بئــر باشــا بتــعز.. عنوان للعشوائيــة ومستنقع للأوبئة والأمــراض

> رصد / أحمد النويهي

> تُعد المناطق الواقعة على أبواب مدينة ما عنوانا هاما لرقي وتطور تلك المدينة وذلك لما تحظى به من تنظيم وانسياب في الحركة المروية، فضلاً عن اتساع الشوارع ونظافتها وخلوها من المطبات الإسفلتية والحفريات وبسطات المتجولين، ولهذا فمدخل مدينة الحالمة تعز هي بئر باشا التي تعتبر بوابتها الغربية، ولكن الداخل من هذه البوابة قادماً من أبناء المديريات الغربية كالحجرية ومقبنة والسواحل وشرعب وغيرها ومن المحافظات الغربية سيدرك مدى ما تعانيه هذه المدينة من سوء في التنظيم والعشوائية التي لا تطاق.
تعاني بئر باشا من الازدحام الكبير بسبب فرز الركاب فيها، حيث يزيد عدد الفرز فيها عن خمسة عشرة فرزة تحتل أكثر من ثلثي الشارع الرئيس بتقاطعاته المتجهة صوب الحديدة أو نحو الحجرية، منها ثمان فرز للحافلات الصغيرة والمتوسطة متوزعة على (خط الثورة الجملة، عصيفرة الجملة، المركزي، المطار، حذران، السجن المركزي، الجمهوري، باب موسى)، وفيما يخص فرز النقل الخاصة بالمركبات الأخرى الخاصة بالمديريات فتوجد في الشارع الرئيس فقط الفرز الآتية: (جبل حبشي، ادود صبر الموادم، النشمة المعافر، التربة الشمايتين، الضباب نجد قسيم، المخاء، هجدة، البرح)، بالإضافة إلى فرز أخرى، هذا الكم الكبير يحوي عشرات المركبات ووسائل النقل التي من شأنها أن تعيق حركة المواصلات لاسيما في وقت الظهيرة نتجة للعشوائية والازدحام المروري.
**كثرة الباعة المتجولين**
رغم اتساع الشارع الرئيس لبئر باشا إلا أن ثلثي مساحته تحولا إلى مواقع للفرز في حين بسط الباعة المتجولون على ما تبقى بطريقة عشوائية أساءت إلى منظر بوابة عاصمة ثقافية، وهذه العشوائية ليست ناجمة عن قلة الشوارع بل عن الفساد المستشرى فيها من قبل المتنفذين.
**عشوائية في الأسواق الرسمية**
توجد في المنطقة ثلاثة أسواق رسمية هي: (الحبشي، البكاري، الزنقل) وهي أسواق واسعة جدا يمكن الاستفادة منها بشكل أفضل إذا ما اهتمت السلطة المحلية بها وعملت على تنظيمها والإشراف عليها بشكل يحافظ على رسمية السوق ويحمي الباعة وأصحاب البسطات من الابتزاز والإهانات من قبل بعض الجهات، وكذا الاستفادة من الإيرادات لمصلحة المدينة بدلاً من أن تذهب إلى جهات تسخرها في مصالحها الشخصية، من خلال القيام بمهام تنظيم السوق وتخصيص أماكن للباعة في الأسواق الرسمية والتي من شأنها أن تعود بإيرادات ضريبية في الوقت الذي يتوفر فيه مناخ مناسب للاستثمار المحلي.
**حملات غير مدروسة**
شهدت منطقة بئر باشا عدة حملات قامت بها السلطات المحلية لرفع الباعة المتجولين من الشوارع تم خلالها مصادرة العديد من البضائع من أصحابها، ولكن لم تؤت تلك الحملات ثمارها لكونها لم تهدف سوى للحصول على ما تقدمه المحافظة من دعم في سبيل تنفيذها، الأمر الذي أكد أن السلطة المحلية لم تكن جادة في تلك الحملات لتحسين المنظر العام والقضاء على العشوائية، وذلك بإيجاد حلول جادة لحل المشكلة بتخصيص أماكن مناسبة في سوق الزنقل وأخرى في سوق الحبشي والتي من شأنها تشجيع الاستثمار المحلي واستيعاب الكثير من الباعة المتجولين وحمايتهم من الأتاوات الإجبارية التي تفرض عليهم من قبل جهات عدة.

**انقطاعات مستمرة للكهرباء**
تعد مشكلة انقطاع الكهرباء أبرز ما تعانيه منطقة بئر باشا، والتي تستمر لساعات طويلة أو انقطاع تام في حال تعرضت أبراج الكهرباء في مأرب للاعتداء، الأمر الذي جعل الأهالي يطالبون بربط الكهرباء الخاصة بهم بالمحطة البخارية في المخاء، كما شكى الأهالي من فرع المؤسسة الخاص بخدمة المشتركين الذين لم يتجاوب لمعاناتهم ولم يقم إلا بقطع التيار وتحصيل الفواتير فقط.
**منطقة موبوءة**
تظل مشكلة الصرف الصحي وطفح المجاري في الشارع العام لمنطقة بئر باشا إحدى المشاكل البيئية المستمرة التي عجزت السلطة المحلية بالمديرية من إيجاد حلول دائمة لها عدا الاكتفاء بالحلول الترقيعية التي لا تفي بالغرض كعمليات الشفط التي تقوم بها وذلك كون المنطقة تخلو من شبكة خاصة بالمجاري والتي من شأنها العمل على تصريف المجاري في المنطقة، الأمر الذي حول منطقة بئر باشا إلى منطقة موبوءة بالأمراض نتيجة لانتشار البعوض بكثرة وتكدس القمامة بشكل مزر، في ظل تجاهل وإهمال واضحين من قبل الجهات ذات العلاقة. إهمال حرم كثير من المواطنين والمستثمرين من الاستثمار في هذه المنطقة التي تخلو من شبكات الصرف الصحي وغيرها من المعانات.
**كوارث السيول**
لقد تحولت الأمطار التي تسقط بغزارة في هذه المنطقة وما تخلفه من سيول جارفة إلى وبال على قاطنيها، خصوصا فئة المهمشين الذين تقع منازلهم قريبة من مجاري السيول القادمة من حبيل سلمان وجبل صبر التي تشق طريقها في الشارع العام لا سيما في مواسم تساقط الأمطار والتي عادة ما تحدث خسائر وأضراراً كبيرة للباعة المتجولين ومنازل الفئات المهمشة، ناهيك عن عرقلة السير لساعات عدة في مشهد أصبح طبيعيا يتكرر مرات عدة كل عام.
في الختام.. نأمل أن تقوم الجهات المختصة بواجبها تجاه هذه القضية التي أضحت ظاهرة تؤرق الأهالي القاطنين في هذه المنطقة، وكذا نتمنى أن تكون الحملات التي تنفذ في هذا المجال أكثر انضباطا وشمولا من سابقاتها وأن تهدف إلى تحسين وضع المدينة والقضاء على العشوائية التي أضحت منتشرة، مع الاهتمام بمظهر المدينة بدءا بمداخلها الرئيسية حتى لا ينصدم الزائر بمشاهد تسيء للمدينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى