مشاهيرنا الناشئين.. رفقاً بأنفسكم!

> محمد البقعي

>
رائع أن يكون في مدينتنا مثقفون ومتعلّمون ومُبدعون يسمون بالمدينة إلى الآفاق والرقي فيغرقونها بحسناتهم ويبدون عليها من لمساتهِم كما عهدنا من مُبدعينا الغالين من أرض المدينة التي تخرج من أكبادها دوماً من يكابد مشقة الحياه ويفرز مافي روحه ليضفي طابعا متميّزا عن إبداع كابد المشاق وزاحم المُبدعين.. لكن علينا أن لا ننسى أن في هذه المواقع نقاط حسّاسة علينا أن نضع أقدامنا عليها بحذر وتواضع، فلا ينبغي أن يكون توجهنا لما صنعنا رياءً وسمعة، ولا أن نتقمّص دور أولئك الذين يتصنعون لأنفسهم قاعدة جماهيرية يرّوجون لأعمالهم بطريقة مشمئزة ولا أن نتمايع على آذان الناس وأعينهم بكتاباتنا وصورنا!

وللأسف كان بعض من برز في مجتمعنا شخصيّات قامت بذلك الصنيع بمجرّد ظهورهم أمام الناس بتألّق مُلفت ومادّة أنيقة فصفق الجمهور لهم ثم ما لبثوا قليلاً حتى (فسخ) تألقهم رويداً فصاحب رونقهم بعض ما يتعلّق في القلب من حب الظهور والسُمعة فاختل ميزان عقولهم وانجر للتفاهات أكثر منها للرونقة!
فسلبوا حُب الناس لأعمالهم وشخصهم وحوّلتهم إلى جماهير تتبّع سلسلة يوميّاتهم وخطواتهم حتى أكلهم وشرابهم ونزواتهم لينشروا لنا تفاصيل حياتهم بالشكل المائع الذي لا يربطنا بهم إعجاب فني أو حسّ، فقط أنهم توقفوا عن فرز مواهبهم واستمرّوا
بسرد اليوميّات الخاصة بصورة لا تحمل معنى فنّيا أو حسّيا يُمتعنا ويربط سابقة عملهم !

هنا نقول لهم: لا .. ما هكذا تورد الإبل.. ولم يكن هذا دأب الذين من قبلهم، فالمُتميّزون منّا عرفوا كيف يتماشون مع رغبة الجمهور دون مائعة قول أو فعل، وهم لطالما حملوا بطيّاتهم جميل الرد وحُسنه وأدب السلّوك وشدّة التواضع مما يجعلك تكن لهم الاحترام والإجلال، فأولئك أشخاص احترمهم الشارع العدني بل ومن خارج المدينة فكسبوا قاعدة جماهيرية بناها لهم الناس، عكس ما نرى من “بعض” الذين أظهروا تصنعهم لها وكان استغلالهم لقاعدة حُب الناس لهم بنثر تفاهاتهم وأشياء يستحي من يملك تلك المكانة الإتيان بها ونشرها ! لانريد سرد سلسلة يوميّاتك .. لانريد مياعة أقوالك وصورك .. لانريد تفاهات .. نريد إبداعك، أقبل علينا بإبداعك تنل جمهوراً مُحباً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى