فــلنصــن مــا بقــي مــن كــرامــتنا

> إياد محمد النقيب

>
إياد النقيب
إياد النقيب
إن المتأمل للوضع المزري في وقتنا الحالي سوف يدرك مدى الوهن والضعف الذي أصابنا، وإذا ذهبنا في نظرة تفحصية لتقصي أسبابه سنرى أن من أهم الأسباب هو انفصام الأمة العربية عن مرجعيتها الدينية المتمثلة في تطبيق المفهوم العقائدي والفقهي لها كمرجعية أساسية في تنظيم الأمور المرتبطة بالأمة في جميع النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، مما ولَّد فراغًا كبيرًا طرح المجال في أغلب الأحيان لدخول فلسفات لأفكار وأيولوجيات دخيلة لعبت دورًا أساسيًا في هدم وتغيير هوية الأمة العربية، وإضعاف قوتها الروحية المستمدة من (القرآن الكريم) و(السنة النبوية).
كما أن تقاعس الأمة العربية عن الأخذ بأسباب التقدم المادي والتكنولوجي وعن السير قدمًا في مسيرة البحث العلمي أفقد الأمة قوتها المادية، وبذلك أصبحت الأمة العربية خاوية الروح والمادة، وأصبحت أيضاً فريسة سهلة لكل من يريد أن ينتهك حرمة مقدساتها، وهنا أكبر هزيمة تتلقاها أمتنا عند تنازلها عن شعاراتها وتتبرأ منها بين عشية وضحاها، والذي أوصل أممنا العربية اليوم إلى مفترق طريق صعب، إما أن تكون أو لا تكون، وإما أن نحافظ على كيانها الذي هو التاريخ بعينه أو تصبح مسخا تابعا لخارطة الشرق الأوسط، يكون فيها العدو هو حكامها، ونحن عبيد لا أكثر.
وليت الأمر توقف عن هذا الحد، بل وصل إلى حد التفريط في وحدتنا العربية، فما يحدث اليوم في بعض الدول العربية مثل فلسطين - العراق - سوريا - وغيرها من الدول من قتل وتخريب وإرهاب ليس إلا ثمرة نجنيها من ذلنا وتقاعسنا وضعفنا أمام عدونا.
هكذا سيبقى حال أمتنا العربية ما دامت قد فضلت شريعة المخلوقين على شرع الخالق فلقد سيطر علينا الوهن، وعذبنا الله بأيدي أعدائنا نتيجة لبعدنا عن الطريق الذي أُمرنا بأن نسير عليها، لكن ماذا بعد ذلك ألا يكفينا هذا؟ فقد أصبحنا نعيش حياة أشبه بالمأساة حياة أبطالها دموع وصرخة مكتوبة على الصدور.
وأخيرا نحث بالذات القيادات العربية ألا يناموا ولا يأمنوا أن يكون عليهم الدور، وأن يخطو خطى رجالات التاريخ حتى يعيشوا عربا أقوياء، وأن تكون كلمتهم واحدة، وفي صف واحد، وأن تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، ولنقاوم الأعداء ليس لنحافظ على تاريخنا وحاضرنا ولا مستقبل أجيالنا، بل لنحافظ على ما تبقى من كرامتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى