تفتح ملف العنف في الملاعب والحلول الممكنة للحد منه (1– 5)

> قراءة : د. محمد حسين النظاري

> ظاهرة العنف في الملاعب الرياضية ظاهرة اجتماعية معقدة تدخل فيها عدة متغيرات، هذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي، وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة، لكن الجديد هو تعدد مظاهر العنف، وأشكاله داخل الملاعب، فالعنف: (هو كل سلوك يؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى بالآخرين)، هناك عنف لفظي يأخذ عدة صور منها الإساءة اللفظية (التهديد، السب والشتم، الصراخ، ...) وعنف مادي يؤدي إلى خسائر مادية كـ(حرق السيارات، الضرب، القتل ...) أي إساءة تعد مخالفة للعرف والتقاليد والأنظمة، مما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية وهشاشتها.
تعرف ملاعب كرة القدم بصفة خاصة - اللعبة الأكثر الشعبية - أشكالاً مختلفة من العنف، واليمن من بين الدول التي تعاني من هذه الظاهرة بين مدة وأخرى، وإن كانت الرياضة اليمنية تعاني من العنف الممارس عليها من خارج الإطار الرياضي، حيث ولدت الأزمات المتلاحقة التي تشهدها بلادنا قناعة لدى الاتحادات الخارجية بخطورة الوضع في اليمن، وهو ما جعل (الفيفا) يفرض منعًا على اللعب في بلادنا منذ (4) أربع سنوات، ولعل القذائف التي طالت استاد الفقيد على محسن المريسي في يوم 21 سبتمبر 2014 ضمن الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء خير دليل.
ولكي لا تتوسع ظاهرة العنف بين المشجعين الذين قد يسقطون ميولاتهم السياسية ومناصرة أحزابهم في المدرجات مما يجعلها ساحة للتصارع بمعنى مناصري فريق (أ) ومناصري فريق (ب)، فيتحولون من مشجعين إلى أعداء، ويتبادلون السب والشتم والضرب والكسر، وقد يحدث هذا وسط الملعب، وقد يمتد إلى خارجه، ليشمل الشوارع والسيارات وحتى الأشخاص، مما ينتج عنه فوضى عارمة تؤدي إلى سقوط جرحى وقتلى وخسائر مادية.
لأهمية هذا الموضوع تسلط «الأيام الرياضي» الضوء عليه من منظور علمي من خلال وقائع الندوة العلمية عن دور الإعلام الرياضي في الحد من التعصب والعنف في الملاعب، والتي شاركت فيها بلادنا ونظمها قسم اللقاءات العلمية بمركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالرياض خلال المدة 18-20 /2/2014م بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العربي للشرطة، وبإشراف مباشر من قبل معالي الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس الجامعة.
وتسعى صحيفة «الأيام اللرياضي» لنشر ثقافة التسامح والروح الرياضية لدى الوسط الإعلامي والجمهور الرياضي في
المجتمع العربي من خلال عرض وقائع هذه الندوة العلمية.
وقد هدفت الندوة إلى التأكيد على أهمية دور الإعلام الرياضي في الحد من التعصب والعنف في الملاعب، والتوعية بدور اللغة المستخدمة في التصريحات والمقالات والعناوين الرياضية في الحد من التعصب والعنف في الملاعب، وبدور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في الحد من التعصب الرياضي والعنف في الملاعب، بالإضافة إلى تعزيز أخلاقيات التشجيع الرياضي لدى الجمهور، إلى جانب اقتراح ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرياضي يسهم في تفعيل دور الإعلام في الحد من التعصب والعنف في الملاعب.
وتستعرض «الأيام الرياضي» الأوراق العلمية التي تمَّ تقديمها في الندوة لتعميم الفائدة.
**الدراسة الأولى: (الإعلام الرياضي ودوره في الحد من ظاهرة التعصب وشغب الجماهير في الملاعب الفلسطينية)
والدراسة الأولى كانت للدكتور بهجت أحمد أبو طامع (أستاذ مشارك – جامعة فلسطين التقنية) تحت عنوان (الإعلام الرياضي ودوره في الحد من ظاهر التعصب وشغب الجماهير في الملاعب الفلسطينية)، وهدفت الدراسة التعرف إلى دور الإعلام الرياضي، ومدى مساهمته في الحد من ظاهرة التعصب وشغب الجماهير في الملاعب الفلسطينية، إضافة إلى تحديد تقديرات أفراد عينة الدراسة لهذا الدور تبعًا لمتغيرات الدراسة المستقلة، ولتحقيق ذلك اتبع الباحث المنهج الوصفي بالصورة المسحية، مستخدمًا الاستبانة التي صممها كأداة لجمع البيانات من عينة عشوائية قوامها (243) مناصرًا ومشجعًا من جماهير فرق أندية محترفي كرة القدم الفلسطيني للموسم الرياضي الحالي 2013 - 2014م.
أظهرت نتائج الدراسة أن الإعلام الرياضي يساهم بدور متوسط في الحد من ظاهرة التعصب وشغب الجماهير في الملاعب الفلسطينية بدلالة المتوسط الحسابي على الدرجة الكلية والذي بلغ (3.61)، وأظهرت النتائج أيضًا أنه لا توجد فروق إحصائية في وجهات نظر استجابات أفراد عينة الدراسة حول دور الإعلام الرياضي في الحد من ظاهرة التعصب وشغب الجماهير تعزى إلى كون المشجع يلعب في نادٍ أو لا يلعب، وكذلك لا توجد فروق تبعًا للمرحلة العمرية للمشجع!.
وقد أوصى الباحث بضرورة العمل على استثمار الأدوار الإيجابية لوسائل الإعلام الرياضي وتعزيزها والأدوار السلبية وتعديلها.
**الدراسة الثانية: (ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرياضي يُسهم في تفعيل دور الإعلام في الحدّ من التعصّب والعنف في الملاعب)
وكانت الدراسة الثانية للدكتور أكرم عبد الرزاق المشهداني (أستاذ مشارك – جامعة بغداد) تحت عنوان (ميثاق شرف أخلاقي للإعلام الرياضي يُسهم في تفعيل دور الإعلام في الحدّ من التعصّب والعنف في الملاعب)، وهدفت هذا الدراسة إلى تصميم وإعداد مشروع ميثاق شرف أخلاقي ومهني لوسائل الإعلام الرياضي العربية يسهم في تفعيل دورها في الحد من التعصب الرياضي والعنف وشغب الجمهور الرياضي، ولقد تزايدت حوادث العنف والشغب والتعصب الرياضي في ملاعبنا العربية خلال السنوات الأخيرة، ويلعب الإعلام في بعض الأحيان دورًا في التحريض والدفع نحو هذه الأحداث من خلال التحيز والإثارة وتهييج الجمهور الرياضي.
ومن خلال مراجعة العديد من مواثيق الشرف للإعلام عامة والإعلام الرياضي خاصة والمطبقة في العديد من الدول استجمع الباحث نصوصًا مقترحة يضعها أمام المشاركين في هذه الندوة، ويمكن أن تعتبر هذه النصوص لائحة للسلوك المهني للإعلام الرياضي، أشخاصًا ومؤسسات وأندية، وهي بمثابة دليل يتضمن الضوابط والتوجيهات التي ينبغي الالتزام بها في العمل لكونها تستند إلى ميثاق الشرف الصحفي العربي، وعدد من المواثيق الصادرة في عدد من الدول العربية لتنظيم مهنة ومسئولية الإعلام عامة، واللائحة هي مرجع للاسترشاد به والاحتكام إليه في كل ما يتعلق بالعمل ذي الطبيعة الصحفية الرياضية سواء في مجال نشرات الأخبار أم البرامج، أم التعليق، أم وصف المباراة، أم استضافة اللاعبين والجمهور وكل ماله علاقة بين الوسيلة الإعلامية ومصادرها وجمهورها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى