الجنوب والمهمة رقم (1)

> قاسم داؤود العمودي

>
قاسم
 داؤود العمودي
قاسم داؤود العمودي
حظي التغيير الدراماتيكي الذي شهدته صنعاء بارتياح وتأييد في الشارع الجنوبي، إلا أن ووراء ذلك أكثر من سبب، إلا أن نسبة المتفائلين بالتأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه على القضية الجنوبية، ووضع الجنوب بشكل عام تقل عن الأولى.
وثيقة ما سمي بحل الأزمة وإجراءات التوقيع عليها أعطت انطباع سلبي أولي وأظهر أن لا جديد على هذا الصعيد، فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة وحتى اشعر آخر، اتضح ذلك من خلال:
- عنوان الوثيقة الأولى المظلل والبعيد عن الواقع.
- مضامين بعض بنود الوثيقة.
- من قام بالتوقيع نيابة عن الحراك السلمي.
باختصار لم يحمل المشهد بمضمونة وإجراءاته بالنسبة للجنوب إي جديد عن ما كرس واتبع في السنوات الماضي، لا نحمل أنصار الله المسئولية عن ماجرى، كما وليس من الموضوعية والحصافة أن نحكم على التغيير الذي شهدته صنعاء والبلاد بشكل عام بناء على واقعه بعينها، وما حصل وفي الساعات الأولى للحدث.
الخطوة الحاسمة:
يتطلب النجاح في أي مشروع بغض النظر عن أهميتة وطبيعته وحجمه جملة من الشروط والمتطلبات يشكل موضوع الإدارة أو القيادة العنصري الجوهري والأساسي والحاسم فيها، والذي يقرر النتيجة بين النجاح أو الفشل.
إذا كانت المسالة على هذه الدرجة من الأهمية لمبادرات ومشاريع شخصية وعادية، فكيف سيكون الأمر عدما يتم الحديث عن ثورة شعبية تعبر عن قضية عادلة، وتطلعات مشروعة يصل سقفها السياسي الأعلى حد استعادة الحرية والسيادة وقيام الدولة الوطنية، وفي ظل ظروف وتحديات ومخاطر حقيقية وجسيمة ووجودية.
بعيدا عن الشخصنة، ومع التقدير والاحترام لجهود كل من أسهموا بهذا القدر أو ذاك في مسار الثورة السلمية الجنوبية وعبروا عنها ودعموها من داخل الجنوب وخارجه، وبما سمحت به ظروفهم وقدراتهم، إلا أن ذلك لا يخفي حقيقة وواقع كون ثورة الشعب في الجنوب وحراكه السياسي والاجتماعي يفتقدان لوجود القيــــادة ودورها.
ليس من الحكمة والصواب ولا مبررا أن تسيطر على جماهير الحراك نزعة الإحباط والتذمر من التطورات الجارية، فعلى العكس من ذلك فالواقع يجعل الكل يشعرون بالفخر والاعتزاز والزهو لأنهم واعتمادا على عطاءات شعبهم العظيم المعطاء واصلوا ثورتهم السلمية طوال سنوات وتجاوزوا تحديات جمة دون أن تتوفر لهذا الشعب، ولهذه الثورة القيادة بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
إلا أن ما يجب إدراكه اليوم بعمق ومسئولية هو أن الوضع العام سواء على ساحة الجنوب أو في محيطه يشهد متغيرات جذرية ومتسارعة، سيكون لها تأثيرها الحاسم على مستقبل الجنوب ومجتمعه، وليس فقط على ثورته وتطلعات شعبة، وعليه فإن مهمة إيجاد قيادة لثورة الجنوب تعد ضرورة قصوى وأولوية لا تقبل التأجيل، وبقدر أهمية ومكانة هذه المسألة ينبغي أيضا أن لا تعالج بأعمال عشوائية وارتجالية، وأن لا تخضع لحسابات ضيقة وآنية ذاتية أو مناطقية أو سياسية التي ستؤدي بدورها لنتائج وخيمة، وأن لا ينفرد بها أفراد أو مناطق أو قوى بعينها.
أوافق من سبق واقترحوا أن يكون هذا المطلب الرئيسي محور وهدف فعالية 14اكتوبر القادم، وعلى جماهير الجنوب أن تقول كلمتها في هذه المسالة، فبدون إيجاد الرؤية الجامعة التوافقية والقيادة التشاركية المنسجمة معها والمعبرة عنها فلا جدوى ولا فائدة من مناشدة الأطراف والقوى الأخرى من خارج الجنوب.
ومن الأهمية بمكان أن لا يتم الخلط بين المسويات الثلاثة التالية الشعب وحقوقه غير القابلة للانتقاص، الحراك السلمي الحامل للقضية الجنوبية، المكونات وقياداتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى