.
ومن العجيب جدا أنك ترى المكان المخصص للنساء في المسجد أقل نظافة وترتيبا من مكان الرجال فالمناديل تنتشر فيه انتشار الجراد والسجادات مرمية فيه دون تنظيم والمصاحف لا توضع في أماكنها الطبيعية وكان المتوقع العكس تماما فالتنظيف والترتيب من خصوصيات المرأة أكثر من الرجل في المنزل فلماذا يقل هذا الشعور في المسجد مع أن المفترض أن يكون الحرص على النظافة في المسجد بدافع شرعي حرصا على نزاهة المكان المعد للصلاة والعبادة من القذر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى