في ظل واقع الإهمال الرسمي للآثار والمعالم التاريخية بمحافظة إب..مسن.. يعثر على مسجد أثري يعود إلى مائتي عام والأوقاف تعتمد 8 ملايين ريال فقط لترميمه

> تقرير/ نبيل مصلح

> عثر رجل مسن مؤخراً بمدينة إب القديمة على مسجد أثري يعود تاريخ بنائه إلى مائتي عام، وبداخله عين ماء تعود إلى الفترة ذاتها.. مدير عام الأوقاف بالمحافظة عبداللطيف المعلمي تحدث عن هذا المسجد ودور الأوقاف في ترميمه بالقول: “بعد أن تم إبلاغنا عن العثور على مسجد أثري مدفون وفيه عين ماء يعودان إلى 200 عام، قمنا حينها على الفور بالحفر وإزالة الأتربة والركام على مبنى المسجد، مع اعتماد مبلغ 8 ملايين ريال بغرض ترميمه وإخراج الأتربة منه، وما زال العمل جاريا في عملية الترميم”.
وأشار المعلمي إلى أن هناك العديد من الآثار والمساجد في المدينة القديمة نعمل بكل جهد على إعادة ترميمها وتأهيلها، وذلك من خلال التواصل مع مكتب الآثار بهذا الخصوص”. ويضيف: “المدينة القديمة بإب طغى عليها البناء العشوائي من خلال استخدام أدوات البناء الحديثة كالبلوك (البردين) وإحلاله محل الحجر، وهو ما عمل على تشويه المظهر العام لوجه المدينة الأثرية، ولحل هذه الإشكالية وجهنا بلاغاً في هذا الموضوع إلى قيادة المحافظة لمنع أي تغيير في نمط البناء، وذلك بغرض المحافظة على نمط هذه المدينة القديمة، لنتمكن من تقديمها إلى منظمة اليونسيف لإدراجها ضمن المدن الأثرية”.
ويواصل المعلمي حديثه عن دور إدارة الأوقاف في الحفاظ على المناطق الأثرية بالقول: “المسجد وعين الماء اللذان تم اكتشافهما يعدان في قائمة اهتماماتنا، ولهذا فأعمال الترميم فيهما جارية وما نتمناه من المواطنين المحافظة عليهما وإبلاغنا حال عثروا على أي موقع أثري في هذه المدينة، ونحن سنقوم بواجبنا تجاهها للحفاظ عليها وترميمها”.
**المسجد دفن بطريقة متعمدة**

مدير الأوقاف بمديرية المشنة بدر الدين الكينعي بدوره أكد أن المسجد الذي تم العثور عليه من قبل رجل مسن تم دفنه في الماضي بطريقة متعمدة، ويوضح: “يعود تاريخ هذا المسجد والبركة التي بداخله إلى مائتي عام بعد أن كانا مدفونين بين أكوام التراب والصخور في منطقة نورة الملتصقة بجبل بعدان بمديرية المشنة بالمحافظة”.
وعن كيفية العثور على هذا المسجد التاريخي قال الكينعي: “لقد تم اكتشاف هذا المسجد من قبل الحاج مصلح حسن (80 عاما) وهو من سكان المنطقة، والذي أكد لأبناء المنطقة أن الركام المتواجد في المنطقة قائم على مسجد تاريخي قديم، وأكد ذلك وجود علامة في ضخرة بجانب الركام توشي بأنها جزء من المسجد المتحدث عنه”.
ويضيف: “وسبق لهذا الرجل المسن أن أبلغ مكتب الأوقاف قبل أربعين عاما عن وجود المسجد غير أنه لم يتم التفاعل مع الموضوع”. ويواصل: “فور علمي بالأمر هذا تواصلت مع مدير أوقاف المحافظة عبداللطيف المعلمي وأبلغته بالموضوع والذي بدوره عمل اللازم، وتوجهت بعدها لاصطحاب عمال حفر إلى المكان، وبعد عملية الحفر تم العثور على مسجد قديم وهو عبارة عن دور واحد وبداخله عقد قديم قد طمست آثار النقوشات منه، أما سطح فهو عبارة عن حجر مساطر بطول متر ونصف”.

ويضيف: “من خلال البحث عن تاريخ المسجد تأكد لنا أن تاريخ بنائه يعود لمائتي عام، وكان يسمى قديما (الدرقي) وقبل ستين عاما سمي (نماره) وبجواره بركة بنيت في ذات الفترة ومازالت إلى اليوم عين الماء تتدفق منها، غير أن المفاجأة التي صدمتنا أن هذه المنطقة ـ التي يقع فيها المسجد ـ سبق أن تم بيعها بأربعة ملايين ريال، قبل أن يتم استعادتها بصعوبة”.
ويؤكد الكينعي في سياق حديثه أن “اختفاء المسجد ودفنه تحت التراب والركام كان بطريقة متعمدة لأسباب شخصية، ولهذا نحن بصدد ترميمه بالكامل عبر مرحلتين، سنقوم في الأولى بتحويش المنطقة الخاصة بالمسجد المكتشف وإصلاحه بشكل كامل، في حين سنقوم في المرحلة الثانية ببناء حمامات وترميم البركة، التي مع الآسف قد تم ربط مواسير المجاري بجوارها وهو ما سبب في تلويث مياهها بعد انكسار إحدى تلك المواسير، الأمر الذي جعلنا نقوم مرة أخرى بإصلاح هذه البركة للاستفادة من مياهها النقية والصالحة للشرب”. وأشار الكينعي في ختام حديثه إلى أن “المرحلة الأولى من الترميم بلغت كلفتها ثمانية ملايين ريال، في الوقت الذي لم نتحصل فيه على دعم من مكتب الأوقاف بالمحافظة سوى ثمانمائة ألف ريال فقط”.

**الجهات المسؤولة لم تقم بواجبها**
بدورهم عبر أبناء مدينة إب القديمة عن استيائهم لما تتعرض له هذه المدينة وآثارها من إهمال بقولهم: “هناك إهمال كبير من مكتب الآثار والأوقاف في المحافظة على الآثار والمعالم التاريخية في محافظة إب مما جعل القائم منها عرضة للهدم والطمس والتخريب، فضلاً عن عدم الالتزام بإنماط المساجد التاريخية أثناء إعادة ترميها، كما هو الحال في الجامع الكبير الذي يخالف تماما مواصفات نمط بنائه القديم”.
كما حمَّل أهالي المدينة مكتب الآثار بالمحافظة مسؤولية تعطيل ترميم عدد من المساجد الأثرية في المحافظة، تحت ذريعة ترميمها”.

وبحسب الأهالي، فإن قيادة المحافظة والجهات المختصة لم تقم بواجبها تجاه هذه المعالم التاريخية والأثرية والاكتفاء بطلاء بعضها بالنورة البيضاء كما حصل في عام 2007 م أثناء الاحتفال بعيد الوحدة فيها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى