في دائرة الضوء..ذئاب روما أقوى أندية جنوب إيطاليا !

> «الأيام الرياضي» متابعات:

> في تاريخ 22 يوليو 1927 شهدت إيطاليا ولادة نادي روما، حيث تعد المثال والأبرز على رغبة الجماعات الصغيرة في الاتحاد للوقوف في وجه الكبار، فأندية العاصمة الإيطالية كانت كثيرة، لكنها صغيرة قليلة الإمكانيات المالية مما حد من قدرتها على منافسة أندية الشمال الإيطالي الكبيرة الغنية خاصة (الميلان واليوفنتوس وجنوى) وجعلها دائمًا ما تحتل المراتب الأخيرة في المسابقات الإيطالية المحلية رغم المنافسة القوية ضمن مسابقات الجنوب الإقليمية، وأشهر تلك الأندية كانت أندية (رومان - جوفينتوس - فورتيتادو - البا - اداس - برو روما - يو سي روما)، لكن تلك الأندية ظلت تتنافس فيما بينها بقوة، وفي المنافسات الإيطالية تحتل آخر المراتب.
وظهر ذلك الأمر بوضوح عام 1926، حيث في بطولة الجنوب استطاع فورتيتادو برو روما أن يفوز باللقب بـ(17) نقطة، واحتل البا المركز الثاني بـ(16) نقطة، لكن في البطولة الإيطالية الكاملة موسم 1926 - 1927 والتي كان نظامها يقضي بتقسيم الفرق إلى مجموعتين احتل فريق فورتيتادو برو روما المركز قبل الأخير في المجموعة الأولى، وجاء فريق ألبا في الترتيب الأخير للمجموعة الثانية مما أكد الفارق الشاسع والفجوة العميقة بين أندية الشمال وأندية الجنوب الإيطالي.
ذلك الأمر دفع إيتالو فوتشي أبرز وأغنى رجال العاصمة الإيطالية، ورئيس نادي فورتيتادو برو روما إلى عقد اجتماع بين الأندية الثلاثة (فورتيتادو برو روما وألبا ورومان) للاتفاق على دمجهم في نادٍ واحد، وبعد نقاش طويل وصعب اتفقت الأندية الثلاثة بالفعل، ووافقت على الاندماج في نادٍ واحد، سمي باسم (إي إس روما) يلعب بفانلة تحمل ألوان الإمبراطورية الرومانية الأصفر والأحمر، وحمل شعار الذئب والتوأمين، وهو شعار مدينة روما، واختاروا ملعب (موتوفيلودرومو آبيو) ليكون الملعب الرسمي للنادي الجديد، وتكون فريق كرة القدم من (28) لاعبًا اختيروا من الأندية الثلاثة، وتم التعاقد مع مدرب نادي جنوى غابورت ليكون المدير الفني للفريق.
وتم الإعلان عن ذلك الاتفاق في 22 يوليو 1927 بواسطة رجل يدعى ديل فيكاريو، حيث قال: "بالتأكيد سوف يسعد عشاق كرة قدم مدينة روما عندما يعلمون أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الأندية الثلاثة على الاندماج معًا ليشكلوا فريقًا واحدًا قويًا يمثل مدينة روما).. ويذكر أن نادي لاتسيو كان قد رفض الانضمام لذلك الاندماج مفضلاً البقاء لوحده معللاً ذلك بامتلاكه المال والقدرة اللازمة لمنافسة أندية الشمال وحده، ومن هنا كانت العداوة التاريخية بين ناديي روما ولاتسيو.
**** روما والدوري الإيطالي
بدأت مشاركات روما في الدوري الإيطالي من الموسم التالي للتأسيس مباشرة، وهو موسم 1927-1928، ولكن الفريق لم يقدم الأداء المأمول منه، وحل في المركز الثامن في ترتيب المجموعة الثانية بعدما جمع (18) نقطة من (6) انتصارات و(6) تعادلات و(8) هزائم، وفي الموسم التالي 1928-1929 تحسن أداء الفريق بشكل ملحوظ، وتمكن من إحراز المركز الثالث في البطولة الإيطالية وبفارق (8) نقاط فقط عن البطل تورينو.
موسم 1929-1930 كان بداية بناء فريق روما المتميز، فتعاقد الفريق مع النجم رودولفو فولك، ولكن الفريق عانى من عدم استقرار الإدارة الفنية مما أثر عليه سلبًا، ولكن يبقى التاريخ شاهدًا أن ذلك الموسم شهد تحقيق أكبر انتصار في تاريخ روما في السيريا (A)، وكان على فريق كريمونيزي بنتيجة (9-0).
موسم 1930-1931 هو البداية الحقيقية للفريق المميز روما، حيث نافس الفريق على اللقب بكل قوة وخسره في الأمتار الأخيرة بفارق (4) نقاط فقط عن البطل يوفنتوس، وقد كان الفضل كبيرًا لهذا الإنجاز لهداف الفريق رودولفو فولك والذي سجل (29) هدفًا احتل بها صدارة هدافي البطولة الإيطالية لذلك الموسم متفوقًا على أسماء كبيرة في الكرة الإيطالية أمثال (جوزيبي مياتزا وريماندو اورسي).
مدة الثلاثينيات كانت جيدة جدًا للفريق الروماوي، حيث تواجد في أغلب المواسم ضمن الـ(5) الأوائل، ونافس أكثر من مرة على اللقب، ويبقى موسم 1935-1936 الأفضل لروما في تلك المدة حيث اقترب الفريق كثيرًا من اللقب، لكنه خسر السباق في النهاية لصالح بولونيا بفارق نقطة واحدة.
بداية مدة الأربعينات كانت سيئة لروما، حيث احتل الفريق المركز الحادي عشر موسم 1940-1941، لكن الموسم التالي كان مختلفًا تمامًا، حيث ظهر الفريق بشكل رائع، وحقق نتائج مدوية توج على إثرها باللقب الأول له في تاريخه بعدما جمع (42) نقطة من (16) انتصار و(10) تعادلات و(4) هزائم، وسجل (55) هدفًا، ودخل مرماه (21) هدفًا، وكان الفضل الأكبر لذلك التتويج لنجم روما في تلك المدة اميدو أمادي الذي سجل (18) هدفًا لصالح الجيالوروسي في ذلك الموسم تحت قيادة المدير الفني النمساوي الفريد شافر، ويعد الحارس ماسيتي والمدافع اندريولي والمهاجمان بانتو وكريزيو أبرز نجوم الإنجاز.
توقف الدوري الإيطالي خلال الأربعينات بسبب الحرب العالمية الثانية مما أضاع ذلك الجيل الذهبي لروما، وجعل عودة الفريق للبطولة من جديد مخيبة لآمال جماهيره بدرجة كبيرة، حيث واصل الفريق تراجعه بداية من موسم 1946-1947 حتى توج ذلك التراجع باحتلال المركز قبل الأخير في موسم 1950-1951 وبالتالي السقوط الأول للفريق في جحيم السيريا (B) ولكن الخبر الجيد لجماهير روما كان بعودة الفريق السريعة للسيريا (A) بعد موسم واحد فقط تمكن خلاله من الفوز ببطولة السيريا (B) الإيطالية مما منحه تلك العودة ووقتها كان الفائز بالبطولة فقط هو من يصعد لذلك يعد الأمر إنجازًا كبيرًا لتلك المجموعة من اللاعبين.
تذبذب مستوى الفريق بعد العودة بشكل كبير ما بين الوصول للمربع الذهبي والعودة للمركز العاشر وما بعد وذلك خلال حقبة الخمسينات والستينات والسبعينات، وقد أحرز الفريق خلال تلك المدة بطولة كأس إيطاليا (3) مرات.
بداية الثمانينات شهدت العهد الأجمل والأفضل لفريق روما، حيث قدم الفريق خلال تلك المدة أداءً ساحرًا استحق به لقب الفرق الأمتع في إيطاليا، وحقق نتائج متميزة أوجدته ضمن ثلاثي الصدارة في السيريا (A) لأكثر من مرة, بداية تلك الحقبة الممتازة كانت موسم 1980-1981 حين احتل الفريق المركز الثاني في السيريا (A) متخلفًا عن اليوفنتوس بفارق نقطتين فقط وإن كانت التاريخ لا يهمل أن الفريق قد ظلم في المباراة قبل الأخيرة للموسم والتي جمعته مع اليوفنتوس في تورينو، فقد سجل روما هدفًا كان كفيلاً بجلب الانتصار واللقب له، لكن الحكم ألغاه دون سبب واضح والإعادة التلفزيونية وقتها أكدت صحة الهدف.
في الموسم التالي 1981-1982 حل الفريق ثالثًا خلف اليوفنتوس بفارق (8) نقاط وفيورنتينا بفارق (5) نقاط، وكان الموعد مع التتويج موسم 1982-1983، حيث حصل الفريق على لقبه الثاني في بطولة السيريا (A) بعد منافسة شرسة مع اليوفنتوس.
حاول الفريق الحفاظ على لقبه بجدية موسم 1983-1984 لكنه خسر اللقب في المراحل الحاسمة للبطولة أمام منافسه التقليدي في تلك المدة يوفنتوس بفارق نقطتين فقط وإن كان الفريق قد داوى جراحه بإحراز بطولة كأس إيطاليا, وحاول روما مجددًا إضافة لقب آخر لألقابه في السيريا (A) موسم 1985-1986 لكنه فشل في ذلك أمام عناد اليوفنتوس، وخسر مجددًا اللقب أمامه بفارق (4) نقاط ليتحول روما في تلك المدة للمنافس الأبرز والأهم لسيد إيطاليا على لقب الإسكوديتو.
بعد تلك المواسم الرائعة التي قضاها الجيل الذهبي لروما كان لابد من التغيير وإجراء عملية الإحلال والتجديد، والتي كان لها أثرًا سلبيًا على الفريق، حيث عاد وابتعد عن المنافسة بشكل كبير خلال مدة نهاية الثمانينات والتسعينات وإن كان للإمكانيات المادية المتوسطة للفريق تأثيرًا قويًا في ذلك الأمر أيضًا، خاصة بالمقارنة مع أندية الميلان واليوفنتوس والإنتر ونابولي بأسطورته مارادونا.
موسم 1999-2000 كان العلامة الفارقة في تاريخ نادي روما، حيث أتم الفريق تعاقده مع المدير الفني الداهية الإيطالية فابيو كابيلو والذي بدأ بناء فريق جديد للعاصمة الإيطالية كابيلو حقق في ذلك الموسم المركز السادس في السيريا (A) بمجموعة لاعبين ممتازة بقيادة توتي ومعه مونتيلا وديلفيكيو والداير وكافو وتوماسي.
حاول روما بقوة إضافة لقب رابع مع الداهية كابيلو خاصة في الموسم التالي 2001-2002، ولكن اليوفنتوس عاد واستعاد لقبه بفارق نقطة واحدة فقط عن البطل السابق روما، وفي آخر مواسم كابيلو مع روما حاول مجددًا الوصول لمنصة التتويج، ولكنه خسر الصراع مجددًا أمام الميلان تلك المرة بفارق (11) نقطة، وكان ذلك في موسم 2003-2004 ليكون ذلك هو فصل الختام في حكاية كابيلو روما الرائعة.
تراجع الفريق بقوة في الموسم التالي 2004-2005 نتيجة عدم الاستقرار في إدارته الفنية، حيث بدأها بالتعاقد مع الإيطالي برانديلي لكنه ترك الفريق بسبب حالة زوجته الصحفية ليتولى الألماني فولر إدارة الفريق ثم الإيطالي ديل نيري والختام كان بأسطورة روما الإيطالي كونتي والذي أنقذ الفريق ووضعه في المركز الثامن نهاية الموسم.
موسم 2005-2006 كان علامة أخرى مهمة في تاريخ روما، حيث التعاقد مع المدرب الإيطالي لوتشيانو سباليتي ليقود عملية بناء الفريق الجديد لروما، وقد كان وتحسن أداء روما بشكل كبير، واحتل المركز الرابع في نهاية الموسم، لكنه أعطى أكثر من إشارة على مستقبل متميز للفريق.
صيف 2006 وبعد تتويج المنتخب الإيطالي ببطولة كأس العالم صدرت قرارات المحكمة الإيطالية بخصوص قضية (الكالشيو بولي) الشهيرة والتي استفاد منها روما، حيث صعد من المركز الرابع إلى الثاني في ترتيب الكالشيو لموسم 2005-2006 مما مكنه من التأهل المباشر لدوري أبطال أوروبا، وفي الموسم قبل الماضي 2006-2007 حقق الفريق مركز الوصيف مجددًا خلف البطل إنتر ميلان، ولكن بفارق كبير من النقاط وصل إلى (22) نقطة، ومع هذا قدم الفريق أجمل أداء في الكرة الإيطالية اتسم بالأسلوب الهجومي الممتع المطعم بالمهارات الفردية واللعب الجماعي من نجوم الفريق خاصة توتي, دي روسي , مكسيس , مانشيني , تادي والحارس دون خلال المواسم الماضية عاد روما للمنافسة من جديد وصارع بكل قوة لنيل اللقب.
**** روما وكأس إيطاليا
فريق روما يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز ببطولة كأس إيطاليا، حيث يتساوى مع اليوفنتوس برصيد (9) بطولات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى