البــكــاء علـــى أطــلال غــرنــاطــة

> كتبها/ علي عبدالكريم

>
علي عبدالكريم
علي عبدالكريم
رحل الذين نعزهم..
رحل الذين نحبهم
رحل الفقيد القائد المُعلم الباقي
الفقيد عبدالله عبدالمجيد الأصنج الذي
أسمعت كلماتة، مواقفه، الجبال
الرمال، البحار فنطقت قبل الصمت
وبعد الصمت ولم تنطق كفراً لكنما
نطقت نطقا مجيدا.
يستمع لما لايريد الآخرون أن
يسمعه، حاد البصيرة والبصر سمعه
يفلق الحجر، ذهبت، رحلت عنا بعد
أن طال السفر.
إيه.. أيها الراحل أنت الآن في
عالم ثانٍ أنظف من ذاك الذي عنه
وحوله يتقاتلون
أيها الراحل اجتهدت حتى نطقت
حبات الرمال وموج البحر وابتسامات
الحروف العيون وصهللة السيوف
وجماح الخيول فكنت الإضاة التي
أفسدت أمكنة الطغاة وأخرجت
على الأرض من شقاء الكادحين
اتحاداً شامخاً للشغيلة والبسطاء
دفاعاً عن الوطن الإنسان، لم تفرق
لم تمزق كنت الجامعُ حين يشتد
اللظى وكنت الواثق حين يسود العمى
**كنت وطناً للجميع**
كنت الكلمة، الإنسان، القلم، العلم
المرفوع في ساحات التراجع والضياع،
كُنت الفعل الرافع للأشياء نحو جباه
الشمس وساحات القمر
كنت في الظلمة عناوين الضياء،
رحل الذين نحبهم عبدالله عبدالمجيد
الأصنج المصنوع من جودة الاستماع
وإمتاع السامعين لحكمة الزمان
في تلاوينه وتصاريفه وتعرجاته، لم تبع
يوماً كلمات جوفاء، كنت فارساً يحمل
السيف القلم، العلم، الإنسان، كنت
لقمان وعبقرية المكان الطالع من جوف
البحر وصخرة الجبال في شمسان وردفان
وعيبان، كنت رحلة نحو آفاق
التمعن والبصر، تمقت التعجل والعجل
واثق الخطوة تمشي على الأرض
زارعاً حبات التواصل والوصال،
فكيف أبكيك وأعزي!!؟
الأهل الأحباب الأصحاب هم كثر على
امتداد العين وساحات الوطن
مكلوم من يسمع نبأ رحيلك
الموت حق، الفرسان يموتون على
فراش التضحية والفداء دون
البيعة والمحاصصة والبناء
إذن ليسمع الذين يدفعون بنا نحو أتون
الحرب وجنون الكراسي والمواقع... عودوا
إلى رشدكم قبل هبوب العواصف وسد العرم
حينها لن يكون بينكم حكيم يرشدكم
من ضلالة ما تفعلون.. إنه رحل
أعزي فيك أيها الراحل الباقي حارات
الوطن وحوافيه قراه ومدنه وفي القلب منها
مهبط الرامس والحكمة الأزلية في بساطتها
وحلة الزمان في بُردته وقواميس
النوادر في شخصياته عن الهاشمي
وزيارة الشيخ عثمان
أعزيك كما قال يوربيديس
الشاعر الإغريقي في إحدى مسرحياته
“فبأي بكاءٍ أبكيك
وبأي أنين
وبأي أغنية من أغاني الموت
وأية رقصة من رقصات هاديس
وأية قبرية واحسرتاه”
أقول للفجر للصبح، لضياء اللحظة والكلام
البديع...
خذ مكانك أيها الراحل في مسامات القلوب
خذ مكانك
حجرت لك الأفئدة قلب الزهرة
في رحلة الأزمان
أيها الراحل الباقي بين
المآقي والجبين.. دعني أكمل القول
بأبيات صاغها المبدع عبدالوهاب البياتي:
“العار للجبناء للمتفرجين
العار للخطباء من شرفاتهم
للزاعمين.. للخادعين
شعوبهم.. للبائعين
فكلوا، فهذا آخر الأعياد لحمي
واشربوا ياخائفين”
التحية والوداع لأستاذ جيل قال
للتاريخ كلمته ومضى!.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى