قــيادة الجنــوب.. الشجــاعــة مــن الخــارج

> م. بدر باسلمة

>
م. بدر باسلمة
م. بدر باسلمة
أُصاب بالاستياء حين أقرأ أو أسمع كلمة أو بيانا لقيادي جنوبي يتباكى على حال الجنوبيين وينتقد ويشتم بشجاعة من الخارج “قوى الاحتلال” ومراكز القوى في صنعاء، بينما شعب الجنوب يعاني كل يوم شتى أصناف الظلم والاضطهاد. طوال عقود يتنقلون بين دول العالم، ويسكنون أفضل الفنادق ويمتلكون الشقق والفلل والشركات في عواصم مختلفة، وكل منهم رتب وضعه المالي إما كلاجئ سياسي أو بشكل آخر.. المهم أن المصالح والمخصصات المالية مستمرة، وطالما أنها مستمرة، فهل يمكن المجازفة بالعودة إلى الوطن، وانقطاع هذه الموارد المهمة، وترك العيش الرغد غير المتوفر في الوطن؟.
والعذر المتوفر دائما.. أنهم مستهدفون أمنيا ولا يأمنون على حياتهم.. وهل حياتهم أغلى من حياة هؤلاء الملايين الذين أجرموا بحقهم، وكانوا السبب في أخطاء جسيمة أوصلتهم إلى ما هم عليه الآن، والان أصبحت حياتهم أغلى واهم من حياة المواطن الجنوبي البسيط، كيف استطاعت بعض القيادات الجنوبية الشجاعة مثل محمد علي أحمد العودة؟ وماذا أصابها منذ عودتها في صنعاء وعدن ولا زالت موجودة؟ هل المطلوب لهذه القيادات الجنوبية ألا تعود إلا بعد أن يتم ترتيب رغد العيش لها من سيارات وفلل ومخصصات مالية كافية وحراسات؟ هل تستطيع أن تكتفي بما تحصلت عليه من موارد لقاء استثمارها (للقضية الجنوبية) في الخارج لعقود دون نتيجة، ولم يفلحوا حتى في كسب تأييد دولة واحدة للقضية الجنوبية، حتى ولو كانت جمهورية الصومال؟.
وكل محاولة تبذل من الداخل لترتيب الصفوف وتوحيدها تجابه بتدخلات من (قيادات الخارج) تفشل هذه الجهود، فلا هم استطاعوا إيصال القضية وإنجاحها من الخارج ولا هم متقبلون تكوين قيادة في الداخل تأخذ مكانهم، والمشكلة لديهم كيفية المحافظة على امتيازات الخارج والعودة إلى الجنوب كقياديين.
الجنوب أحوج ما يكون إلى تواجد وعمل كل أبنائه المخلصين في الداخل لا في الخارج.. الآن قبل الغد.. اللحظة حرجة وفارقة.. فقد علمتنا الأيام القليلة الماضية بقسوة أن الحق والنصر لمن هو على الأرض قوي موحد. إن العالم لا يعترف إلا بالقوي والمسيطر على الأرض.. كفانا نضالا من الخارج، فالوطن أحوج الآن إلى توحد الجميع والتاريخ سيفرز الصالح والطالح في القيادات الجنوبية.
لا للبيانات والشعارات والتوجيهات من الخارج، نريد فعلا وتواجدا على الأرض.. وإلا فليسكتوا وليتركوا الشعب ليختار قيادته ويقرر مصيره.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى