دفاع برشلونة بين (مدخن سجائر ولاعب زجاجي وراقص واكا واكا) !!

> تطالب جماهير البرسا منذ أكثر من موسمين بضرورة تجديد دماء الخطوط الخلفية للفريق التي ظلت تمثل نقطة الضعف الأكبر في أداء النادي الكتالوني، والتي غطتها في بعض الأحيان القوة الهجومية المرعبة.
ومع تراجع أداء محركي خط الوسط تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا، والحالة الغريبة التي ضربت الأرجنتيني ليونيل ميسي الموسم الماضي وجعلته يظهر بمستوى دون المعتاد وانخفاض مستوى الخطوط القوية في الفريق، لم تجد الإدارة بديلا سوى ضرورة السعي وراء معالجة الأمر برمته، بما فيه خط الدفاع.
قبل تناول المعطيات الجديدة في ظل صفقات البرسا هذا الموسم لتدعيم الخطوط الخلفية، لا بد من النظر إلى الحلول السهلة التي لجأت لها إدارة النادي الكتالوني للتعامل مع أزمة الدفاع.
التجديد لكارليس بويول (الأسد المنهك) واعتبار هذا الأمر بأنه بمثابة (صفقة التدعيم) المطلوبة لدفاع الفريق، وإعادة لاعب بثقل الأرجنتيني خابيير ماسكيرانو والإمكانيات الجبارة التي يمتلكها في مركزه الأساسي بخط الوسط، كما ظهر في مونديال البرازيل 2014، ليلعب كقلب دفاع، وتصعيد مارك بارترا قليل الخبرة.
الحلول السهلة لم تأتِ بنتائج جيدة، فبويول أنهكته الإصابات ولم يكن على قدر المستوى وأعلن اعتزاله، وماسكيرانو بات لعبه كقلب دفاع هدية لأي خصم، خاصة عند مزاملة جيرارد بيكيه، وبارترا لا يزال صغيرًا وقليل الخبرة .. هدف بيل لاعب ريال مدريد في نهائي كأس الملك خير دليل على ذلك، لقد كان أمرًا يمكن تفاديه.
بدأت إدارة البرسا هذا الموسم تحركاتها في مهمة الإنقاذ، وتفاءل جميع محبي النادي الكتالوني بأن الأمور ستسير على الطريق الصحيح، فالفريق الذي جلب قوة هجومية مثل الأوروغوائي لويس سواريز أو موهبة في خط الوسط مثل الكرواتي راكيتيتش، سيكون بكل تأكيد قادرًا على اصطياد موهبة شابة وأخرى ذات ثقل وخبرة لتدعيم الدفاع .. ولكن مهلاً ما الذي حدث؟!.
الصدمة الأولى كانت في التعاقد مع الفرنسي جيريمي ماتيو (30) عامًا قادمًا من فالنسيا الأسباني مقابل 20 مليون يورو، صاحب الخبرة الدولية القليلة، حيث لم يلعب سوى مباراتين فقط مع الفريق الأول للـ(ديوك).
بخلاف هذا فإن ماتيو لم يكن حقًا ما يحتاجه البرسا، فهو ليس قلب دفاع صريح، بل كان في الأساس ظهيرًا تحول مؤخرًا للعب كقلب دفاع، وهو الأمر الذي يعرفه الجميع حتى بيكيه الذي أعرب عن سعادته لانضمام اللاعب الفرنسي على الرغم من (قلة خبرته) في هذا المركز.
ليت الأمور اقتصرت على هذا، بل أن ناديًا بحجم البرسا تعاقد مع لاعب يحب تدخين السجائر، ولا ينكر هذا بل أنه عند سؤاله بخصوص الأمر اعترف به، مشيرًا إلى أن الحُكم سيكون في الملعب .. هذا أمر يجب أن تخشاه جماهير النادي الكتالوني.
بعيدًا عن دخان السجائر المتطاير حول صفقة ماتيو، قدم البرسا مدافعه الجديد البلجيكي توماس فيرمايلين (28) عامًا، الذي لم تتوقف الإصابات عن مطاردته مؤخرًا.
يفترض أن البرسا سيسعى لتعويض الموسم السيء الموسم الماضي وعلاج عيوب أضعف خطوطه: الدفاع، لذا فمن البديهي أن يحتاج إلى لاعبين قادرين على تحمل وتيرة المنافسة والمباريات، ولكن فيرمايلين الموسم الماضي غاب عن (17) مباراة مع فريقه السابق آرسنال الإنجليزي بسبب الإصابات.
في يوليو 2013 تعرض لإصابة في الظهر أبعدته مدة الإعداد وأول خمس مباريات رسمية لآرسنال، وخلال يناير الماضي تعرض لإصابة في الركبة أبعدته شهرين غاب خلالهما عن (11) مباراة، وللسبب نفسه لم ينجح في خوض آخر مباراة بالـ(بريميير) أمام نوروويتش سيتي.
الموسم قبل الماضي (2012 - 2013) كان الأفضل من ناحية الإصابات بالنسبة للاعب، حيث غاب فقط عن ست مباريات أربعة منها نتيجة لإصابته بالتواء في الكاحل، والبقية نتيجة للحمى.
إلا أن التاريخ الطبي للمدافع البلجيكي الذي يطلق عليه مجازًا (اللاعب الزجاجي)، نظرًا لكثرة تعرضه للإصابات، لا يتوقف عند هذا، ففي موسم 2011 - 2012 تعرض لتمزق عضلي أبعده عن الملاعب لخمس مباريات، وكان قبل هذا بثلاثة أشهر خضع لجراحة في وتر أكيليس جعلته يغيب عن (11) مباراة.
أخطاء بيكيه وانخفاض مستواه منذ ارتباطه بالمطربة الكولومبية شاكيرا، صاحبة أغنية الـ(واكا واكا) الشهيرة، أمر مفروغ منه، فاللاعب فاقد التركيز تمامًا، ليس فقط مع البرسا ولكن أيضًا مع منتخب بلاده.
وعلاوة على (المصائب) التي يرتكبها داخل الملعب، فإنه أيضًا لا يتوقف عن إثارة الجدل خارجه، بمقالب وصفتها وسائل إعلام أسبانية بالـ(سمجة)، حيث قام بإلقاء قنابل ذات رائحة منفرة في طائرة الفريق المسافرة لفنلندا قبل خوض مباراة هيلسنكي الودية، وبعدها في المنطقة المتخصصة للأحاديث الصحفية.
لاعب يدخن السجائر وعمره (30) عامًا بجانب آخر كثير الإصابات وعمره (28) عامًا كانت هي خيارات إدارة البرسا لتدعيم أضعف خطوط الفريق بإجمالي قيمة (37) مليون يورو، وذلك لتدعيم راقص الـ(واكا واكا) وماسكيرانو الـ(مظلوم) وبارترا (قليل الخبرة)، لذا ليس غريبًا أن تصف صحيفة (سبورت) الرياضية الكتالونية برشلونة بأنه يمتلك (عادة سيئة) في التعاقد مع المدافعين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى