حكمة الرئيس قزمتهم

> أحمد ناصر حميدان:

> يتصادف بناء رأي من موقف مزعج، ولكن تستشعر الخطى غير المقصود في بناء هذا الرأي لأنك لم تمعن جيدا في الأبعاد وخاصة في بلدي اليمن تراكم الأحداث وتسارع المواقف جعلت البعض يحتار في تحديد موقف خاصة لكثرة المغرضين والمتربصين بهذا البلد المغدور والمنهوب والعليل وتحاصره الفيروسات من كل حدب وصوب.
اليوم تمعنت في أوجه السياسيين وهم في الاجتماع مع سيادة الأخ الرئيس لم أجد صورة أكثر تعبيرا من صورة الأخ الرئيس التي كانت تعبر بوضوح عن مكنوناته، هذا الرجل العظيم الذي يتحمل مسئولية تاريخية في زمن عصيب ومرحلة هامة ومفصلية في تاريخنا المعاصر تستشعر مدى قلقه وألمه فيما يمر به الوطن من معضلة وتستشعر ثقل هذا الهم الوطني الذي يتحمله هذا الرجل الاستثنائي في الزمن الاستثنائي، الكل يبدو عليهم القلق بمستويات مختلفة لكنها كان واضحا أن قلقه عالي المستوى والضغط المتشكل عليه كبير وقاس لأنه ثقل وهم وطني عالي المستوى، وفي نفس الوقت تشعر بالثقة أنه في مستوى هذه المسئولية وأنه مصمم وبإصرار شديد على إخراج الوطن من أزمته وأنه كالجبل الشديد والصامد أمام كل التحديات، ركزت كل جهودي لأقرأ ملامح غضب هذا الرجل الذي استشعرت عظمته في هذه المحنة وخاصة عندما قال سأبقى أنا وأسرتي وأولادي في صنعاء ولن نتركها للمغرضين والطامعين، رغم أنه وسط فوضى عارمة من الصراع والانتهازية والعصبية والمذهبية المدمرة، وكلما فكك بؤرة صراع خلقوا له غيرها، وكلما امتص غضبهم وتجنب فتنهم أتوه بالمزيد، لكن حكمته وعقلانيته لم تتح لهم فرص الانقضاض على الوطن، وعليهم أن يحذروا من الحليم إذا غضب، ولأن قضيته الوطن فهو حريص على السير في نهج إنقاذ الوطن.. ولهم قضية أخرى غير الوطن فيدمرون الوطن ويسممون المجتمع بمزيد من الأحقاد والضغائن.
المتابع للمشهد وخطاب عبدالملك الحوثي يجد أنه في ورطة من أمره لا يستطيع أن يخرج باتفاق يحفظ له ماء الوجه لأن خطابه الرنان الذي دغدغ به مشاعر الجماهير أثقل كاهله ولابد من الخروج بتخفيض جزئي للجرعة ومستعد أن يدفع ثمن ذلك بتحمل فارق تكاليف شهرين من إلغاء الجرعة.. من أين له هذه الأموال؟!، وما معنى الشراكة في القرار؟ هل يريد نائب الرئيس أو مجلس النواب؟ هو طبعا لا يريد الحكومة لأنها مصدر العمل والعمل الجاد والذي يبرهن المقدرة الفعلية للمواقف الوطنية الصادقة تجاه الوطن وآلامه، وتتحمل كل الإخفاقات والهفوات وهو لا يريد أن يكرر تجربة حزب الله في لبنان، المهم أنه واضح وجلي أنه دخل في هذه المعمعة وله أجنداته ووقع في المخنق مع تلك الجماهير التي خرجت تسانده وانخدعت به ورأته فارسها المنقذ وهو يعلم علم اليقين أن رفع دعم المشتقات النفطية كان ضرورة مُرة لإنقاذ الاقتصاد وتدهور العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية التي ستثقل كاهل الجماهير والوطن وسترتفع الأسعار أضعافا مضاعفة، لكنه اعتقد أن الجماهير من السهل خداعها، لا يعلم أن الزمن الماضي قد علمها ووعاها في مصالحها، كان بالأمس يخطب ويوجه ويهدد باسم الجماهير واليوم يرسل غيره ليبرر مواقفه، أي أنه استشعر خطورة تحريضه ويبحث عن حل منقذ له، وطز بالوطن ومصالحه!.
هذا الوضع الصعب والمليء بالمغرضين والمشجعين من الخفاء والمتربصين يغري كثيرا من الجهلة وعاشقي الشهرة والمسئولية للتهور لكن أمامهم الأخ الرئيس بحكمته وعقلانيته وتسامحه ووطنيته التي كل يوم يمر يدركها الشعب أكثر ويلمسها بوضوح ما جعلهم جميعا أمامه أطفالا يلعبون في ملعب الكبار يخربون ويدمرون خيرات البلد من أبراج كهرباء وأنابيب نفط ونهب أسلحة وقتل وتفجير واقتحام وحروب هنا وهناك، وهم يعلمون أن حكمة الأخ الرئيس وعقلانيته وطول باله لن تدفعه لاستخدام القوة المفرطة لتفجير الموقف في حرب شاملة يبحثون عنها ليدمرون الوطن، وفي حربه ضد الإرهاب كان حازما فحاولوا إعاقته وجره إلى بؤر أخرى لكنه أبى وسعى للصلح والتوافق والاتفاق لإخراج مخرجات الحوار إلى الواقع المعاش، ومعروف من هو المعيق لذلك.
أخي الرئيس.. كان الله في عونك والشعب التواق للحرية والعدالة إلى صفك وبجانبك مهما حاول المغرضون والانتهازيون إعاقة جهودك وتشويه قراراتك، ما عليك إلا أن:
1ـ تتخلص من الفاسدين والمفسدين الذين يحومون حولك ويشوهون قراراتك ويستفزون الجماهير ونحن منهم عندما نوجه النقد وصدرك الواسع يتحمل الكثير.
2ـ تستكمل هيكلة الجيش والأمن والتخلص من الأسماء الوهمية والصرفيات المبالغ فيها من بنزين ومواد غذائية وغيرها.
3ـ تستعيد الأسلحة المصادرة والسيارات والأموال المنهوبة.
4ـ تصدر قانون العدالة الانتقالية لإرساء العدالة الاجتماعية وكشف نتائج تحقيقات جرائم الإرهاب والجرائم السياسية وإطلاق الحقائق المصادرة.
هذا، وسر للأمام وكل الشعب في صفك لبناء الدولة المدنية الاتحادية دولة العدل والمساواة والحرية عندما ترسو على الواقع سنعيش رغد العيش وحرية الحياة وسترتفع راية الوطن خفاقة في العلا، ولا نامت أعين الجبناء والمتآمرين والمغرضين والمتربصين!.
"أحمد ناصر حميدان"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى