هــــل ينتصــر “ســـيف الســـلــم” ؟!

> عبدان دهيس:

>
عبدان دهيس
عبدان دهيس
تواجه اليمن في الظرف الراهن مرحلة من أخطر وأعقد المراحل في تاريخها المعاصر، لم تواجه مثله مطلقًا منذُ (ثورة التغيير) في فبراير 2011م التي أطاحت بالرئيس السابق صالح، وإمبراطوريته العسكرية والأمنية، وبحاشيته التي كانت تسيطر على كامل مفاصل السلطة ومنظومة الحكم، فما يجري الآن في العاصمة صنعاء من احتشاد واعتصامات وتظاهرات للحوثيين ليس بالأمر الهيَّن، ولا يمكن وصفه بالاندفاع الشعبي العفوي، القضية أكبر من ذلك بكثير ولا يستهان بها في لحظات سياسية عاطفية، وينبغي أن تؤخذ على محمل الجد، فالتصعيد الحوثي مستمر، والأجواء بينه وبين السلطة مشحونة بالتوتر الشديد، وبمجرد إطلاق رصاصة من هنا أو هناك ستشعل الحرب في الحال بين الطرفين، التي إذا ما اندلعت ـ لا سمح الله ـ لن يستطيع أحد إخمادها، وإن امتلك من الفطنة والحنكة والدهاء والحلول السحرية لا يمتلكها غيره، وبالتالي لن يعرف مداها وإلى أين ستنتهي، ولنا في الصومال والعراق وليبيا وسوريا وبلدان أخرى كثيرة عربية وأعجمية عِبَر ودروس.
في ظل هذه الأجواء المتوترة والمعقدة رفع الرئيس هادي ـ الذي أتى إلى كرسي الرئاسة في ظروف صعبة وخطيرة للغاية ـ سيف السلم لمواجهة هذه التداعيات والتحديات الخطيرة، التي تشهدها العاصمة صنعاء من بضعة أسابيع، المطالبة بإلغاء الجرعة وتغيير الحكومة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وهي الشعارات العلنية التي يرفعها الحوثيون حتى الآن، ولا يعرف إن كانت هناك أبعاد وتوجهات أخرى تختفي وراء هذه الشعارات، لم يحن الوقت بعد لإعلانها، وأن وراء الأكمة ما وراءها.
لقد أخفقت اللجنة الرئاسية التي ترأسها الدكتور بن دغر في التحاور مع الحوثي للوصول إلى نتائج مرضية للطرفين، ثم شكلت لجنة أخرى برئاسة هلال وتضم د. عبد الكريم الإرياني، ولم تصل هي أيضًا إلى نتيجة حتى الآن، وها هو السيد جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى اليمن يلتقط المبادرة هو الآخر للتقريب بين السلطة والحوثي في محاولة لإيجاد حل لهذه الأزمة التي تكاد أن تذهب باليمن إلى الجحيم والمصير المجهول، إذا لم تحل بالحكمة والعقل.
الرئيس هادي ما يزال يراهن حتى اللحظة على الحل السلمي، بعد أن رفع “سيف السلم” لمواجهة هذه التحديات، والساحة مليئة بالتقاطعات والتداخلات غير المحمودة، فيما أطراف خارجية كثيرة لها أصابع وأذرع في ما يجري من تداعيات في اليمن، والعالم بأسره يراقب تسارع الأحداث، خاصة وأن الدولة سبق وأن خاضت (6 حروب) عبثية مع الحوثيين، انتهت على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب)، خلَّفت الآلاف من القتلى والضحايا من الطرفين.. فهل ينتصر “سيف السلم” هذه المرة على (دعوات التأجيج) أم أن الأمور ستتجه إلى منحنى آخر؟.. هذا ما ستفصح عنه قادم الأيام.. والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى