مظاهرات في صنعاء ومحافظات أخرى لرفض الجرعة والمطالبة بإسقاط الحكومة..انسحابات واتهامات متبادلة بين منظمي التظاهرات

> عدن «الأيام» مرزوق ياسين:

> تظاهر آلاف اليمنيين في صنعاء ومحافظات أخرى أمس تنديدا بقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية استجابة لدعوة اطلقتها قوى سياسية وزعيم جماعة انصار الله عبد الملك الحوثي، الذي دعا الى مسيرة مناصرة كذلك للشعب الفلسطيني في غزة، وحذر حكومة الوفاق من خيارات مفتوحة حال استمرارها برفع الدعم عن الوقود.
واحتشد الآلاف في ساحة التغيير بصنعاء ثم جابوا شوارع المدينة مرددين شعارات تطالب بإقالة حكومة الوفاق الوطني وللتعبير عن رفضهم للجرعة السعرية. كما خرجت مسيرات في تعز وفي مديرية رازح ومدينة صعدة و حجة وعمران و مأرب قبل ان تعلن مكونات سياسية انسحابها من المسيرات بسب تجيير جماعة انصار الله للمسيرات لخدمة اجنداتها السياسية مخالفة لاهداف الحملة.
وفي الوقت الذي تشهد فيه مدن ومحافظات الجنوب ترقبا حذرا وخلت من اي مسيرات مشابهة ذكر موقع انصار الله ان “خروج ملايين اليمنيين إلى الساحات والميادين في العاصمة صنعاء وعموم عواصم المحافظات اليمنية ياتي انتصارا لغزة ورفضا للجرعة وتلبية لدعوة قائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي”.
وشهدت الساعات الاولى من صباح امس تحركا امنيا كثيفا في العاصمة صنعاء كما شوهد تحليق كثيف لطائرات حربية فوق صنعاء وانتشار قوات عسكرية.
واعلنت جبهة إنقاذ الثورة التي يتزعمها البرلماني احمد سيف حاشد انسحابها من المسيرات و دانت مكونات “حملة 11 فبراير ثورة ضد الفساد” الممارسات والخروقات من قبل “أنصار الله” في المسيرات الرافضة للجرعة السعرية على المشتقات النفطية، والمطالبة بإسقاط الحكومة وفقا لبيان صادر عنها.
وجاءت هذه الاحتجاجات بعد اقرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية اعتبارا من الأربعاء قبل الماضي ليرتفع سعر لتر البنزين بنسبة 75 % والديزل بنسبة 90 % حيث ارتفع سعر لتر البنزين الى 200 ريال، بعد أن كان سعره في السابق 125 ريالا كما ارتفع سعر الديزل إلى 3900 ريال بواقع 195 ريالا للتر الواحد.
وفي محافظة تعز كبرى المدن كثافة سكانية خرجت تظاهرة منددة برفع سعر المشتقات النفطية وحمل المشاركون فيها شعارات منددة بقرار الحكومة وتعتبره جريمة تستهدف المواطنين وتعمل على خلق مشاكل في أكثر من جانب، فيما كانت هناك شعارات كتب عليها “نرفض الجرعة القاتلة ومعارضة حكومة الولاءات” وشعارات تدعو الى تشكيل حكومة كفاءات.
واعتبرالمشاركون في التظاهرة ان اقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية اصاب الشعب بصدمة، مؤكدين أن القرار لن يعالج الوضع الاقتصادي مع بقاء مؤسسات عديمة الجدوى وانعدام إصلاحات حقيقية وواضحة في الكثير من الدوائر الاقتصادية والايرادية للدولة والتي تعاني من حالة فساد جعلها لاتقوم بدورها في المحافظة على المال العام.
وشارك في المسيرة التي انتهت الى بوابة ديوان محافظة تعز منتسبون لاحزاب سياسية تصدرتهم قوى اليسار الاشتراكي والناصري.
وفي محافظة مأرب خرجت مسيرة نظمتها جماعة الحوثيين، واتهمت الجماعة في موقعها الاخباري من وصفتهم ببلاطجة حزب الاصلاح بإطلاق النار على المسيرة.
وذكر موقع انصار الله ان “المسيرة التي خرجت امس في عاصمة المحافظة تعرضت لاطلاق نار من داخل المجمع الحكومي للمحافظة”، مضيفا أن المسيرة واصلت سيرها ولم تأبه بإطلاق النار، ولم يصب أحد من المشاركين بأي أذى.
ونشرت الجماعة صورا لمسيرات نفذتها في محافظات عمران وصعدة وحجة.
وفي محافظة الحديدة غربا خرجت مسيرة نظمتها جماعة انصار الله انطلقت من امام حديقة الشعب وجابت عددا من الشوارع تحت شعار “الانتصار لغزة ورفض جرعة الموت”.
ووفقا لموقع انصار الله فإن المسيرة جاءت استجابة لدعوة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذى دعا في خطاب متلفز أمس الأول الى خروج الشعب اليمني في مسيرات حاشدة غاضبة تنديدا بحكومة بالفساد.
وفي المسيرة التي حملت شعار الصرخة ردد المشاركون عبارات منددة بقرار رفع الدعم عن المشتقات التي اقرتها الحكومة وطبقا للمصدر، فإن المشاركين طالبوا رئيس الجمهورية بالتراجع عن القرار ومحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، حاملين لافتات تندد بالعدوان الصهيوني على أبناء غزة، مستنكرين في الوقت نفسه الموقف العربي الرسمي للدول العربية وحكامها من تخاذل امام ابناء الشعب الفلسطيني.
وفي السياق ذاته خرج المئات من المتظاهرين في محافظة إب وسط اليمن في مسيرة انطلقت من ساحة خليج الحرية إلى أمام ديوان المحافظة، منددة برفع الدعم عن الوقود.
إلى ذلك دانت مكونات “حملة 11 فبراير.. ثورة ضد الفساد” الممارسات والخروقات من قبل “أنصار الله” في مسيرة أمس الرافضة للجرعة السعرية على المشتقات النفطية، والمطالبة بإسقاط الحكومة.
وعلى صعيد متصل دانت مكونات مشاركة في حملة 11 فبراير في بيان مشترك ما وصفته بالاعتداءات الهمجية ضد ناشطيها في كل من صنعاء وتعز من قبل جماعة انصار الله وقال البيان ان ذلك كشف واضح وصريح لأجندة الجماعة الخفية والكامنة وراء محاولاتهم تجيير المسيرة لصالح تلك الأجندات.
وفي بيان صدر عن مكونات حملة 11 فبراير، وقع عليه كل من جبهة الإنقاذ وحزب الكرامة وحزب التحرير الوحدوي الشعبي و تنظيم الأحرار والتنظيم التقدمي وممثل جرحى الثورة عادل العماري والتحالف المدني للثورة الشبابية وحزب السلام الاجتماعي والمنسق الإعلامي للحملة ومقرر الحملة وحزب العمل، أكد البيان أنه في الوقت الذي أجمعت فيه كل مكونات “حملة 11 فبراير.. ثورة ضد الفساد” على أهداف محددة يأتي على رأسها هدف إسقاط ومحاسبة حكومة الوفاق وكل من مارس الفساد وتشكيل حكومة كفاءات.
كما أكد أنه وفي الوقت الذي عملت كل مكونات الحملة على انجاز ميثاق شرف ملزم لها بالعمل السلمي والطوعي في إطار الحملة والاحترام المتبادل والنزيه أمام بعضها وعدم التجيير الشخصي والفئوي والتنظيمي لأي من نشاط الحملة وعدم رفع أي شعارات عدا الشعار الموحد للحملة، صدمت مكونات الحملة بانقلاب “أنصار الله” على كل تلك الأهداف وميثاق الشرف وعلى ما تم الاتفاق عليه حول المسيرة التي تم تسييرها أمس لإسقاط الحكومة وقرارها التجويعي المتمثل برفع الدعم عن المشتقات النفطية.
واعتبر البيان محاولة تجيير المسيرة من قبل “أنصار الله” لأهداف غير أهدافها، وخروجهم على ميثاق الشرف ليس له من تفسير سوى وجود اتفاق سري بينهم وبين أطراف سياسية يقوم على صفقة تخدم أجندتهم السياسية الخاصة بعيداً عن الأهداف الوطنية الجمعية لـ“حملة 11 فبراير.. ثورة ضد الفساد” وميثاق الشرف المقر من كل مكوناتها على حساب الشعب الذي يتجرع ويلات الفساد ووطأة القرارات الظالمة.
وأسفت مكونات الحملة لرفع أنصار الله شعاراتهم وترديدهم لهتافاتهم الخاصة، وهو ما عدته خرقا فاضحاً ما كانت تتوقعه من مكون كانت تتوقع منه احترام شرف الالتزام بالاتفاقات المسبقة للمسيرة التي تحمل أهدافا وطنية سامية لا أهدافا خاصة بعيدة عن المصلحة الوطنية العليا.
وأكدت مكونات الحملة تأكيدا قاطعاً أن كل هذه الممارسات والأساليب التي قام بها “أنصار الله” لن تثنيها مطلقاً ولن توهن عزيمتها أبداً عن مواصلة انحيازها للشعب واستمرار نضالها الثوري في مواجهة الفساد ومقارعة الظلم والاستبداد بكل السبل المشروعة الممكنة.
ونشرت “حملة 11 فبراير.. ثورة ضد الفساد” ميثاق شرف ملزما للقوى المشاركة في الحملة جرى الالتفاف عليه من قبل جماعة انصار الله يتضمن عددا من المبادىء المتمثلة بالعمل السلمي والطوعي تلتزم به المكونات لتسخير كل ما يمكن أن يساعد على إنجاز الأهداف العامة للحملة وكذا التزام المكونات بالاحترام المتبادل والندية أمام بعضها و إلزام المكونات المشاركة في الحملة بسقف الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة وعدم التجيير الشخصي والفئوي والتنظيمي.
كما تضمن ميثاق الشرف الزام جميع الأطراف برفع الشعار الموحد (الراية البيضاء، والشعار المُقر) في كل الفعاليات، وعدم رفع أي شعارات خاصة.
الى ذلك قال بيان صادر عن جبهة انقاذ الثورة إن جماعة الحوثي “أنصار الله” باتوا يستغلون جوع الشعب، لرفع سقفهم و خدمة أهدافهم السياسية.
وقال البيان ان جبهة انقاذ الثورة ترفض استخدام أوجاع الناس و معاناتهم في تحقيق مكاسب سياسية، مؤكدا انحياز الجبهة للشعب المسحوق والمغبون.
وأوردت الجبهة تصريحا للنائب أحمد سيف حاشد، قال فيه: “إن جبهة الإنقاذ لن تكون في يوم من الأيام قطيعا في صف الحوثي أو أي جماعة دينية أو أي طرف سياسي”، مشيرا إلى أن للجبهة أهدافها و مبادئها المعلنة التي تعمل عليها، والتي تهدف لبناء دولة مدنية حديثة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى