القاعدة والعصابة في الجنوب لماذا؟

> سعيد ناجي عمر

> عندما سئل أسامة بن لادن من قبل الصحفيين الأجانب إذا أضطر للخروج من أفغانستان إلى أين سيتجه؟ أجاب سينتقل إلى اليمن لأن شعبها طيب ومغوار ومحافظ، والوجود القبلي فيها متأصل في تركيبه الاجتماعي، إضافة إلى ذلك أن تضاريسها مثل تضاريس أفغانستان، والسؤال الآن لماذا تتواجد المجاميع المسلحة المسماة بتسميات مختلفة (القاعدة الداعشية في اليمن)، وأصبحت الآن وبشكل رئيسي متواجدة في الجنوب أكثر من تواجدها في الشمال المعتاد، وبالذات في مأرب والجوف؟ هل هذا التغيير في أماكن توطينها تمثل إحدى ثمار نجاح سياسة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي أراد إيهام العالم أن القاعدة والجنوب وجهان لعملة واحدة، ولهذا السبب ابتكر إعلامه الرسمي مصطلح (الحراك القاعدي) المزيف ووصلت بهم الوقاحة أنهم حين يتحدثون عن أسامة بن لادن يقولون: “إن أسامة بن لادن الحضرمي”، وعندما يذكرون اسم العلامة العالمي ابن خلدون (حضرمي الأصل)، يقولون عنه “ابن خلدون اليمني”!.
ومن هنا نقول وبالتأكيد الواضح: إنهم بذلك يريدون تشويه سمعة الحراك الجنوبي باتهامة بالإرهاب، في حين أن الاختلاف، بل والتعارض بين القاعدة الداعشية والحراك الجنوبي السلمي ظاهر رغم أنف الحاقدين، وبما لا يدع أي مجال للمقارنة بينهما للأسباب التالية والرئيسية:
-القاعدة في اليمن تؤيد استمرارية الوحدة اليمنية، وفي المقابل الحراك الجنوبي يطالب بفك الارتباط بين الدولتين بسبب اختلاف الهويتين بين الشعبين، وفشل مشروع الوحدة المغدور بها وبشعب الجنوب.
-القاعدة تسعى لإقامة إمارة إسلامية، بينما الحراك الجنوبي يسعى لتأسيس الدولة المدنية، ويؤمن بالوسطية الإسلامية السائدة في الجنوب الحبيب.
-القبلية المتجددة في الشمال تعتبر بيئة حاضنة للقاعدة والإرهاب مما يتعارض في الجنوب مع مفهوم الدولة المدنية ودولة سيادة القانون. وبرغم هذا التعارض لماذا انحصر تواجد هذا التنظيم الإرهابي وبشكل شبه كلي في الجنوب، وهجر مواقعه التقليدية في مأرب والجوف خاصة؟. وفي إطار تواجده في الجنوب لماذا تم التركيز على عدن زهرة المدائن المدنية عبر تأريخها الطويل؟. ولماذا حضرموت وشبوة بالذات. لأنهمها محافظتان بتروليتان، وفي السابق كانت القاعدة نشطة وبشكل رئيسي في أبين. لماذا لا توجد القاعدة في الضالع ولا في المهرة؟.
وهناك تساؤلات أيضًا على مستوى اليمن وبالذات لدى شعب الجنوب لماذا لم نسمع إطلاقًا أي حضور للقاعدة الداعشية في صعدة ولا في عمران معقل آل الأحمر حتى وقت قريب؟.
وهناك تساؤلات عديدة وبحاجة للإجابة لماذا صحوة جيش العصابات اليمنية وفي الوقت الحالي وبشكل مكثف لمحاربة القاعدة، وبدعم أمريكي بطائرات من دون طيار في جنوبنا الحبيب؟ ومن ثم لماذا لم نسمع ردة فعل على ما ذكره الرئيس المعين عبدربه منصور هادي في خطابه الشهير والقوي أن 70 % من مقاتلي القاعدة في اليمن هم أجانب من أوروبا وأمريكا وآسيا؟.
**الخلاصة** أن أرض المعارك الحالية ضد القاعدة الوهمية دور حصري في أرض الجنوب والإضرار في الممتلكات العامة لمنازل المواطنين العزل والضحايا هم من المدنيين الجنوبيين باستثناء العسكر منهم بفعل هذه المعارك على أرض الجنوب.
والسؤال الأخير.. هل القاعدة هي القاعدة فعلاً أم صناعة من قبل قوى النفوذ المتصارعة في صنعاء، أم خليط من هنا وهناك، إلا أننا ندرك ذلك وعلى يقين والعالم وكل دول المنطقة دون إعادة دولة الجنوب (ج.ي.د.ش)، وعاصمتها عدن، كاملة السيادة بحدودها ما قبل عام 1990م، لن تحل أي مشكلة طالما وضع الجنوب كما هو عليه منذ الاجتياح الغادر في 1994/7/7م.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى