صنعاء مدينة مفتوحة..الحوثيون يسيطرون على جامعة الإيمان والتلفزيون ومقر الفرقة الأولى مدرع : تفجير منازل قيادات الإصلاح ومن وصفوا بالفاسدين أبرز أهداف الحوثيين

> صنعاء «الأيام» بليغ الحطابي

> رغم تردد أنباء عن قرب التوصل لاتفاق ينهي المواجهات إلا أن احتدام المعارك ودوي الانفجارات في عدد من مناطق وأحياء العاصمة هو الملمح الأبرز على الواقع الميداني في ظل اتساع شهية التوسع من قبل أطراف الصراع في فتح جبهات جديدة للمعارك صوب أحياء واقعة في المنطقة الشرقية.
ولم تتوقف المعارك المتواصلة في شارعي الثلاثين و الستين الشمالي وجامعة الإيمان التي سيطر عليها الحوثيون، إضافة إلى السيطرة على مركز رئيس الجمهورية لرعاية الأيتام في حي النهضة، وصولا إلى منزل حميد الأحمر الذي يقع في شمال حي النهضة باتجاه مبنى التلفزيون.
وتمددت المواجهات والزحف المسلح باتجاه التلفزيون الذي شهد أشرس المعارك بين مسلحين حوثيين قبليين والجنود المتمركزين في التبة التي يقع فيها مبنى القناة الرسمية (الفضائية اليمنية).
**انفجارات الفرقة الأولى مدرع**
ومساء أمس توسعت المواجهات إلى شارع مأرب، كما سقطت قذائف على مخزن أسلحة بالفرقة الأولى مدرع ودوت أصوات انفجارات الذخائر منه.
وتصاعد دخان كثيف من الفرقة الأولى مدرع جراء الاشتباكات العنيفة في ظل توقعات بسقوطها خلال ساعات.
كما اندلعت اشتباكات جوار بيت عبدالله بن حسين الأحمر بجولة الساعة بالحصبة باتجاه معسكر الخرافي وجهاز الأمن القومي بمنطقة صرف.
**التلفزيون بين قصف الفرقة والمسلحين**
حريق في مبنى التلفزيون يوم أمس خلال الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي
حريق في مبنى التلفزيون يوم أمس خلال الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي الحوثي
وبوقوع مبنى التلفزيون في وسط ساحة معارك طرفيها الفرقة الأولى مدرع من جانب ومن الجانب الآخر المسلحين التابعين للحوثي فقد طاله النصيب الأكبر من القصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ما أدى إلى توقف بث إرساله، وإطلاق الموظفين والعاملين في الفضائية اليمنية نداء استغاثة عبر القنوات الفضائية لتأمين ممر إنساني آمن للخروج من المبنى بعد أن طالته القذائف بشراسة، كما طال القصف مواقع في الجراف وشارع المطار وجنوبا إلى منطقة السنينة التي يتواجد بها مسلحون بالقرب من منزل (مناع) محافظ صعدة.
وأكد ضباط من لواء الصيانة ومواطنون بالقرب من التلفزيون أن المنطقة شهدت مواجهات محمومة بين المسلحين الذين يتمركزون في مستشفى الدكتور عبدالكريم عجلان والقوات المتمركزة في التلفزيون.
ووصلت مغرب أمس تعزيزات عسكرية بعد تردد أنباء عن سقوط التلفزيون في أيدي الحوثيين.. وسمع دوي انفجارات عنيفة جدا وتصاعدت ألسنة النيران من تبة التلفزيون التي تقصف منذ الصباح الباكر بشكل عنيف.
كما أغلق مبنى وكالة الأنباء اليمنية سبأ خوفا من أن تطالها نيران الاشتباكات.
مسلحو الحوثي يديرون حركة المرور في شارع المطار
مسلحو الحوثي يديرون حركة المرور في شارع المطار
وأوضح الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام في تصريح صحفي بأن المواجهات التي حصلت ما بين اللجان الشعبية المساندة للثورة واللواء الرابع بجوار مبنى التلفزيون لم تكن من أجل استهداف مبنى القناة أو بغرض تعطيلها.
وأضاف أن اللواء الرابع هو الذي جعل من محيط مبنى التلفزيون ساحة للصراع عندما بدأ يهاجم منطقة الجراف والمناطق المجاورة.
وقال إن اللجان الشعبية اهتمت بالحفاظ على المبنى بعد أن انتهت المواجهات مع اللواء الرابع وستتوجه الآن عدد من أطقم الشرطة العسكرية لتتولى حمايته وتأمينه.
**نداء استغاثة**
أعمدة الدخان تتصاعد من حريق بمبنى التلفزيون أمس
أعمدة الدخان تتصاعد من حريق بمبنى التلفزيون أمس
وفي الوقت الذي وجهت الوحدات المتقاتلة في جبهة التلفزيون وأخرى مجاورة لوزارة الدفاع بإرسال تعزيزات عسكرية، ناشد المواطنون والأهالي في حي النهضة والتلفزيون والجراف وإحياء أخرى مجاورة نداء استغاثة لإنقاذهم من حمم النيران والقذائف التي تتساقط على منازلهم.
ووجهوا نداء استغاثة عبر اتصالات منها اتصال تلقته صحيفة «الأيام» ناشدوا فيه الدولة سرعة إيقاف المواجهات التي شهدتها المنطقة منذ يومين، والتي طالت مساكنهم ومتلكاتهم.
وتحدثت الأنباء عن وصول تعزيزات عسكرية مغرب أمس بعد تردد أنباء عن سقوط التلفزيون في أيدي الحوثيين.
وطبقا لمصادر محلية متعددة فإن أضرارا مادية كبيرة لحقت بالمنازل والممتلكات في مناطق المواجهات، فضلا عن اتجاه جماعة الحوثي ومسلحيها القبليين إلى تفجير عدد من المنازل في تلك الأحياء منها منزل قيادي إصلاحي.
**قتلى مدنيين**
أطباء يغطون جثث قتلى الاشتباكات في صنعاء أمس
أطباء يغطون جثث قتلى الاشتباكات في صنعاء أمس
وعلاوة على حصيلة القتلى بين طرفي الصراع في صنعاء التي تتصاعد يوميا وعدم تمكن المصادر من حصر أعدادها بدقة نظرا لاشتداد القتال في كثير من المناطق والأحياء، فإن سعير الحرب والمواجهات أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في المناطق والأحياء السكنية القريبة من أماكن المواجهات بجامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع وحي صوفان والتلفزيون والحصبة.
وطبقا لمصادر «الأيام» فإن نحو 5 قتلى سقطوا في حي النهضة، كما سقط 7 مواطنين بينهم أطفال في منطقة الجراف بالقرب من التلفزيون.
أطباء يحاولون إنقاذ أحد الجرحى يوم أمس
أطباء يحاولون إنقاذ أحد الجرحى يوم أمس
إلى ذلك أكد مصدر طبي بمستشفى أزال القريب من منطقة المواجهات شارع الستين سقوط قذيفة على جناح المستشفى ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 7 آخرين إحداهم مواطنة سورية.
**خارطة القتال**
وتواصلت المعارك في شارع الستين في جامعة الإيمان ومحيط الفرقة الأولى مدرع (حديقة 21 مارس) وشارع الثلاثين، وشهدت عدة مناطق أخرى في الناحية الشرقية للعاصمة عدة تفجيرات إثر سقوط قذائف عليها، ما يعني أن القصف يتم بعشوائية على الأحياء والمناطق التي تعتبر إلى الآن غير آمنة.
**إيقاف الدراسة**
ومع توسع المواجهات الدامية أعلنت وزارة التربية والتعليم إيقاف الدراسة في العاصمة، كما قررت جامعة صنعاء هي الأخرى إيقاف الدراسة.
**زحف مستمر للمواجهات**
مسلحون حوثيون قرب أحد أطقمهم يحرسون الشارع قبل مدخل مطار صنعاء أمس
مسلحون حوثيون قرب أحد أطقمهم يحرسون الشارع قبل مدخل مطار صنعاء أمس
واستمر الزحف للمواجهات باتجاه شارع المطار والأحياء المجاورة لساحة الاعتصام حيث تم قصف المقر السياسي لجماعة الحوثي بشارع المطار، وسمع دوي انفجارات عنيفة.
واتسعت المواجهات باتجاه السجن المركزي والحواري والأحياء السكنية في شارع النصر وجولة أية باتجاه مقر الأمن القومي المجاور لمعسكر الخرافي الذي شهد اليومين الماضيين اشتباكات في محيطه، وسيطر الحوثيون في ذلك الهجوم على عدة تباب ومناطق مرتفعة.
**منازل وممتلكات في مرمى الحوثيين**
ويرى مراقبون بان لدى جماعة الحوثي أهدافا محددة وهي ضرب كل ممتلكات ومنازل من قالوا أنهم “فاسدون وانتهازيون ونهبوا ثروات البلاد وعلى رأسهم أولاد الأحمر”، حيث سيطروا على منزل حميد الأحمر بحي النهضة واتجهوا إلى مدينة صوفان والحصبة اللتين تشهدان مواجهات عنيفة بين حراسات أولاد الأحمر يساندهم قوات من الفرقة الأولى وبين مسلحي الحوثي المسنودين من القبائل من عدد من المحافظات والذين سبق توغلهم في تلك الأحياء.
**حركة نزوح كبيرة**
وحسب شهود عيان لـ«الأيام» فإن مناطق المواجهات تشهد حركة نزوح كبير للمواطنين فيما البعض حوصر في منازلهم، وشوهدت قوافل من السيارات تقل الأسر النازحة من صنعاء إلى محافظات أخرى هربا من المواجهات المستعرة.
قذائف المعتصمين
ووصلت المواجهات إلى محيط وزارة الداخلية وساحة الاعتصام، حيث سقطت ثلاث قذائف مدفعية جوار المخيم الواقع بشارع المطار.
رجل يخرج من فتحة في جدار مدرسة خلفتها قذيفة مدفعية
رجل يخرج من فتحة في جدار مدرسة خلفتها قذيفة مدفعية
وقال مصدر باللجنة التنظيمية في الساحة لـ«الأيام» إن الثلاث القذائف كانت تستهدف المواطنين المعتصمين في شارع المطار المطالبين بإسقاط الحكومة وإلغاء الجرعة وتنفيذ مخرجات الحوار، مؤكدا في الوقت ذاته تصاعد حماس المعتصمين والتشدد في مطالبهم الثلاثة المشروعة، حسب قوله.
**توسع**
ومع احتدام المعارك اتجهت الحرب من ساحة الاعتصام بمطار صنعاء ومنطقة الروضة (بؤرة حوثية) ووسط الأحياء الواقعة بصوفان إلى جولة آية ومعسكر الخرافي و سعوان.
كما اتجه المسلحون للسيطرة على منزل حسين الأحمر الواقع جوار السايلة (السجن المركزي بالمنطقة الشرقية)، وتبادل المسلحين إطلاق النار مع الحراسة وسط أنباء عن قتلى وجرحى بين الطرفين.
**جنوب صنعاء**
في غضون ذلك شهدت منطقة حزيز مساء اليوم (أمس) مواجهات بين المعتصمين في المخيمات من مسلحي الحوثي وبين جماعة أخرى قال مصدر بالمخيم إنها تابعة للشيخ أمين العكيمي (أحد قيادات الإصلاح في محافظة الجوف).
وأكد المصدر في لجنة تنظيم المخيم أن الجماعة تسللت عبر منطقة خولان وصولا إلى ساحة المخيم.
وأكد أنه تم إحراق طقم وإعطاب طقمين آخرين، إضافة إلى أسر أكثر من 10 مسلحين وقتل 15.
مصادر أخرى أكدت لـ«الأيام» أن هؤلاء المسلحين ضبطوا فيما كانوا يحاولون الدخول إلى صنعاء في إطار ماسموه دعوة وجهها اللواء علي محسن الأحمر وبعض قادة حزب الإصلاح لعناصرهم وأنصارهم بالمحافظات أو ما أسموهم بالمتطوعين للقتال في صنعاء.
واعتبر مراقبون تلك الدعوات إثارة وإشعال للحرب أكثر.
**خلاصة**
المؤشرات الأولية من المعركة والمواجهات المحتدمة تكشف أن المعركة تسير باتجاه أهداف محددة للحوثيين الذين يسعون لتصفيتها، والتي منها قوى ومعسكرات تابعة للإصلاح أو اللواء محسن، والتي تنتشر في مناطق العاصمة، الأمر الذي يزيد من تأزم الوضع واحتدام المشهد ويوسع من حرب الشوارع وتضاعف أعداد القتلى.
المبعوث الأممي بن عمر على متن طائرة عسكرية من صعدة إلى صنعاء أمس الأول
المبعوث الأممي بن عمر على متن طائرة عسكرية من صعدة إلى صنعاء أمس الأول
بنعمر لحظة نزوله من الطائرة بعد وصوله من مطار صنعاء يوم أمس الأول من صعدة
بنعمر لحظة نزوله من الطائرة بعد وصوله من مطار صنعاء يوم أمس الأول من صعدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى